خبر شكراً للجهاد الإسلامي- بقلم / خالد صادق

الساعة 07:07 ص|01 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

يوم أمس نشرت وكالة أنباء « صفا » المحلية خبراً تحت عنوان : « الجهاد » تعتذر لشرطة رفح عن تجاوزات لعناصرها، وفي تفاصيل الخبر أن وفداً من قيادة حركة الجهاد الإسلامي بمحافظة رفح زار مقر الشرطة هناك، وقدم اعتذاراً للشرطة عن تجاوزات لبعض العناصر المحسوبة على الحركة.

الخبر بصيغ مختلفة تداوله نشطاء على الفيس بوك وبعض المواقع الحزبية الأخرى..

في شهر رمضان الماضي ، نشر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش على صفحته على الفيس بوك اعتذاراً عن إساءة غير مقصودة وقعت خلال مشاركة شباب من الحركة في مسيرة نظمتها القوى الوطنية لنصرة القدس .

الاعتذار، فضيلة تبدو مفقودة في العرف الوطني الفلسطيني ، ولذلك نجد من تناول خبر اعتذار وفد « الجهاد » أو علق عليه بشيء من التشفي وآخرون أنكروا على الجهاد هذا الاعتذار!!

كم من الأخطاء والمظالم التي وقعت بحق الناس سواء من المؤسسة الرسمية أو من هذا الفصيل أو ذاك القائد ، وكم سمعنا عن لجان تحقيق شكلت في قضايا تمس بالقيم والحقوق والحريات ، وظلّ الشارع ينتظر أن يخرج أحد المسؤولين ليقول الحقيقة، ليس بهدف إقامة المحاكم أو اتخاذ إجراء ما ، ولكن أن نسمع كلمة اعتذار واحدة عن كثير من التجاوزات .

ما أكثر الأحاديث التي يتناقلها العامة أو الخاصة في مجالسهم عن أخطاء بل عن مصائب تقع، منها ما يتعلق بأمن البلد ومنها ما يتعلق بالاقتصاد وسوء الإدارة ومنها الأخطاء الطبية، أخطاء كان الثمن في بعضها أرواح بريئة ، وأخرى لها علاقة بمعيشة وحياة الناس.

الاعتذار أيها السادة فضيلة يستحق صاحبها الشكر، فنحن في النهاية بشر نخطئ ونصيب، وكما جاء في الحديث الذي حسنه الإمام الألباني رحمه الله « كل ابن آدم خطاء ... الحديث ».

الاعتذار خطوة شجاعة في مسار تغيير الواقع السياسي والاجتماعي الذي تراكمت فيه المشاكل حتى بات بعض الناس وقد يئسوا من تغييره ، ولذلك عندما تقوم حركة كبيرة بحجم الجهاد الإسلامي بالاعتذار عن خطأ هنا أو هناك فهذا يعني أنها حركة كبيرة تستند إلى منظومة قيم دينية ووطنية تحتم علينا جميعاً أن نجنح للتواضع وخفض الجناح لكل الناس كبيرهم وصغيرهم.