خبر أول سيرك مفتوح للطائرات من دون طيار

الساعة 08:24 م|28 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

في كل سنة، يقام في ملعب (أمستردام أرينا) برنامج سنوي حافل بالأحداث والفعاليات، بما في ذلك المباريات الدولية لكرة القدم والمهرجانات الموسيقية، ولكن قريباً ستتم إضافة حدث جديد كلياً إلى جدول أعماله، ففي وقت لاحق من هذا العام، سيستضيف الملعب أول سيرك من نوعه للطائرات بدون طيار.

مؤخراً، قامت شركة (Fjuze) لتنظيم المعارض والفعاليات، والتي تتخذ من أمستردام مقراً لها، بإطلاق فيلم دعائي قصير لهذا الحدث الذي أطلق عليه أسم (Air2015)، ويعرض هذا الفيلم مشاهدة مليئة بالأضواء المذهلة والطائرات بدون طيار التي تم توليدها عن طريق الكومبيوتر وهي تقوم بتأدية حركات جوية مثيرة على أنغام موسيقى تصويرية مأخوذة من أحد أفلام الخيال العلمي المثيرة.

تبعاً لـ(كلاس رود)، صاحب فكرة هذا الحدث ومدير حلبة السيرك، فإنه من غير المتوقع أن يقدم أي شخص على شراء أي تذكرة بعد مشاهدة هذا الفيلم الدعائي القصير، حيث أن هذه الدعاية مجردة إلى حد كبير وبعيدة جداً عن الواقع، ولكن الفريق يعمل حالياً على تصميم فيلم دعائي جديد من شأنه أن يعطي الأشخاص فكرة أكثر واقعية عن الكيفية التي سيكون عليها العرض.

ولكن كيف سيكون العرض بالضبط؟

يشير (رود) إلى أن هناك الكثير من الأشياء التي تحدث من حولنا والتي يمكن أن يستوحي المرء منها أفكاراً جديدة، حيث يقول: “أنا أحب عرض سيرك (دو سوليه)، فهم يستخدمون في استعراضاتهم الكثير من الأضواء والمواضيع والمشاهد، وهذا من الأمور الباعثة على الإلهام بالتأكيد”، كما يضيف (رود) بأنه يحب أيضاً برنامجي (Blue Planet) و(Planet Earth) الوثائقيين اللذان يتم عرضهما على قناة الـ(BBC)، واللذان يحتويان على العديد من الصور الجميلة، وذلك بالإضافة إلى أنه يجد في الأفكار التي يعرضها فيلم (Tron) عاملاً ملهماً أيضاً، وذلك من خلال جمعه بين الصور الجميلة والنمط المستقبلي، لذلك ومن خلال كل هذه الأشياء فإن الفريق سيقوم بأداء أشياء جميلة مع الطائرات بدون طيار وسيقدم موضوعات تتضمن الكثير من الأضواء والموسيقى وتستخدم أجهزة الإسقاط كذلك.

كانت فكرة اللعب بالطائرات من دون طيار تراود (رود) منذ ما يقرب الـ20 عاماً، وذلك عندما كان متدرباً في شركة إنتاج تلفزيونية في أمستردام، ففي أحد الأيام أراد فريق الإنتاج تصوير لقطات عن دوائر المحاصيل، ولكنهم لم يكونوا يمتلكون ميزانية لاستئجار طائرة هليكوبتر، لذلك ذهب (رود) للبحث عن أفضل طيار لطائرات الهليكوبتر التي تعمل لاسلكياً ليطلب منه بأن يقوم بوضع كاميرا على متن الطائرة والتحليق بها فوق الحقل، وبحسب (رود) فقد كانت الصور جميلة بشكل لا يصدق، ومنذ ذلك الحين انتابه شعور بأنه يريد أن يفعل شيئاً مثل هذا.

