خبر رد الحصان -هآرتس

الساعة 09:56 ص|11 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون ليفي

          (المضمون: حزب العمل يتحدث دائما عن خطط وحلول سياسية بعيدة المدى أو حلول مرحلية، ولا يتحدث أبدا عن حلول قابلة للتطبيق بشكل فوري - المصدر).

          أشكر أمين عام حزب العمل حيليك بار الذي قال إنني كنت بوصلة اخلاقية ذات مرة. ويا ليتني استطيع أن أقول عنه نفس الشيء، أو عن حزبه. الآن أنا في نظر بار حصان، حصان طروادة. لكن المسألة الشخصية غير مهمة هنا. « حصان طروادة » هو اصابة الهدف: لا يوجد شيء مثله لوصف الدور الذي يقوم به حزب العمل. حصان طروادة الكبير لليسار الاسرائيلي. بفضل هذا الحصان لا يوجد يسار في اسرائيل. لا يوجد مثل الخطط السياسية الجديدة للحزب من اجل اثبات ذلك.

          الحديث هنا عن الخدعة الاكبر في تاريخ السياسة الاسرائيلية. وخلال عشرات السنين يقدم الحزب خطط سياسية ولم يسبق أن نفذ أي واحدة منها. ولم يسبق أن حاول تحقيقها. ولم يسبق أن كانت قابلة للتنفيذ. كان لها جميعها قاسم مشترك واحد هو لعب حزب العمل مع نفسه. لا يوجد فلسطينيين، لا يوجد احتلال، لا توجد معاناة ولا جرائم. فقط نحن واحتياجاتنا هي التي في اللعبة. الحل الوسط الجغرافي والوظيفي، الخيار الاردني أم لا، دائما يلعب مع نفسه.

          جميع هذه البرامج وجهت دائما نحو مستقبل مجهول وبعيد جدا.  لم يكن من المفترض أن تطبق الآن. دائما يغيب الشريك، دائما تغيب الجرأة. فقط حلول مرحلية التي هي الملاذ الاكبر للخائف. الرقص على فوهة الهاوية، نفعل شيء، لكن ليس شيئا حقيقيا. نُظهر للعالم الوجه الجميل الذي يريد السلام ونتجادل ونربح المزيد من الوقت للافساد.

          دائما هناك الحديث المتصدق أنه محظور السيطرة على شعب آخر. ودائما توجد السيطرة بكامل قوتها. كانت الذروة في اوسلو: رؤساء الحزب كانوا في السلطة في حينه ولم يخطر ببالهم البدء في اخلاء المستوطنات. ولم يقوموا باخلاء حتى لو شرفة واحدة. لذلك كان اوسلو حل آخر من مباي مضلل، وسقط الجميع في الفخ.

          عندها اكتشفوا في حزب العمل حل الدولتين، شيء مثل الموضة، وبدأوا بترديده. وخلافا لنتنياهو الذي قال مرة واحدة دولتين، هم يقولون ذلك مرات كثيرة. هذا هو الفرق الفكري العميق بينهم. لكن بالنسبة لهم ايضا: ليس الآن. لا يوجد شريك ولا يوجد وضع ملائم. والآن خطط الفصل لاسحق هرتسوغ وبار.

          خطة الفصل (بالافريقية: ابرتهايد) التي صودقت بالاجماع في مؤتمر القيم لحزب العمل والتي عمل عليها الامين العام بار على مدى سنتين بما في ذلك استئجار القاعة والمكبرات واللافتات والحلوى على المدخل، هي تملص آخر من انتاج حزب العمل، دمج بين العنصرية المموهة (« أنا أريد الانفصال عن أكبر عدد من الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن »، قال هرتسوغ)، وهي ملائمة للحزب، جدار آخر (حول « الكتل الاستيطانية ») و« تنازل » آخر على شكل اعطاء مخيم اللاجئين شعفاط وقرية العيسوية للسلطة الفلسطينية.

          خطة بار تشمل تعهدا بأن القدس لن تقسم أبدا وأن جميع المستوطنين سيبقون في اماكنهم. حلم الدولتين بقي كما هو، حلم. الى متى؟ الى أن يكون افضل. وكيف بالضبط سيصبح الوضع افضل؟ لنترك الامور الهامشية. فحزب العمل لا يهتم بذلك.

          يمكن أن نضيف بالطبع اقتراحات هرتسوغ الامنية لهذه الخطط، التي بدونها لا توجد خطة ملائمة في حزب العمل: قصف الانفاق والتوقف عن قصف المناطق الفارغة في غزة (لأنه لم يقتل عدد كاف من الناس). والامر الجديد لدى السيد ارهاب من اليسار: فصل غزة عن البث التلفزيوني والانترنت والهاتف المحمول. ايضا الانضمام الى حملة التحريض ضد « بلد » هو جزء من الموضوع. هذا جواب لنتنياهو، هذه هي المعارضة من اليسار.

          « لقد تحول الى حصان طروادة »، كتب بار، « وتسلل الى معسكرنا من اجل تشويهه من الداخل واظهار عفنه ».