خبر اليودوقراطية -هآرتس

الساعة 11:36 ص|10 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: تسفي برئيل

          (المضمون: لجنة الاخلاق التابعة للكنيست خطت خطوة اخرى الى الامام على طريق اسرائيل يهودية وديمقراطية من خلال استبعاد اعضاء الكنيست العرب الذين زاروا عائلات منفذي العمليات الفلسطينيين - المصدر).

الآن بعد أن تمت تنقية الكنيست على الاقل حتى نهاية الشتاء، يمكن الدخول اليها. اللجنة الاخلاقية قامت برش المواد الضرورية وأغلقت الأنوف لبضع دقائق وأغلق العقل بسبب قوة رائحة السم، لكن الثمن كان جديرا. الكنيست ايضا ستكون يهودية وديمقراطية. صحيح أن هناك بعض العرب « الجيدين » الذين لا زالوا يتجولون في أروقتها ممن لم يذهبوا لتقديم العزاء لعائلات المخربين، لكن سيتم ايجاد البند المناسب لهم والمسألة مسألة وقت.

ليس واضحا لماذا قررت اللجنة الاخلاقية فرض التهمة فقط على « التفاحات البعيدة » وليس على الصندوق كله. الحديث لا يدور عن جريمة خاصة لثلاثة اعضاء كنيست. فهم ليسوا فنانة قامت بقضاء حاجتها فوق العلم أو كاتب على الفيس بوك ضد رئيس الحكومة. إنهم ممثلو جمهور يتحملون مسؤولية جماعية ودور تاريخي. مكانتهم كـ « شظية جماعية في المؤخرة القومية اليهودية »، واذا سمح لي استخدام الوصف التعيس لنفتالي بينيت فهذا يعني اعتبارهم مثل بعضهم البعض. التعميم هنا ضروري وبدونه لا يمكن تشكيل الدولة اليودوقراطية والدفاع عنها أمام أعدائها، لا سيما من الداخل، في مواجهة مع يريدون الفصل بين اليهودية والديمقراطية.

          بفضل اعضاء الكنيست العرب، فان هذه اليودوقراطية قفزت هذا الاسبوع درجة مهمة في طريقها الى الطهارة. لم تعد تكفي الاشارة الى المجرمين وعقوبتهم. فقد أعادت تعريف المخالفة التي تشكل ضررا كبيرا بحق صورة الدولة. اعضاء الكنيست العرب الذين زاروا بيوت من قتلوا اليهود – بغض النظر عن السبب الرسمي للزيارة – متهمون بابداء الأسف واجراء المراسيم التي تعتبر بمثابة احترام للارهاب.

   دولة اسرائيل تعرف جيدا أهمية العزاء وطقوسه في تشكيل الوعي القومي. فهي التي بنت نفسها على « طبق الفضة » لنتان الترمان وعلى « ها هي جثثنا ملقاة » لحاييم غوري قدست التضحية من اجل الوطن كمبدأ سامٍ. ولكن عن الابطال أو الشهداء تقول إن الامر خطير حينما يتعامل معه « العدو ». لذلك منذ بداية الاحتلال تشدد اسرائيل على وجود « جنازات صامتة » في الليل مع عدد قليل من المشاركين واحيانا خارج مناطق سكن القتلى، ولم تسمح دائما باقامة بيوت العزاء أو مراسيم الذكرى.

     السبب كما كتب الوزير جلعاد أردان هنا هو منع الاخلال بالنظام والتحريض. وهو يتحدث عن قصة قبر باروخ غولدشتاين القاتل من كريات اربع كبرهان على أن الدولة لا تميز بين اليهود والفلسطينيين. اردان يضلل مرتين. لقد حظي غولدشتاين بقبر فاخر في « حديقة كهانا » حيث تحول المكان الى موقع للحجيج من قبل مؤيديه. وحظي غولدشتاين ايضا بنشر كتاب على اسمه « باروخ الرجل »، الذي يشكل مادة اساسية لـ « شبيبة التلال ». غولدشتاين باختصار هو جزء لا يتجزأ من مشروع الاستيطان ومحظور على الفلسطينيين أن يكون لهم مشروع مشابه.

          هذه بالضبط كانت المخالفة الصعبة التي ارتكبها اعضاء الكنيست من « بلد ». لقد شاركوا في عزاء اهالي القتلة. بدلا من التحفظ من العائلات التي قامت بتربية هؤلاء الاولاد وبدلا من استنكار المحيط الفلسطيني والتحريض الذي يشجع على السكاكين وبدلا من اسماع العائلات ما يقوله رئيس الحكومة قاموا بأداء صلاة الجنازة.

=          هم، اعضاء الكنيست العرب الذين ساهموا بالرواية الفلسطينية والحقوا الضرر بالاسرائيلية. لكن بفضلهم سيكون لنا قانون جديد قد نسميه « قانون تقرير المصير القومي » والذي سيقول إن من يضر بالرواية اليهودية أو يتبنى الرواية الفلسطينية من خلال الخطابات وطقوس العزاء والصلاة أو الكتابة في تويتر، يعتبر مؤيدا للارهاب. هكذا تُبنى اليودوقراطية.