خبر اختبار « لا فاميليا »- هآرتس

الساعة 08:58 ص|07 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

هل ثمة مجال للدهشة على الهجوم على مؤيد هبوعيل تل ابيب بالبلطة يوم السبت في تل أبيب؟ هل حقيقة أن رجل ابن 30 يستلقي الان في وضع صعب في المستشفى، فقط لانه مؤيد لفريق كرة قدم معين، يفترض ان تفاجيء احدا؟

المشبوهون الثلاثة الذين اعتقلوا في القضية هم مؤيدو بيتار يروشلايم، يتماثلون مع المنظمة التي تسمي نفسها « لا فاميليا ». وهذه منظمة يمينية متطرفة عنيفة، خطت على علمها مذهب العنصرية المعلنة، والتي وجدت طريقها الى الاعلانات الفظة التي ترفعها في الملاعب: « بيتار طاهر الى الابد »، « 70 سنة من المبادىء ». المبادىء بسيطة وهي بالفعل يحافظ عليها بعناية: معارضة اشراك لاعبين عرب في النادي.

          « لا فاميليا » هي منظمة تعمل برعاية القانون، فقط لانها ترتبط بالحقل السائب لكرة القدم الاسرائيلية. سلسلة الاحداث التي ارتبط اسمها بها طويلة: في كانون الاول 2007 اعتدي على مؤيدي هبوعيل كفار سابا من جانب مؤيدي بيتار يروشلايم المتماثلين مع « لا فاميليا ». في 2008 اشتكى مؤيدو مكابي نتانيا بان عددا من المؤيدين ممن ارتدوا قمصان « لا فاميليا » سطوا عليهم بتهديد بالسكاكين. في اذار 2011 رفعت لوائح اتهام ضد ثلاثة من اعضاء المنظمة، ممن اعتدوا قبل سنة من ذلك على عمال نظافة في استاد تيدي. في اذار 2012، بعد مباراة داخلية، شاغب مئات من مؤيدي بيتار في المجمع التجاري المالحة واعتدوا على عمال عرب. في كانون الثاني 2013، بعد انضمام لاعبين شيشانيين مسلمين الى بيتار يروشلايم، احرقت غرفة التحف التذكارية في مجال التدريبات للفريق، وبعد التحقيق القي القبض على بضع مشبوهين بالفعلة، وزعم انهم ينتمون لـ « لا فاميليا ».

          وكالمعتاد في مثل هذا النوع من الحالات، انطلقت طقوس الشجب وجاء طلي المرهم على المرض الخبيث عديم العلاج. وبالغت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف فنددت بـ « الاعتداء الصادم »، بل وشرحت بان هذا « ارتفاع درجة متطرفة مقلقة علينا أن نمنعها فورا. علينا أن نقتلع الاعشاب الضارة من الجذور ومعاقبتهم بالشكل الاكثر تشددا ». غير أنه من أجل الاقتلاع من الجذور لظاهرة بشعة مثل « لا فاميليا » لا يكفي العقاب الموضعي. ثمة حاجة الى اقتلا العنصرية والعنف اللذين تمثلهما هذه المنظمات. اما ريغف، مثل الكثيرين من رفاقها في الحكومة، فهم الذين يشعلون النوازع الهدامة الكامنة في منظمات مثل « لا فاميليا » من خلال حملة تحريض مؤطرة لا تتوقف.

          ان عنف « لا فاميليا » – في الملاعب وخارجها – هو ارهاب بكل معنى الكلمة. سواء كان هذا بحق المواطنين العرب أم بحق مجرد مؤيدي الفرق الخصوم – في اللحظة التي يصبح فيها المس الجسدي طريق عمل منظم، فان من واجب المستشار القانوني للحكومة أن يفحص المسألة بشكل معمق ويفكر باخراج المنظمة عن القانون.