خبر نعم، الكراهية تقتل- يديعوت

الساعة 10:35 ص|03 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

نعم، الكراهية تقتل- يديعوت

يوم الحب، ليل الغضب

بقلم: ناحوم برنياع

 

(المضمون: ليست الحكومات وحدها أخطأت في هذا الموضوع خطيئة جسيمة. المحكمة العليا اعطت اسنادا كاملا لحرية التعبير وشرّعت فعل الاستيطان في المناطق مما فتح الباب لنباتات منفلتة مثل كهانا حي، منظمة لهفا وعصابات شارة الثمن - المصدر).

 

منذ صباح يوم الجمعة وأنا اسأل نفسي لماذا أنا غاضب هكذا؛ فجرائم الكراهية هي وباء عالمي. وهي موجهة ضد الاجانب، المهاجرين، الاقليات الاثنية، العرقية، الدينية، النوع الاجتماعي. ونحن نكثر من تغطية مظاهر اللاسامية، ولكن المس باليهود هو مجرد حلقة واحدة في سلسلة. الولايات المتحدة تواجه في السنوات الاخيرة جرائم كراهية من البيض ممن يقتلون سودا وجرائم كراهية من مسلمين يقتلون جنودا. اوروبا تواجه مسلمين يقتلون يهودا ومسيحيين وكذا مسيحيين يقتلون مسلمين. اجهزة القانون تفعل افضل ما في وسعها كي تمنع مثل هذه الافعال أو على الاقل تحبس المذنبين. وعلى الرغم من ذلك فانها تفشل، المرة تلو الاخرى.

 

إذن لماذا أغضب – هذا هو طريق العالم. آباؤنا آمنوا بان فقط عندما تكون هنا زانية يهودية وسارق يهودي سنكون دولة طبيعية. والعجب، تفوقنا على توقعاتهم: عندنا زانيات وسراقون، قتلة ومغتصبون يهود من كل الانواع، وعندنا قتلة كراهية. اثنان قتلا في جريمتي كراهية في نهاية الاسبوع: علي دوابشة ابن السنتين من دوما وشيرا بانكي ابنة الـ 16 من القدس. رئيس الوزراء بعث بمواساته.

 

أنا غاضب لان اسرائيل ليست دولة ككل الدول. فهي فكرة، مشروع، مبادرة. ثمة في البلاد شبكة فنادق تنشر عن نفسها في الاذاعة كـ « فندق مع فكرة ». لم أفهم في أي مرة ما المقصود عندما يكون الحديث عن فنادق، ولكن يمكنني أن افهم لماذا لا تزال الخطة الفكرية التي أدت الى اقامة دولة اليهود جزءا منها، بعد 67 سنة من قيامها. هكذا يحاكمنا الاخرون، هكذا يتعين علينا نحن ان نحاكم انفسنا. الانذال الذين يحرقون الرضع او يطعنون الفتيات بسبب كراهية الاخر يخربون في اساس وجودنا.

 

في نظرة الى الوراء كان يتعين على حكومات اسرائيل أن تتصرف بشكل مختلف مع جمهور المستوطنين، الا تستسلم لمشاغبي القانون في سبسطيا، الا تمنح العفو قبل الاوان لمخربي التنظيم السري اليهودي، الا تتجاوز، بأمر من فوق، الحاخامين الذين حرضوا يغئال عمير، الا تمول نزواتهم، الا تغمزهم والا تتزلف لهم.

 

ليست الحكومات وحدها أخطأت في هذا الموضوع خطيئة جسيمة. المحكمة العليا، تحت رئاسة مئير شمغار وبالاساس تحت رئاسة اهرون باراك، اعطت من جهة حماية كاملة، ليبرالية على نحو مثالي، لحرية التعبير، ومن جهة اخرى شرعت بكل أنواع الوسائل فعل الاستيطان في المناطق. في المسألة التي أمامنا كان الخليط فتاكا. فقد فتح الباب لنباتات منفلتة مثل كهانا حي، منظمة لهفا وعصابات شارة الثمن. وبث رسالة للقضاة في الهيئات القضائية الادنى، للنيابة العامة، للشرطة، بان الجريمة السياسية مغتفرة في اطار حرية التعبير. ولا غرو أن ليئا رابين رفضت مصافحة القاضي باراك قرب قبر زوجها. وهي تعرف لماذا.

 

حرية التعبير هي قيمة نبيلة، روح الديمقراطية. ولكن المحكمة لم تزويد الديمقراطية بالادوات للدفاع عن نفسها في وجه اولئك الذين يجعلون حرية التعبير اساسا لتجنيد مجرمي الكراهية. هذا صحيح بالنسبة لتنظيمات اليمين المتطرف وصحيح بقدر لا يقل بالنسبة للاصوليين. جرائم الكراهية لا تنفذ بشكل عام في فراغ: توجد اجواء، يوجد محرضون، توجد طائفة اهلية مؤيدة.

 

ان موجات الارهاب المتكررة وفشل المسيرة السياسية، وربما ايضا التغييرات الديمغرافية، جعلت الشارع الاسرائيلي يمينيا أكثر. هذا طبيعي ومفهوم. فقد أراد الناخبون حكومة برئاسة نتنياهو. ولم يعرفوا بانهم حصلوا على حكومة متعلقة باصبع واحد، بتسلئيل سموتريتش، عضو الكنيست من البيت اليهودي، الذي يدمج في سجله كراهية العرب وكراهية المثليين. وبكلمة من سموتريتش تحسم الامور.

 

نفتالي بينيت، رئيس حزب سموتريتش، طلب القاء كلمة يوم السبت في مظاهرة المثليين. عندما رفضوا طلبه، شعر بالاهانة. « اردت أن اقول لهم اني احبهم »، قال بينيت. « اختلف معهم واحبهم ». بينيت هو ممثل شرعي لناخبيه، سياسي جدير من نواح عديدة. ولكن مظاهر حبه عديمة اللجام. « أنا أحبكم »، قال لراشقي الحجارة والزجاجات الحارقة في بيت ايل. بحر من الحب. ان شئتم، على كل جريمة يغطي الحب. اعضاء الطائفة المثلية لا يحتاجون هذا الحب التسيدي من جانبه. يحتاجون الامن. جهاز التعليم الذي يتحمل المسؤولية عنه بينيت مصاب بوباء العنصرية والخوف من المثلية. فليبدأ بالتعليم الرسمي – الديني وبالتيارات الاصولية.

 

ملاحظة: المثليون طلبوا من كل خطيب التوقيع على وثيقة تلخص مطالبهم. بينيت ويانون مغيل، كلاهما من البيت اليهودي، رفضا التوقيع. احد لم يمنعهما من المجيء للاعراب عن تضامنهما مع الضحايا، مثلما فعل الالاف في القدس وفي تل أبيب. مغيل، أمس صحفي، اليوم نائب، جاء الى المظاهرة وعندما تبين له انه لن يخطب، قطع الاتصال. إما أن يخطب، أو يذهب الى البيت.