الجهاد: قبول السلطة بالمبادرة ارتهان لمسلسل الوهم من جديد

خبر المبادرة الفرنسية بين الرفض « الاسرائيلي » والاختلاف الفلسطيني

الساعة 03:14 م|04 فبراير 2016

فلسطين اليوم

رغم قبول السلطة الفلسطينية للمبادرة الفرنسية الداعية لعقد مؤتمر دولي للسلام لإنهاء الصراع الفلسطيني – « الإسرائيلي »، بدعم عربي، إلا أن فصائل فلسطينية رأت أن المبادرة الفرنسية هي بمثابة ارتهان لمسلسل الوهم من جديد. فيما رفضت « إسرائيل » المبادرة بحجة أنها تُحفّز الفلسطينيين على عدم قبول أي تسوية في المفاوضات. كما عبر عن ذلك رئيس الوزراء « الإسرائيلي » بنيامين نتنياهو.

فإلى جانب ترحيب السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها الرئيس محمود عباس بالمبادرة، أكدت الجامعة العربية على أهمية المبادرة باعتبارها أحد الخيارات المطروحة في إطار التحرك الدولي للتوصل إلى تسوية للسلام.

وشدد الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير سعيد أبو علي، اليوم الخميس، على أن تلك المبادرة تحظى بدعم الدول العربية للدفع نحو عقد مؤتمر دولي للسلام. وأضاف:  إن اللجنة الوزارية العربية التي شكلتها القمة العربية في شرم الشيخ برئاسة مصر تقوم بجهود لمتابعة تنفيذ هذا التحرك على الساحة الدولية والتواصل مع الأطراف الدولية المعنية، مشيراً إلى أنه كان من ثمار هذا الحراك المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام.

وقال أبو علي، إن هذا الجمود في عملية المفاوضات مرتبط بالموقف « الإسرائيلي » المتصلب والمتعجرف الذي يعادي تحقيق أي تقدم أو اختراق في عملية المفاوضات، بل إلى تقديم اشتراطات مثل الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، كما تتمادى « إسرائيل » في انتهاكاتها للاتفاقيات الموقعة، بالإضافة إلى الانتهاكات والتجاوزات اليومية العدوانية التي تطال المقدسات والأرض وأبناء الشعب الفلسطيني، خاصة في الشهور الأخيرة مع هبة القدس التي اندفع فيها الشعب الفلسطيني أعزل للدفاع عن حقوقه ومقدساته، وفي مقدمتها الحرم القدسي الشريف.

الجهاد: قبول السلطة بالمبادرة ارتهان لمسلسل الوهم من جديد

من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي على لسان المتحدث باسمها داود شهاب لـ « فلسطين اليوم »، أن القبول بالمبادرة الفرنسية من قبل السلطة الفلسطينية هو بمثابة ارتهان لمسلسل الوهم من جديد.

وقال شهاب :« قبل أكثر من 20 عاما طرحت هذه الفكرة والقيادة المتنفذة في منظمة التحرير رهنت نفسها لسنوات طويلة لذلك، قدمت خلالها العديد من التنازلات بدءًا بالاعتراف بإسرائيل ؛ والتنازل عن فلسطين التاريخية ؛ وصولاً للقبول بسلطة حكم ذاتي ، نرى اليوم انجازاتها على الأرض اليوم فهي لا تستطيع أن تحمي وتدافع عن شعبها. مشيراً إلى أن جيش الاحتلال »الإسرائيلي« عندما أراد يوم أمس الاربعاء (3/2) اقتحام بلدة قباطية طلب من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية أن تخرج منها لتنفيذ مهمتها.

وأضاف، أن المبادرة الفرنسية هي مضيعة للوقت، وفي النهاية سقفها سيكون العودة للمفاوضات التي لن تقبل بها »إسرائيل« أصلاً. ولفت إلى أننا اليوم وبعد سنوات طويلة من المفاوضات كان نتيجتها حصار على غزة ؛ وانقسام داخلي؛ وتقسيم الضفة وزيادة الاستيطان وتهويد لمدينة القدس. مشدداً على أن المبادرة الفرنسية من شأنها إعادة إنتاج التجربة المريرة والقاسية في تاريخ القضية الفلسطينية.

وتشكل المبادرة الفرنسية معارضة للمخطط »الإسرائيلي« القائم على الاستفراد بالسلطة الفلسطينية، واتباع سياسة التسويف التي تهدف إلى تكريس الأمر الواقع بهدف المحافظة على استمرار الاحتلال والتوسع الاستيطاني.

مع ذلك، برر نتنياهو رفضه للمبادرة الفرنسية، التي أتت على لسان وزير الخارجية لوران فابيوس، بالقول إنها »تحفّز الفلسطينيين على عدم قبول أي تسوية في المفاوضات تؤدي للتوصل إلى حل نهائي« . ويعكس هذا الموقف مخاوف نتنياهو من أن مثل هذه المبادرات قد تفتح الآفاق أمام السلطة الفلسطينية وتعزز موقفها الرافض للسقف الذي تمليه »إسرائيل« لأي تسوية مفترضة.

ورأى نتنياهو أن »المفاوضات قائمة على مبدأ التسوية« ، متجاوزاً التنازل الفلسطيني عن أغلب أراضي فلسطين التاريخية بعدما اعترفت بإسرائيل بناءً على اتفاقية أوسلو.

ومن أجل الالتفاف على الطرح الفرنسي، كان لا بد لرئيس الوزراء »الإسرائيلي« من تجديد دعوته إلى عقد مفاوضات جديدة بين السلطة و »إسرائيل« ، وبهذه الخلفية أعرب عن استعداده »للدخول في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة ودون شروط تملى علينا« .

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد صرّح بأنّ فرنسا ستعزّز من جهودها لأجل تجديد المفاوضات بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين خلال الأسابيع المقبلة القادمة. وأضاف أنّ »فرنسا ستعمل على عقد قمّة دوليّة بمشاركة أميركيّين وأوروبيّين وعرب، من أجل تحقيق حلّ الدولتين« . وكشف فابيوس أنّه في حال فشل المساعي، فإنّ فرنسا ستعترف بدولة فلسطينيّة.

وتقترح المبادرة الفرنسية »مبادئ لحل الصراع على غرار تثبيت حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 مع تبادل أراض بين الطرفين، وجعل القدس عاصمة مشتركة بين الدولتين، إلى جانب تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال، وعقد مؤتمر دولي للسلام".