خبر هل اتفق الفلسطينيون على أهداف ووسائل هبة القدس والضفة ؟ ..محمد عطاالله

الساعة 10:22 ص|10 أكتوبر 2015

تكامل وتناسق الخطاب الفلسطيني في هذه المرحلة  سواءً من السلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية أو الفصائل يبدوا واضحاً ، فالجميع  يؤيد ويساند الهبة الجماهيرية في الضفة والقدس الشريف وكأن هناك توافق جرى الاتفاق عليه سابقاً وبدأ تفعيله بعد خطاب الرئيس أبو مازن أمام الجمعية العامة  سواءً على صعيد الخطاب أو الوسائل. ليس تقليلاً من شأن وتأثير أي وسيلة من وسائل النضال والكفاح الفلسطيني ولكن ما نشهده من حراك جماهيري واستخدام الفلسطينيين لوسائل نضالية متواضعة يبدو لهذه اللحظة أنّ هناك توافق عليها أثبتت المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية عجزها عن مواجهتها وهذا ما بدا واضحاً من حديث أركان دولة الاحتلال خلال مؤتمر نتنياهو ووزراء حربه وداخليته ومسئول شرطته ليلة الجمعة وبدا عجزهم أيضاً من خلال دعوات سابقة للإسرائيليين المدنيين لحمل السلاح لمواجهة الفلسطينيين ومواجهة هذه الهبة العارمة ، في الوقت الحالي لا ترغب السلطة الفلسطينية  بتدهور الأمور أكثر من ذلك  كما حدث في انتفاضة الاقصى  وقيام دولة الاحتلال بحملة السور الواقي وكذلك لا ترغب حركة حماس بتدهور الأمور لتصل إلى حرب مستعرة  تدمر الأخضر واليابس في حين تتحفظ الفصائل سواءً في غزة أو الضفة لاستخدام قوة اضافية رغم إدراكي بقدرتها على ذلك ، تغيير الوسائل النضالية من وقت لآخر في أماكن معينة ومتنوعة يربك العدو رغم معرفتنا أنّ العدو يسعى لتجزئة المناطق الفلسطينية جغرافياً وسياسياً  ولكن يعرف الفلسطينيون واجبهم ولا تخضعهم كثيراً اتفاقيات التهدئة من وقت لآخر حين تكون الضرورة تستدعى ذلك ، فالعدو الصهيوني يتمنى وينتظر الفرصة لينقض مرة أخرى على الضفة وغزة مستخدماً الآلة العسكرية كي يرد الاعتبار لجنوده ومستوطنيه بعد الهزائم التي يمنى بها على أيدى أشبال الحجارة وشباب الضفة والقدس في هبتهم المباركة ، ما يلزم الفلسطينيون هو تبنى استراتيجية جديدة في النضال في الوقت الحالي ما يناسب المرحلة والمكان ، فجزء من أبناء شعبنا  يرغب بمشاركة غزة  في هذا الحراك الجماهيري وهذا من باب أملهم ولهم ذلك  ولكن أعتقد أنّ غزة في الوقت الحالي لا تملك كثيراً من الأهداف التي من الممكن استخدام الوسائل التي تستخدم في الضفة والقدس وأراضينا المحتلة 48  فلا مستوطنين داخل القطاع  ولا نقاط  تماس ولا حواجز عسكرية هذا لا يعنى انها محررة بالكامل ، أما اذا استدعت الحاجة فسنجد غزة في المقدمة تدافع عن شعبها ومقدساتها  ،  فغزة  تملك من الوسائل ما يمكنها من استخدامها في جولات أخرى  يتم من خلالها ردع العدو وأهلنا في الضفة يتفهمون واقع غزة التي لم تتعافى بعد من جراحها في حرب وعدوان 2014 لكنها تملك ارادة وعزيمة ومقاومة قوية ومتينة  ، مع ذلك  لا ينبغي أن تبقى غزة غائبة تماماً عن المشهد فيمكن لغزة أن تقوم بالحد الأدنى مساندةً لأهلنا في الضفة والقدس  سواءً على الصعيد الجماهيري أو على الصعيد العسكري فالمقاومة الفلسطينية في غزة  لديها من الوسائل - ليس بالضرورة الصواريخ - التي تمكنها من ايلام العدو دون اعطاءه الفرصة لشن حرب شاملة كما حدث في 2014 وشعبنا الفلسطيني ينبغي ان يتفهم الظروف والواقع فالصراع  طويل ومرير ومقاومة  غزة  تعد العدة وتجهز نفسها لجولات قادمة  فالفصائل وقادتها هم هم سواءً في غزة أو القدس أو الضفة فهم قادرين على استخدام الوسائل وتحقيق الأهداف المناسبة في الوقت والمكان المناسبين المهم أن يثق شعبنا بمقاومته ، في العلاقة مع الاحتلال لا يمكن تبنى استراتيجية التكيف والتعايش بل الصدام المباشر  والفلسطينيون يمكنهم من تطوير وسائلهم بما يناسب الواقع المعاش مع عدم التخلي عن أي وسيلة يمكن استخدامها في الوقت المناسب  من الحجر والسكين الى الصاروخ الى القنبلة البشرية فإدارة المقاومة وتنظيم وسائلها ضروري  مع ضرورة تشجيع  العمل الفردي المقاوم الذي اثبت فاعليته خلال هذه الهبة الفلسطينية المباركة. أن السلطة الفلسطينية لا ينبغي عليها ان تتراجع في دعم الحراك  الجماهيري المنتفض وعليها ألا تعير اهتماماً لدعوات تهدئة الأوضاع من هنا أوهناك التي جميعها تصب في مصلحة وأمن دولة الاحتلال ، فالاحتلال في أزمة وضيق وخوف فلا مجال لإنقاذه لذلك فإن تعطيل واجهاض هذا الحراك جريمة وطنية لا تغتفر في ظل زيادة عدوان وغطرسة الاحتلال ومستوطنيه الذين فاق عددهم  في الضفة والقدس نصف مليون مستوطن فالاحتلال يجب ان يدفع ثمن احتلاله وجرائمه.