خبر يأس وتحريض وكراهية: -اسرائيل اليوم

فلسطين اليوم

ارهاب الذئاب الوحيدة

بقلم: د. رؤوبين باركو

 (المضمون: اضافة الى التحريض فان اليأس والسعي الى الهروب من الواقع الصعب باتجاه الواقع الوردي (جنة عدن)، تقف من وراء الارهاب الفلسطيني الفردي من النساء والرجال - المصدر).

نشهد مؤخرا موجة الارهاب الفردي حيث عمليات الطعن أو الدهس على يد من  تُسميهم الاستخبارات « الذئاب الوحيدة ». هؤلاء المخربون يضعون أمام الاجهزة الامنية تحديا ليس سهلا: معظمهم لا ينتمون الى تنظيم أو بنية هرمية قد توفر طرف خيط للحصول على المعلومات مسبقا، ويظهرون فجأة في ساحة القتل.

يتبين أن جزء من هؤلاء الارهابيين كانوا مطلعين على الشبكات الاجتماعية وكتبوا قبل تنفيذ العمل الارهابي بشكل يكشف عن نواياهم، وكجزء من التعبير عن اليأس من الوضع الشخصي القومي أو العائلي. والجزء الآخر تأثر من التحريض القومي الفلسطيني أو الاسلامي الديني العميق، وهناك من كشفوا في كتاباتهم عن الاكتئاب النفسي الذي يبحث عن مخرج عن طريق الموت. وآخرون يحملون نفس الاوصاف لم ينفذوا العمليات، لذلك فان متابعة ومراقبة من هذا النوع ليست سهلة وبسيطة.

قيادة حماس منذ تأسست اعتبرت عز الدين القسام نموذجا للتقليد. وهو الشيخ الدموي الذي مارس الارهاب ضد اليهود والبريطانيين، وهو الذي نظم وشغّل الشباب الذين كانت حياتهم صعبة الى أن قُتل في تشرين الثاني 1935. وفي حالات كثيرة استغلت حماس الحزن والظروف الشخصية الصعبة من اجل تجنيد الانتحاريين.

ما هي المميزات الشخصية والدوافع التي تجعل الاشخاص يضعون أنفسهم كقنابل بشرية وسكاكين في خدمة حماس والسلطة الفلسطينية؟ الابحاث التي تمت في السجن الاسرائيلي تشير الى أن هؤلاء الاشخاص، نساء ورجال، لا يأتون بالضرورة من شريحة اقتصادية أو تعليمية ومهنية متدنية. بعضهم أراد الانتقام لأحد أقاربه، ولكن في حالات كثيرة جاءوا من عائلات لها مكانة اجتماعية اقتصادية متوسطة، لكن السلطة الأبوية ضعيفة.

في كثير من الحالات سعت النساء الى تنفيذ العمليات لدخول السجن كنوع من الهروب من بيت محطم حيث الاهانة والضرب والزواج المفروض عليهن، واحيانا بسبب سفاح القربى. وقد كانت حالات اشتباه بفقدان غشاء البكارة أو الحمل بدون الزواج أو الخيانة الزوجية، ففضلن التفجر أو القتل بدلا من انتقام الأب أو الأخ.

لقد كان الحزن والاكتئاب وطلب الموت، اضافة الى التحريض والوعد بالجنة، سببا لاختيار كثير من هؤلاء الاشخاص القيام بعمليات القتل، الامر الذي يؤدي الى المزيد من التصعيد والانتقام وهكذا دواليك.