خبر تقرير اوباما عن وضع النزاع.. هآرتس

الساعة 10:48 ص|26 يناير 2011

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: كون اوباما يعتبر حل النزاع عندنا مصلحة امريكية فينبغي في خطابه عن وضع الأمة أمام المجلسين أن يبلغ هذه الأمة بأن الولايات المتحدة ملزمة بأن تعترف بدولة فلسطينية في ايلول القادم في حدود 1967 وعاصمتها شرقي القدس لان هذه مصلحة امريكية - المصدر).

اذا ما حاكمنا الامور حسب خطابه السنوي عن وضع الأمة في كانون الثاني 2010، فان الخطاب الذي سيلقيه اوباما غدا أمام مجلسي النواب سيركز بالاحرى على الاقتصاد الداخلي، الذي يثير تدهوره قلق مواطني الولايات المتحدة. ولن يخصص للمواضيع الخارجية أكثر من تسع من أصل واحد وسبعين دقيقة من خطابه؛ جملة قصيرة عن العراق وافغانستان، تقرير أقصر عن المحادثات مع روسيا لتقليص مخزون السلاح النووي وبضع كلمات عن التهديد الايراني. أما المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين فلن تُُذكر حتى ولا بالتلميح. هذه المرة، خطاب عن وضع الأمة الامريكية، يقفز عن وضع النزاع "عندنا" سيعتبر هربا من الرئيس عن التعاطي مع مصلحة امريكية وعالمية. من قال؟ براك اوباما.

تذكير: في الخطاب الذي ألقاه في القاهرة في حزيران 2009 قال اوباما ان السبيل الوحيدة لتحقيق تطلعات اسرائيل والفلسطينيين هي عبر دولتين تعيشان بسلام وبأمن. وشدد على ان هذه ليست مصلحة الطرفين فقط، بل وايضا "مصلحة امريكية ومصلحة عالمية". في ايلول من العام الماضي عاد اوباما ليقول ان السلام الاسرائيلي – الفلسطيني هو "مصلحتنا، مصلحة أمنية امريكية". وعلل الرئيس ذلك في ان انهاء النزاع المتواصل في الشرق الاوسط سيساعد الولايات المتحدة في التركيز على ايران ومنظمات الارهاب. الاستنتاج: فشل حل الدولتين هو فشل محاولة ادارة اوباما تحقيق مصلحة امريكية بل ومس بأمن الولايات المتحدة.

كون الحديث يدور عن مصلحة امريكية وعالمية، فان الرئيس ملزم تجاه مواطني الولايات المتحدة والعالم بتقرير عن تقدم المفاوضات نحو التسوية الدائمة. يجدر باوباما ان يضع أهدافا واضحة للدبلوماسية الدولية وان يرسم خطة عمل للسنة القريبة القادمة. كخدمة لكاتب خطابات الرئيس، ها هو اقتراح للمقطع الاسرائيلي الفلسطيني في الخطاب أمام الكونغرس. أوصي بأن يخفي المساعدون المسودة المرفقة عن المستشارين السياسيين للرئيس، الذين يفضلون المصلحة الحزبية ومنشغلو البال من التآكل في مكانته في نظر المؤسسة اليهودية القريبة.

"كما تذكرون، غداة دخولي البيت الابيض عيّنت صديقنا الطيب، السناتور جورج ميتشيل، مبعوثا خاصا الى الشرق الاوسط. بعد وقت قصير من ذلك سافرت الى القاهرة، ومن هناك اقترحت فتح صفحة جديدة في علاقات الولايات المتحدة والعالم الاسلامي. تعهدت بالعمل على تحقيق سلام بين الفلسطينيين واسرائيل وتجسيد التطلعات المشروعة للفلسطينيين في الكرامة وفي دولة خاصة بهم. ومن القاهرة سافرت الى معسكر الابادة بوخنفيلد وأعلنت هناك بأن الولايات المتحدة ستكون ملتزمة دوما بأمن اسرائيل.

"بدلا من الانشغال في تقدم التسوية الدائمة التي تضمن مستقبل اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وجدت نفسي غارقا على مدى سنة ونصف السنة في مفاوضات على توسيع شرفات. في الوقت الذي يشير فيه رؤساء مجلس الامن القومي الى انجازات مفاجئة لاجهزة أمن السلطة الفلسطينية، فان قنصليتنا في القدس تبلغ عن وتيرة بناء غير مسبوقة في المستوطنات. في الاشهر الثلاثة السابقة منذ انتهى التجميد، سجلوا ما لا يقل عن 1760 بداية بناء جديدة.

"لا بد أنكم قرأتم في الصحف عن الخطط الجديدة لتعميق التواجد اليهودي في شرقي القدس. ولتذكيركم، لا يدور الحديث عن مسألة حزبية: في خريطة الطريق التي عرضها الرئيس بوش قبل سبع سنوات، نذرت اسرائيل بأن تجمد تماما البناء في المستوطنات وتفكك بؤر استيطانية بُنيت خلافا لقوانينها هي.

"بناء على طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أقنعنا الرئيس محمود عباس بأن يؤجل حاليا النقاش في المسائل الجوهرية الصعبة المتعلقة بالقدس واللاجئين. وحصل السناتور ميتشيل من الفلسطينيين على خريطة للحدود الدائمة، تستند الى خطوط 1967، مع تبادل للاراضي. كما عرض علينا عباس ترتيبات أمنية تتضمن انتشارا لقوات الناتو في المناطق التي تخليها اسرائيل. أما حكومة اسرائيل فلا ترفض فقط بشكل حازم عرض صيغتها للتسوية الدائمة، بل ان مبعوث نتنياهو يمتنع حتى عن استلام الاقتراح الفلسطيني.

"في الاشهر القريبة القادمة سنبذل جهدا أعلى لانقاذ المسيرة السياسية. اذا لم يطرأ تغيير حقيقي في موقف اسرائيل، ففي ايلول القادم ستعترف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية في حدود 1967، عاصمتها شرقي القدس. كلكم تعرفون بأن هذه مصلحة امريكية".