خبر أضرار المبيدات الحشرية وطرق الوقاية

الساعة 10:58 ص|03 فبراير 2016

فلسطين اليوم

1- أضرار المبيدات على صحة الإنسان:

تتمثل هذه الأضرار إما بشكل مباشر وذلك بوصول المبيد الحشري أو أجزاء منه عن طريق اللمس أو الاستنشاق أو عن طريق الفم أو العين وذلك في الأماكن القريبة من أماكن إستخدام المبيد. أو بطرق غير مباشرة عن طريق إستهلاك ( المواد الغذائية والماء والهواء ) الملوثة بآثار المبيدات وفيما يلي نوجز بعض منها:

 - الاستنشاق :

يدخل إلى جسم الإنسان جزيئات المبيد الحشري على شكل غازات يحملها الهواء وذلك عن طريق التنفس ويختلف تأثير تلك الغازات الضارة بحسب تركيبها الكيميائي فنلاحظ بأن الغازات التي تذوب في الماء فإنها تذوب أيضا في السائل المخاطي المبطن للجزء العلوي في الجهاز التنفسي مما يؤدى إلى الإصابة بالتهابات حادة .والغازات التي لا تذوب في الماء تسبب التهابات في الرئة ثم إرتشاح ثم التليف في المرحلة النهائية, أما الغازات التي تذوب في الدهون فإنها  تمر من خلال الرئة و تصل إلى الأعضاء التي توجد بها من خلال مجرى الدم مسببة العديد من الأمراض الحادة للكلية والكبد .و إن ما يصل عن طريق بلع أبخرة وغازات المبيد إلى الجهاز الهضمي في البلغم فإنه يسبب مرض الدرن.

- عن طريق الجلد والجهاز الهضمي

تخترق المبيدات السامة الجلد عند ملامستها له أو تدخل  إلى الجهاز الهضمي عن طريق الخضار والفواكه الملوثة التي تحمل الآثار المتبقية من هذه السموم ومن ثم تصل إلى الدم و إلى كافة أعضاء الجسم و تستقر فيها وتسبب له العديد من الأمراض الخطيرة ومنها ( أمراض الكبد والفشل الكلوي والسرطانات) كما تشير نتائج البحوث العلمية إلى أن الأثر المتبقي لتلك المبيدات يؤدى إلى ضعف الحالة الجنسية، ويسبب في النهاية العقم، وبالنسبة إلى المرأة الحامل فإن هذه السموم تنتقل من الدم إلى مشيمة الأم ومن ثم إلى جنينها وتسبب تشوهات خطيرة للجنين. وتشير الإحصائيات على مستوى العالم أنه في عام 1992م تسببت المبيدات في حالات التسمم لما يقرب من 25 مليون شخص في الدول النامية، يموت منهم ما يقرب 20 ألف شخص سنوياً.

2- أضرار المبيدات على المياه ( الآبار, الأنهار, البحار)

تصل المبيدات الحشرية إلى المياه من خلال عدة طرق ووسائل عديدة منها مكافحة ورش الحشرات المائية الضارة التي تعيش بالماء  بالإضافة إلى وصولها عن طريق ذوبان متبقيات المبيدات المتواجدة في التربة الزراعية بواسطة مياه الأمطار و الري إلى جانب صرف مخلفات مصانع المبيدات في المصارف والأودية والأنهار، بالإضافة  إلى أن الهواء والمطر المحمل برزاز المبيدات يعتبران من المصادر المهمة في تلويث الماء, وإن أغلب المبيدات الحشرية لا تتحلل بسهولة وتبقى لفترة زمنية طويلة في الماء فتقضي على العديد من الكائنات الحية المفيدة وتتراكم في أجسام  الأسماك والحيوانات النهرية و البحرية ، وخاصة في موادها الدهنية ويزداد على مر السنين تركيز هذه المواد في أجسامها ومن ثم تصل إلى الإنسان عن طريق استهلاكه لها ملحقة به العديد من الأضرار الصحية.

