خبر خطة ترميم.. يديعوت

الساعة 11:13 ص|27 أغسطس 2015


بقلم: آفنر غولوب
باحث في معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل ابيب
          (المضمون: فقط اذا ما غيرت اسرائيل استراتيجيتها واعادت بناء علاقاتها مع الولايات المتحدة، ستتمكن من ان تضمن ان يعمل الزمن الذي « اشتراه » الرئيس الامريكي من خلال التوقيع على الاتفاق مع ايران في صالحها. اما اذا فشلت، فان الاتفاق السيء قد يصبح سيئا جدا - المصدر).
          على مدى المفاوضات مع ايران شدد الرئيس اوباما على غياب صفقة افضل من الصفقة السيئة. ولكن في المفاوضات، بوعي أو بغير وعي، خلق الرئيس الامريكي واقعا تكون فيه الصفقة السيئة مفضلة على انعدام الصفقة. بعيون اسرائيلية، فان الصفقة التي وقع عليها الرئيس هي صفقة سيئة كونها لا تمنع طريق ايران نحو القنبلة – المعيار الذي حدده الرئيس نفسه في نيسان الماضي. ايران هي دولة حافة نووية منذ بضع سنوات، ولكن الاتفاق يمنحها الشرعية الدولية، لاول مرة. كما ان الاتفاق يعظم مكانة ايران في المنطقة ومن المتوقع أن يؤدي الى زيادة دعمها للارهاب وضعضعة الاستقرار في المنطقة في الاماكن التي بقيت مستقرة. ومع ذلك، فان ادعاء الرئيس الامريكي يبقى على حاله: بدائل الاتفاق – الهجوم العسكري، عرقلة الاتفاق في الكونغرس وتشديد العقوبات على ايران فيما تعتبر الولايات المتحدة كمن يمنع الاتفاق، والتسليم بايران نووية – هي بدائل اسوأ من الاتفاق السيء. وذلك لان الولايات المتحدة لم تتمكن من أن تخلق مع حلفائها اتفاقا على معايير افضل للاتفاق وعمل مشترك في حالة عدم موافقة ايران عليها. عندما توقع حليفتا الولايات المتحدة، روسيا والصين، على الاتفاق الحالي، فان الاتفاق السيء ايضا هو افضل من انعدام الاتفاق.
          هذا هو الواقع الذي يتطلب على اسرائيل أن تواجهه فيما ان في جعبتها بديلين للشهرين القادمين: مكافحة الاتفاق السيء في اطار المداولات في الكونغرس الامريكي أو التسليم بالاتفاق والاستعداد للواقع الجديد والخطير الذي يخلقه. خطاب رئيس الوزراء الى الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة هو مؤشر على أنه يختار البديل الاول. لقد نجحت الاستراتيجية الاسرائيلية التي تعارض الاتفاق مع ايران في بداية الحملة في عزل ايران، ولكنها أدت لاحقا الى عزلة اسرائيل بالذات وابعادها عن حليفتها المركزية – الولايات المتحدة. وذلك في الوقت الذي عادت فيه ايران الى حضن الاسرة الدولية. وحتى لو نجح هذه الصراع ام فشل، ستكون اسرائيل مطالبة بان تعيد بناء العلاقات مع الولايات المتحدة.
          على اسرائيل أن تطور حوارا حميما مع الادارة الحالية يعنى بتنسيق خطط العمل في حالة انتهاك ايران للاتفاق، مضافا اليه تعاون استخباري غير مسبوق يمكنه أن يعطي جوابا على « الثقوب » في الرقابة على البرنامج النووي الايراني. على اسرائيل أن تدفع الى الامام بتعاون أمني يحسن القدرات الاسرائيلية في مواجهة فروعه ايران في المنطقة – ولا سيما حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب. في قلب هذه المسألة يجب العمل على التحسين الكبير لقدرات الدفاع الايجابية متعددة الطبقات لدولة اسرائيل وضمان تفوقها النوعي مقابل جيرانها. على اسرائيل أن تدفع نحو حملة امريكية ضد خطة الصواريخ الايرانية بحيث لا تتمكن ايران من تطوير قدرة على حمل رأس متفجر نووي. هذه القدرة حرجة لايران كي تصبح قوة عظمى نووية، اذا ما قررت تطوير قنبلة نووية. واخيرا، على اسرائيل أن تعمل مع الولايات  المتحدة على تحسين الخيار العسكري الاسرائيلي بحيث انه عندما ترفع معظم قيود الاتفاق عن البرنامج النووي الايراني، يكون لاسرائيل القدرة على الرد السريع والناجع على كل محاولة ايرانية للتسلح بالسلاح النووي.
          لاسرائيل قدرة محدودة جدا على وقف ميل تعزز قوة ايران في المنطقة. والقرار الاساس الذي تقف امامه هو هل ستكون في هذا الواقع الخطير وحدها تقريبا أم ستعمل بالتعاون مع حلفائها، ولا سيما مع الولايات المتحدة. وفقط اذا ما غيرت اسرائيل استراتيجيتها واعادت بناء علاقاتها مع الولايات المتحدة، ستتمكن من ان تضمن ان يعمل الزمن الذي « اشتراه » الرئيس الامريكي من خلال التوقيع على الاتفاق مع ايران في صالحها. اما اذا فشلت، فان الاتفاق السيء قد يصبح سيئا جدا.