خبر مجلس الوزراء يدعو المجتمع الدولي لمحاسبة « إسرائيل » على جرائمها

الساعة 01:32 م|13 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

قال مجلس الوزراء إن « إسرائيل » ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق أبناء شعبنا وأطفالنا، داعيا المجتمع الدولي إلى محاسبتها على جرائم القتل الوحشية البشعة، والإعدامات الميدانية التي ترتكبها مع سبق الإصرار بحق أبناء شعبنا وأطفالنا.

واستهل جلسته الأسبوعية التي عقدها في رام الله اليوم الثلاثاء، برئاسة رامي الحمد الله، باستعراض الوضع السياسي، وتصاعد الاعتداءات « الإسرائيلية » على أبناء شعبنا، ومواصلة ارتكاب الجرائم بحق المواطنين، وقتل الأطفال، والسماح للمستوطنين بحمل السلاح واستخدامه ضد الفلسطينيين.

وحمّل حكومة « إسرائيل » المسؤولية الكاملة عن تصاعد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، معتبراً الهبة الشعبية تعبيراً عن رفض شعبنا للاحتلال، والاستيطان، والعدوان « الإسرائيلي » على المقدسات، خاصة المسجد الأقصى المبارك، وأن الحل الوحيد للوضع القائم هو الحل السياسي الذي يؤدي إلى السلام العادل« .

وأكد »أن حكومة « إسرائيل » مستمرة في محاولاتها الواهمة لقمع نضال الشعب الفلسطيني بالقوة، والإرهاب، والجرائم البشعة، وما زال نتنياهو حتى الأمس مستغرقا في تصريحاته العبثية بأن على الشعب الفلسطيني أن يعترف بالدولة اليهودية، ويتنازل عن حقه في العودة« .

وبيّن المجلس »أن جنود الاحتلال والمستوطنين يستخدمون الذرائع لقتل المواطنين وإعدامهم ميدانيا بإدعاء محاولات طعن جنود ومستوطنين« ، مشيرا إلى »أن الإعدامات الميدانية البشعة والتي كان آخرها إعدام الطفل حسن مناصرة جريمة بشعة، تعبر عن السلوك الإجرامي « الإسرائيلي »، وستبقى شاهدا على بشاعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا وأطفالنا« .

وأضاف أن جيش الاحتلال يمعن في ارتكاب الجرائم البشعة بحق شعبنا، ويواصل العقاب الجماعي، وهدم منازل عائلات الشهداء، واستخدام المستعربين والمستوطنين لقتل أطفالنا، ونسائنا، وشبابنا، والتنكيل بهم، وقطع الطرق، وإذلال المواطنين على الحواجز الإسرائيلية، ما يشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، وجرائم خطيرة تستدعي من المجتمع الدولي الإسراع في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

واستنكر مجلس الوزراء تجدّد اقتحامات المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، ومنع المصلين والنساء والطالبات من الدخول إلى الأقصى، موضحا أن التصريحات التحريضية التي يطلقها المسؤولون »الإسرائيليون« واستمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى تدل على أن »إسرائيل« بزعامة اليمين المتطرف ماضية في عدوانها على المقدسات، وما زالت تمعن في قمع وقتل أبناء شعبنا الفلسطيني، وتنفيذ مخطط تهجير المقدسيين، وتفريغ مدينة القدس وتقسيم المسجد الأقصى المبارك.

وأكد »أن الحكومة « الإسرائيلية » لجأت إلى الثأر والتصعيد الميداني، وإثارة التوتر والعنف وارتكاب الجرائم المتواصلة، في محاولة فاشلة لمواجهة الإنجازات الدبلوماسية الفلسطينية، وإرهاب شعبنا وثنيه عن اللجوء إلى المنظمات الدولية والاحتكام إلى القانون الدولي« .

وشدّد على أن شعبنا خاض المقاومة الباسلة بكافة أشكالها قبل أن يلجأ إلى المقاومة الشعبية السلمية وخيار القانون الدولي، للحصول على حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف أو المساومة وعلى رأسها حقه في إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م وعاصمتها القدس، وأن شعبنا لن يتراجع حتى يرفرف علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس.

وعبر عن رفضه التام واستهجانه لاعتداء قوات الاحتلال على الطواقم الطبية في الميدان، واقتحام المستشفيات، واعتقال المصابين، والاعتداء على الطواقم الصحفية والإعلامية، مؤكدا أن هذه الاعتداءات تهدف إلى إرهاب الصحفيين ميدانيا، ومنعهم من تغطية الانتهاكات الإسرائيلية، ورصد حملة الإعدامات التي تنفذها إسرائيل على الأرض وفي كل مكان فلسطيني.

ودعا مجلس الوزراء نقابة الصحفيين الدوليين والاتحادات والمنظمات الصحفية الدولية للتحرك العاجل لإدانة، واستنكار هذه الانتهاكات، وفضحها أمام العالم.