3- أضرار المبيدات على التربة والبيئة:

تعتبر المبيدات الحشرية من أخطر ملوثات البيئة و التربة ، ويؤدى الاستخدام المتكرر لهذه المبيدات في النهاية إلى تدمير خصوبتها و تلوثها وتسممها الحاد بالمبيدات، وعلى قتل العديد من الكائنات الحية النافعة بها وتدمير التنوع الحيوي الذي يشمل كافة أشكال الكائنات الحية ، وإن أغلب المبيدات وخاصة مجموعة الكربيات تتحول في التربة إلى مركبات ( النيتروزأمين) التي تعد من المواد المسرطنة  والتي تمتص من قبل النباتات وعند تغذية الحيوان أو الإنسان على تلك النباتات  فإن النتيجة هي انتقالها لهما.

البدائل السليمة لمكافحة الآفات والحشرات:

هي في اعتمادنا وتبنينا استراتيجية متكاملة تشمل المبيدات و الطرق والقوانين التي تتضمن القضاء على الآفات والحشرات دون أن يكون لها أية أثار سلبية أوضاره على صحة الإنسان والبيئة وكافة أشكال الحياة وهذا ما يطلق علية الآن بالمكافحة المتكاملة.

المكافحة المتكاملة:

 هي استراتيجية لمكافحة الحشرات و الآفات مبنية على البيئة حيث تعتمد على عوامل الموت الطبيعية بواسطة الأعداء الحيوية وعوامل المناخ غير الملائمة و تستخدم المبيدات العضوية الطبيعية المصدر و المكافحة الكيماوية فقط عندما تدعو الحاجة الماسة إليها ومن خلال دراسة الكثافة العددية للآفة وعوامل الموت الطبيعية مع الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المتداخلة بين المحصول المراد حمايته وبين العمليات الزراعية وعوامل المناخ والآفات الأخرى.

طرق وأساليب المكافحة المتكاملة:

- الطرق الزراعية:

وذلك باستخدام الأصناف المقاومة من البذور الزراعية والأشجار ، وإتلاف بقايا المحاصيل ونواتج التقليم للأشجار والثمار المصابة للتخلص من الحشرات ، والقيام بكافة العمليات الزراعية بشكل علمي مدروس من عمليات :  ( الفلاحة ومواعيد الزراعة، التقليم ، التسميد، النظافة العامة ,وإدارة المياه بالشكل الأمثل) .

الطرق الفيزيائية:

وذلك بإستخدام مصائد الحشرات (اللاصقة أو الفرمونية ..) وكذلك بالتغيير بدرجات الحرارة أو البرودة أو الرطوبة وذلك في البيوت البلاستيكية والمخازن..) في القضاء على الحشرات.

- إستخدام المبيدات العضوية الطبيعية المصدر:

مثل (المستخلصات والزيوت النباتية الخاصة ومحاليل الفلزات المعدنية) والتي ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان والبيئة.

- الطرق الحيوية:

وذلك بتفعيل وإستخدام المكافحة الحيوية وتنشيط وحماية الأعداء الحيوية المحلية التي تتغذى على الحشرات والآفات الضارة.

-  الطرق الكيميائية:

 وتشمل إعاقة تكاثر ونمو الحشرات وذلك عن طريق إستخدام ( الجاذبات، الطاردات، ، المعقمات الكيماوية، مانعات النمو) .

- الطرق الوراثية:

 وتسمى بأسلوب المكافحة الذاتية أو الوراثية ( إنعدام النسل للحشرات ) وتشمل تربية وإطلاق الذكور العقيمة ذات الشروط الوراثية الخاصة أو تلك غير القادرة على التوافق الوراثي بأشكال مختلفة ، أي إكثار العوامل المميتة التي تنتج عن تزاوج فردين من نفس النوع.

- الطرق التشريعية:

تتضمن عدة أمور في غاية الأهمية وهي:

 - منع إستيراد المبيدات العالية السمية والمحرمة دوليا.

 - تفعيل مراكز الحجر الزراعي للنباتات لمنع إدخال المزروعات المصابة أو الملوثة.

 - تفعيل برامج استئصال آفات معينة بمنع إرسال غراس أو مواد زراعية في نفس البلد من منطقة موبوءة  إلى مناطق أخرى سليمة.

- برامج توعية وإرشاد عن طرق إستخدام الأدوية والمبيدات الحشرية ومواعيد الرش ومواعيد القطاف.

- برامج توعية وإرشاد لإستخدام المبيدات العضوية الطبيعية المصدر بديلا عن المبيدات الكيميائية.