خبر د. الهندي: جهد الفصائل يركز على « محاسبة المتورطين وبناء مرجعية وطنية »

الساعة 08:17 م|26 يناير 2011

د. الهندي: جهد الفصائل يركز على "محاسبة المتورطين وبناء مرجعية وطنية"

فلسطين اليوم- وكالات

أكد الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن الوثائق التي عرضتها الجزيرة لم تكن مفاجئة "كون الكثير من القضايا التي تناولتها سبق وأن عرضت"، مشيرا في الوقت ذاته أن ما شكل صدمة بالنسبة للجميع هو هذا الكم الهائل من التنازلات المتعلقة بموضوع القدس والحدود.

وأوضح الدكتور الهندي في مقابلة صحفية  أن ياسر عرفات دفع حياته ثمناً للتمسك بالثوابت العقائدية للأمة ولشعبنا ورفض التفريط، وقال " أن يأتي من يعلنون صباح مساء تمسكهم بخط ياسر عرفات ويقدمون هذه التنازلات الخطيرة فهذا أمر لا بد من محاسبتهم عليه".

وانتقد الدكتور الهندي ما وصفه بالتخبط والتوتر الذي عكسته تصريحات المسؤولين في السلطة وفي فتح إزاء ما كشفته الجزيرة، وقال إن "هذا التخبط والإرباك يشكل دليل إدانة لأنه اعتراف ضمني بما ورد في هذه الوثائق"، متابعاً لو كان موقف الفريق التفاوضي سليماً فها هي المحاكم موجودة وليفتحوا تحقيقاً نزيهاً ومحايداً فيما تسرب من معلومات.

وتطرق الهندي في حديثه إلى حجم السياسات المتبعة على الأرض من قبل السلطة والتعاون الأمني الذي تعدى كل الحدود، وهو ما يعزز كل ما أوردته الوثائق.

وذكر بأن الإعلام العبري نقل العديد من التقارير والقصص حول جرائم التنسيق الأمني، متسائلاً إذا كان هذا الكلام كذب وفبركة فلماذا لم نجد غضباً على الإعلام الإسرائيلي الذي روى كثير من الأمور فيما سبق ولماذا لم يتجرأ مسؤول فلسطيني على نفي ما كان يردده إعلام الاحتلال من دلائل على وجود التنسيق الأمني.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد إن لدى حركته الكثير من الشواهد والأمثلة بتواريخ وأرقام محددة وموثقة حول العديد من الجرائم.

وقال إذا كانت السلطة تنفي تورطها في التنسيق الأمني فكيف تفسر التدريبات المشتركة في رام الله وجنين وبيت لحم؟، وبماذا تفسر زيارة مجموعة من الموظفين في السلطة للنصب التذكاري "يد فاشيم"، وبماذا تفسر العديد من حوادث الاعتقال والاغتيال لمجاهدين تؤكد كل المعطيات أنها تمت بناء على تبادل معلوماتي خطير.

وحول ماهية وقيمة هذه الوثائق قال الهندي: "صحيح أنها محاضر اجتماعات، لكن لا أحد ينكر أنها خلاصة نقاشات ومواقف شكلت مساساً مباشراً بالثوابت وبعقيدة الأمة وتاريخها وحاضرها ومستقبلها"، وأشار إلى أنه في كثير من المناسبات كنا نستمع لتصريحات تؤكد قرب التوقيع على اتفاق وكانت "إسرائيل" هي من يعطل ذلك لأسباب مختلفة. متسائلاً :" إذا كان الأمر كذلك فعلام سيكون التوقيع؟؟!!"

وقال: "إن هذا كله يجعلنا نشكك في النوايا والدوافع المصلحة والذاتية التي تملكت البعض وجعلته يقم تنازلات هائلة".

وتطرق الهندي لقضية استعادة الثقة في الفريق الذي شارك في هذه الاجتماعات والصياغات، وقال "إن عوامل الثقة أصبحت معدومة بعد ما نشر".

وأضاف: "إذا كانت المفاوضات شكلت لهذا الفريق كل هذا الصداع والفضائح، وأن "إسرائيل وجهات أخرى" كما يقولون تريد إسقاطهم، فلماذا يتمسكون بالمفاوضات ويدافعون عنها؟!"، لماذا لا يخرجون علانية ويوقفوا المفاوضات والتنسيق الأمني ويطلقوا سراح المجاهدين؟!".

وشدد على أنه من الصعب استعادة الثقة الآن وبناء وحدة وتماسك اجتماعي ونحن أمام هذا الوضع السياسي المترهل والمرتبك.

وأكد الدكتور الهندي على أن ما جرى لا يؤثر على عدالة القضية الفلسطينية ولا يحد من التعاطف والدعم الإسلامي لفلسطين وشعبها.

مشدداً على أن هذا الدعم العربي والإسلامي والعالمي سيتضاعف، وأن من سيتأثر هو فريق المفاوضات الذي تورط في كل هذه التنازلات، وقال إن الشرعية الوهمية التي تسلح بها هذا الفريق ستنتزع منه، ولن يعود بمقدور أي نظام عربي منحه الغطاء التفاوضي لأن من سيقدم له غطاءً بعد اليوم سيكون شريكاً في التفريط بفلسطين.

وقال إن مسيرة الشرور والمفاوضات هي التي أوصلت القضية الفلسطينية إلى واقع الانقسام النكد، وعلينا أن نتخلص من هذه المسيرة لضمان جمع الصف الوطني.

وحول أسباب عدم التوقيع على اتفاق التسوية قال الهندي إن السلطة كانت دوماً جاهزة للتوقيع على اتفاق بأي شكل كان، لكن الطرف الذي كان يرفض هو الاحتلال لأنه ببساطة كان يريد الحصول على كل شيء ولأنه كان يتخذ من المفاوضات غطاء وستار لجرائم الاستيطان والتهويد.

وتطرق إلى اجتماع الفصائل في غزة وشدد على أن الجهد الفصائلي سيركز على محاسبة المتورطين بهذه التنازلات وبناء مرجعية وطنية.