خبر ماذا يريد أن يحقق الرئيس عباس من إجراءاته الأخيرة ؟

الساعة 04:55 م|01 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

أسئلة كثيرة يتداولها الشارع الفلسطيني حول الهدف من الإجراءات التي اتخذها الرئيس محمود عباس، من استقالته من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ودعوة للمجلس الوطني بالانعقاد في ظل رفض فصائل أساسية . كان لنا هذا اللقاء مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر الدكتور ناجي شراب للوقوف على ما يريده الرئيس.

فقد رأى الدكتور شراب، أن الإصرار على عقد اجتماع المجلس الوطني، وما سينتج عنه من إعادة هيكلة منظمة التحرير من منظور الرئيس محمود عباس رئيس حركة فتح، سوف يعقد الحالة الفلسطينية وسيزيدها اختلافاً وصراعاً.

وأوضح د. شراب لمراسل « فلسطين اليوم »، أن المخرج الوحيد لذلك، هو تأجيل اجتماع المجلس الوطني، ودعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وتمكين حكومة التوافق الوطني من العمل في قطاع غزة، وإيجاد حل سريع لملف موظفي غزة لنزع الذرائع والمبررات من حماس، والدعوة لإجراء انتخابات عامة بالتزامن أو التوازي وقد تكون بالتدرج. مؤكداً أن هذه النقاط الخمسة لا يمكن لها أن تحدث إلا من خلال الإطار القيادي المؤقت للمنظمة.

ورأى أن استمرار الوضع بدون تحقيق النقاط الخمسة سوف يدخلنا في سيناريو الفوضى الشاملة، والنتيجة ضياع كامل للقضية الفلسطينية وهو ما تريده إسرائيل.

وحول ما يجري الإعداد له من قبل الرئيس محمود عباس، من استقالته من رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وإعلانه عدم رغبته في الترشح، وتحديد موعد لعقد المجلس الوطني وسط مقاطعة وعدم رضا من الغالبية العظمى في الشارع الفلسطيني في هذه الظروف وهذه الطريقة، أعرب الدكتور شراب، عن اعتقاده أن الذي يحدث يمكن قراءته من أكثر من منظور، موضحاً ان المنظور الأول يأتي في سياق إعادة ترتيب البيت الفلسطيني في الضفة الغربية على وجه الخصوص، على اعتبار أن البيت الفلسطيني في قطاع غزة تم ترتيبه من قبل حركة حماس، وهذا مؤشر خطير جداً. والمنظور الثاني، يأتي في سياق ترتيب أوضاع حركة فتح الداخلية وهيكلة أوضاعها ودورها في المستقبل، وكيفية الخروج من خلافاتها الداخلية. فيما المنظور الثالثة، يتعلق بشخص الرئيس عباس نفسه، موضحاً، أن ما يحدث لا يمكن تفسيره بعيداً عن شخصية الرئيس عباس نفسه، لعدة أمور، أهمها، فشل البرنامج السياسي الذي انتخب من أجله عباس، المتعلق بعملية السلام وحل الدولتين. والتركيبة العمرية له حيث تجاوز سن الثمانين عاماً، والعامل الثالث قدرة الرئيس على بسط سلطته على الكل الفلسطيني، فهو يشعر بأنه لا يمارس هذا الدور. إضافة إلى أنه ربما تحمل خطوات الرئيس رسالة للمجتمع الدولي والعربي، بانه سيترك المكان وعليهم جميعاً ان يتحملوا تداعيات استقالته، أي أنه يمارس شكل من أشكال الضغط للعودة مرة ثانية للمكان بقوة أكبر. مضيفاً أن هناك سيناريو آخر، يتمثل في خروج مسيرات شعبية في الضفة الغربية تطالب الرئيس بعدم مغادرة موقعه وهذا يعطيه عودة بشكل أقوى كونه أصبح مطلباً شعبياً.

وشدد أستاذ العلوم السياسية الدكتور شراب على أن ما يحدث وأياً كانت مبرراته له تداعيات كارثية لأنه يحدث في ظل انقسام، وخطوات تفتقر الي الاتفاق والتوافق، وبالتالي أي نتيجة تترتب على عقد المجلس الوطني وما قد يفرزه من قيادات جديدة سوف تكون غير مقبولة على المستوى الفصائلي، وستزيد من فجوة الانقسام السياسي.

وتنمى أن لا يعقد المجلس الوطني رغم أنه يستبعد ذلك، خاصة وأن مصر أبدت استعدادها لاستضافة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير. لافتاً إلى أن عدم دعوة الاطار المؤقت للانعقاد قد يكون بسبب رغبة الرئيس وحركة فتح بترتيب المنظمة بالصورة التي يرونها مناسبة لهم وتحقق مصالحهم.

وخلص الدكتور شراب، إلى أن المنظمة تواجه معظلة مركبة، الأولى في كينونة المنظمة كمؤسسة وبنية سياسية قادرة على اتخاذ القرار السياسي. والمشكلة الثانية التمثيلية، فسوف تفقد المنظمة شرعيتها.

وأشار، إلى أن هناك مشكلة أخرى ستطرأ وهي ماذا لو ترك الرئيس عباس رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ويبقى رئيساً للسلطة؟ فهل سيتبع المنظمة، أم العكس المنظمة ستتبع للسلطة؟. والمشكلة الثانية، أن رئيس الدولة يفترض أن يكون ضمن تركيبة أي تمثيل لمنظمة التحرير.