خبر أول “دواء ذكي” في العالم يعزز من قدرة الدماغ المعرفية

الساعة 08:33 م|24 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

معظم الأشخاص الذين يتطلعون للحصول على دفعة معززة للذكاء في الصباح يسعون لتناول فنجان من القهوة أو الشاي، ولكن كل ما يستطيع الكافيين فعله حقاً هو تحسين المزاج والتركيز، وهذا هو السبب الذي لا يعتبر الكافيين من أجله “محسناً معرفياً صرفاً”، ولكن، ظهر مؤخراً منافس حقيقي على هذا اللقب، وهو دواء جديد يعرف باسم “مودافينيل”، فهذا الدواء الذي يستخدم عادة لعلاج اضطرابات النوم قد يكون أول دواء “ذكي” حقيقي في العالم، وذلك وفقاً لمراجعة منهجية جديدة.

يعمل هذا الدواء على تعزيز الانتباه، وتحسين التعلم، وتعزيز “تدفق الذكاء”، وهو ما نستخدمه لحل المشكلات والتفكير بشكل خلاق، وهو يفعل كل ذلك دون تعريضنا لإمكانية الإصابة بالإدمان الذي يعرضنا له تناول الكافيين.

لم يتوصل الباحثون بعد إلى تكوين فهم كامل عن الكيفية التي يعمل من خلالها هذا الدواء، ولكن إحدى النظريات تشير إلى أنه يقوم بتعزيز نشاط الدماغ في المناطق التي تدير تلك المهارات.

أخذت المراجعة التي تم نشرها في دورية (European Neuropsychopharmacology) بعين الاعتبار 24 دراسة تتضمن مجموعات ضابطة استخدمت الأدوية الوهمية، وتم إجراؤها على أشخاص صحيحين ولا يعانون من الحرمان من النوم، وقد كانت هذه الدراسات قد أجريت ما بين عامي 1990 و 2014، فمثل هذا التحليلات استطاعت التغلب على بعض القيود المفروضة على كل الدراسات الصغيرة، مثل التركيبة السكانية الضيقة أو النتائج المتضاربة، ورسمت استنتاجات شاملة.

يعد دواء “مودافينيل” ذو شعبية كبيرة وهو يستخدم بالفعل كدواء ذكاء في بعض الفئات الاجتماعية، حيث أن العديد من طلاب الجامعات في جميع أنحاء المملكة المتحدة والولايات المتحدة يستخدمونه بشكل متزايد، وقد أشار استطلاع للرأي تم إجراؤه في عام 2008 من قبل مجلة (Nature) العلمية، على سبيل المثال، بأن ما يقرب من نصف الطلاب اعترفوا بأنهم يستخدمون دواء “مودافينيل” كمحسن معرفي بالفعل.

ما ينقص هذه الدراسة هي بيانات تأثير هذا الدواء على المدى الطويل، وهو أمر مهم، لأن الدراسات كانت قد أظهرت بأن تأثير بعض المعززات المعرفية الواعدة السابقة قد لا يدوم على مر الزمن، ومع ذلك، ترى المراجعة المنهجية الجديدة بأن استخدام “مودافينيل” يمكن أن يكون آمناً على نطاق واسع، ولكن كانت بعض الدراسات السابقة قد أظهرت بأن دواء “مودافينيل” أدى إلى انخفاض طفيف في مستوى الإبداع لدى الأشخاص الذين يمتلكون درجة عالية من الإبداع، علماً أن المراجعة الجديدة تقول بأن تلك الآثار السلبية لا تظهر باستمرار.

قد يعتبر العديد من الأشخاص أن استخدام المعززات المعرفية هو نوع من الغش، وغالباً ما تتم مقارنتها بتعاطي المنشطات في مجال الرياضة، ومع ذلك، يشير (جواو فابيانو)، وهو باحث في جامعة أوكسفورد، بأنه لا يجب أن ينظر لاستخدام “مودافينيل” بشكل مختلف عن استخدام الكافيين، فبعد كل شيء، وبالنظر إلى أن دواء “مودافينيل” يستطيع أن يكون أكثر فعالية من الكافيين، دون تعريض الشخص للجانب السلبي المتمثل بالإدمان، فإنه ربما يجب علينا ترك تلك الجرعة المزدوجة من الإسبرسو وأخذ حبة من حبوب “مودافينيل” بدلاً من ذلك.