كما دعا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوضع حد لعدوان دولة الاحتلال الغاصب على الشعب الفلسطيني، والاستجابة لطلب توفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، وحماية القدس والمسجد الأقصى من اعتداءات الاحتلال، وإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي، والاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقيات جنيف، مؤكدا دعواته السابقة لتشكيل لجنة تحقيق دولية عاجلة، للتحقيق في جميع الجرائم والانتهاكات والإعدامات الميدانية التي ترتكبها إسرائيل وقتل الأطفال، وانتهاكاتها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ودعا مجلس الجامعة العربية والدول العربية والإسلامية للوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني، ودعم طلب توفير الحماية الدولية لشعبنا، على طريق إنهاء الاحتلال، وإزالة الاستيطان.

ووجّه مجلس الوزراء تحية إجلال وإكبار إلى الأسرى القابعين داخل سجون الاحتلال في ظل صمودهم الأسطوري تجاه ما يتعرضون له من حملة تنكيل وإجراءات تعسفية بحقهم، تهدف إلى النيل من كرامتهم، واستعرض ببالغ الأهمية الوضع الصحي للأسير المريض نتيجة الإهمال الطبي فادي الدربي، والذي يرقد في مستشفى »سوروكا« ويعيش لحظاته الأخيرة.

وأكد أن تراجع الوضع الصحي في الفترة الأخيرة للأسرى نابع من سياسة التسويف، والمماطلة، والإهمال الطبي التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير الدربي المعرض للاستشهاد بأي لحظة، حيث إنه تعرض لجلطة دماغية ودخل في مرحلة موت دماغي، ويعيش من خلال التنفس الاصطناعي.

وعبر عن قلقه على مصير الأسرى المرضى في ظل تزايد حالات الأسرى المرضى، التي كان آخرها الأسير سامي أبو دياك، الذي يعني من الفشل الكلوي، وأورام في أمعائه، ولا يزال يرقد في مستشفى »أساف هروفيه".

وفي سياق آخر، ثمّن المجلس زيارة رئيس جمهورية الهند براناب موكيرجي، الذي أصر على زيارته لفلسطين في موعدها المقرر، على الرغم من التصعيد الميداني الإسرائيلي، وخطورة الأوضاع على الأرض، مؤكدا أهمية هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها، بما تحققه من دعم سياسي للشعب الفلسطيني وقيادته، ودعم للجهود السياسية التي تقوم بها القيادة الفلسطينية على المستوى الدولي.

وأكد أن هذه الزيارة تعزز أواصر الصداقة بين الشعب الفلسطيني والشعب الهندي الصديق، وتؤكد التزام الهند الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مقدما الشكر والتقدير للرئيس الهندي على دعم بلاده المتواصل للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، بالإضافة إلى المساهمة في دعم البرامج التنموية ودعم الموازنة العامة والمشاريع التطويرية.

وأعرب عن شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية الشقيقة على التزامها بتقديم الدعم المالي للموازنة العامة، مجددا دعوته للدول العربية الشقيقة الأخرى إلى تقديم ما يترتب عليها من مستحقات مالية، وفقا لما أقرته القمم العربية، لمواجهة المخططات الإسرائيلية ودعم صمود أهلنا في المدينة المقدسة.

كما استنكر  التفجيرات 'الارهابية' التي استهدفت الأبرياء في جمهوريتي تركيا وتشاد، وأدت الى سقوط العشرات من الضحايا، مؤكدا إدانته ورفضه المطلق لهذه التفجيرات الاجرامية، والتي تتنافى مع القيم والأعراف والأخلاق الإنسانية والأديان السماوية، ومتقدماً للجمهوريتين ولأسر الضحايا باحر التعازي والمواساة، داعين للضحايا بالرحمة، وللمصابين بالشفاء العاجل.

قرارات مجلس الوزراء

وقرر المجلس تكليف الجهات ذات العلاقة بالاستجابة الفورية لإصلاح الأضرار للبيوت المجاورة لبيوت أهالي الشهداء في القدس، التي تم هدمها من قبل الاحتلال، وذلك بترميم الشقق المتضررة، وإعادة تأهيلها للسكن، وصرف مساعدات مالية للمتضررين.

كما قرر المصادقة على توصيات لجنة متابعة ملف الجمعيات الخيرية، وذلك بتكليف كل وزير مختص بتقديم تقرير حول الجمعيات والهيئات التي تقع ضمن إطار اختصاصه، وتمكين الدائرة المختصة في وزارته بمتابعة شؤون الجمعيات، وتكليف وزارة الداخلية بتقديم تقرير لمجلس الوزراء، ولكل من وزارات الاختصاص، وديوان الرقابة المالية والإدارية، يتضمن الجمعيات والهيئات المخالفة وغير الفاعلة، وذلك تمهيدا لاتخاذ المقتضى القانوني المناسب.

وصادق المجلس على استملاك جزء من قطعة الارض رقم (10) من الحوض رقم (6) موقع جلمة المراح من اراضي بلدة طمون/ طوباس لغاية انشاء بئر مياه انتاجي في منطقة طمون لصالح سلطة المياه الفلسطينية للمنفعة العامة.