قبل خمس سنوات، ساعد (رود) في إقامة سلسلة من دور السينما المفتوحة في أمستردام أرينا – وهو ملعب نموذجي حديث لكرة القدم يمتلك سقفاً قابلاً للفتح-، وخلال ذلك جاءته فكرة التحليق بالطائرات بدون طيار داخل هذا الملعب في مجال جوي يمكن السيطرة عليه، حيث لا وجود للرياح، وبعد ذلك بأسبوعين، قام (رود) بجمع أكبر عدد ممكن من طياري طائرات الهليكوبتر اللاسلكية والطائرات بدون طيار لاختبار هذه الفكرة، وكان مشهد السرب الضخم من الطائرات بدون طيار التي تطير في الملعب مذهلاً حقاً، حيث أن رؤية جميع تلك الطائرات التي تحلق على مقربة منك كان أمراً أشبه بالخيال، وفق تعبير (رود)، فعندما تجلس في الملعب، يكون مستواك أعلى من مستوى سطح الأرض، وبهذا تصبح على نفس مستوى الطائرة، وهذا أمر رائع حقاً.

حالياً، يحاول (رود) أن يقوم بتنسيق حدث أكبر وأكثر رسمية، وهو عبارة عن حدث استعراضي يضم أضواء وأصوات يتم ترتيبها وفق حبكة معينة، وعلى الرغم من أن (رود) ليس متأكداً تماما بعد بالضبط من عدد الطائرات بدون طيار التي ستتطير في الهواء في ذات الوقت، ولكن يعتقد بأنه سيكون هناك أكثر من 100 طائرة بدون طيار مشاركة في العرض.

خلال العرض، سيتم تسمية الطائرات بأسماء معينة لمنحها صفة الشخصيات، وسيتضمن العرض مشاهداً درامية وفكاهية ومفاجآت، فتبعاً لـ(رود)، يمكنك تغيير الطائرات بدون طيار، حيث يمكنك جعلها تبدو وكأنها كوكب الأرض أو كأرض مسطحة، كما يمكنك جعلها ترقص، أو تتفاعل مع الأشخاص.

يضيف (رود) بأن بعض الطائرات ستتم قيادتها من قبل طيارين بشريين، في حين سيتم التحكم ببعضها الآخر عن طريق الكمبيوتر، فعندما يكون هناك مجموعة أساسية مؤلفة من 50 طائرة من دون طيار، أو ما يقرب هذا، فيجب أن يتم التحكم بها عن طريق الكومبيوتر، وهذا ما يتم بناؤه حالياً، حيث أن الفريق يعمل جاهداً لبناء منظومة تحكم ومنظومة مقاييس وبناء طائرات من دون طيار والتفكير في كيفية عرضها بشكل رائع، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة الاختبار.

لن يتعرض منظمو العرض لأي مشكلة قانونية من التي تواجه مستخدمي الطائرات بدون طيار في الهواء الطلق، وذلك لأن الطائرات ستحلق داخل ساحة مغلقة، كما وسيكون الجمهور محمي من أي اصطدام ممكن للطائرة بدون طيار من خلال شبكة موضوعة فوق رؤوسهم.

عند سؤال (رود) إن كان يراوده أي قلق حول عدم تمكن الحاضرين من فهم شخصية هذه الطائرات، أجاب بالنفي، حيث أشار إلى أن هذه الطائرات تقوم  بشيء طالما حلمنا به، وهو الطيران، ولأنها تفعل شيئاً لا نستطيع أن نفعله أبداً، فهي لا تحتاج لأن تبدو مثل البشر، فهي تستطيع التحرك وأن تكون مضحكة وسريعة، ومن خلال ذلك يمكن أن يتعرف المرء على الشخصية التي تحملها تلك الطائرات.

يريد (رود) أن يشعر الحاضرون بالريح الصادرة من الطائرات بدون طيار في شعرهم، حيث يشير إلى أنه سيكون هناك الكثير من المفاهيم الجديدة في هذا العرض، وهناك حالياً الكثير من تلك المفاهيم التي يتم دراستها حالياً.

يرى (رود) بأن سيرك الطائرات بدون طيار هو الأول من نوعه وهو جيل جديد من وسائل الترفيه، حيث يقول: “أنا لا أعتقد أننا سنكون الوحيدين، فهناك المزيد من العروض التي سيتم إقامتها بهذه الطريقة”.

حالياً، يحاول الفريق حل المشاكل اللوجستية المعقدة المتعلقة بتصميم حركات الاستعراض والتحليق بأكثر من 100 طائرة بدون طيار في مكان ضيق نسبياً.