خبر يشق يهود أمريكا ايضا -هآرتس

الساعة 10:34 ص|03 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

 

بقلم: أسرة التحرير

          عين بنيامين نتنياهو نفسه القائد العسكري الاستراتيجي في حرب الابادة ضد براك اوباما، القوة الاساس خلف جهود الحوار مع ايران واتفاق فيينا. بعد نحو شهرين يفترض بمجلس الشيوخ ان يصوت على موقفه بالنسبة للاتفاق. هذا الموقف لا يلزم القوى العظمى الخمسة الاخرى الموقعة عليه، ولا الامم المتحدة، الاتحاد الاوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية ايضا. هذه لعبة داخلية بين مجموعتين امريكيتين، مع غمزة لانتخابات الرئاسة والكونغرس والتي ستعقد بعد سنة وربع السنة.

          النتيجة المرغوب فيها جدا لدى الحزب الجمهوري هي: تصويت أغلبية السناتورات ضد اوباما، ولكن اغلبية معينة جدا – اكثر من نصف وأقل من الثلثين – بحيث يتمكن الرئيس من استخدام الفيتو ضد التشريع ولا يكون بوسع مجلس الشيوخ ان يتغلب عليه. وهكذا يكون بوسع الجمهوريين أن يدعوا بان الاغلبية معهم وأن اوباما يتنكر لاماني الشعب وناخبيه، ولكنهم في نفس الوقت لن يخاطروا بالهزيمة المرتقبة جراء انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، سواء بقيت الدول الموقعة عليه الاخرى وايران ملتزمة به م لا.

          من أجل الوصول الى نتائج التصويت كما يرغبون، يحتاج الجمهوريون الى تعزيز من جانب الديمقراطيين. هناك ايضا الحساب سياسي – حزبي، وليس بالضرورة استراتيجيا. كيف يمكن ان يتسجلوا  كمؤيدين للموقف المقبول من حكومة اسرائيل وان يعجبوا المؤيدين، ولا سيما المتبرعين، في الطائفة اليهودية، دون أن يعطوا الجمهوريين انجازا ساحقا ضد الرئيس الديمقراطي، انجازا يكون له اصداء هدامة في انتخابات 2016.

          رغم أن نتنياهو اكتوى من تدخله الفظ ضد اوباما في انتخابات 2012، ففي خطابه الكدي في الكونغرس هذه السنة وبتعيينه نشيط الجمهوريين رون ديرمر كسفير يصفه البيت الابيض كشخصية غير مرغوب فيها، فانه يواصل حملة الشق ضد اوباما في السياق الايراني. يلتقى نتنياهو مع اعضاء كونغرس ويضغط، بروح سيده شيلدون ادلسون، على رؤساء الطائفة المعتمدين على التبرعات للعمل ضد الرئيس. وهكذا اصبح نتنياهو، السياسي الاجنبي، المتنطح الاول من الحزبين معا – ضد الرئيس.

          سيخطب نتنياهو هذا الاسبوع للجاليات اليهودية في الولايات المتحدة من خلال الكاميرات والشابات التي ستنصب في الكنس، وسيطلب من اليهود ان يفضلوا المصلحة الاسرائيلية على المصلحة الامريكية. وهكذا يقود الى احداث صدع بينهم وبين الادارة. يهز نتنياهو قبة الكابيتول، مثابة علي وعلى اعداء يا رب، دون أن يراعي الاثار الهدامة للحملة التدميرية بقيادته على علاقات اسرائيل – الولايات المتحدة وعلى الجالية اليهودية.

          نشاط مضاد، لمنظمات مثل جي ستريت، المؤيدة للاتفاق، هو بالضرورة اكثر تواضعا وفقرا، ولكن من المهم أن يعرفوا في واشنطن بان الكثير من الاسرائيليين يتحفظون من خطوات نتنياهو. يجدر بالذكر المرة تلو الاخرى: نتنياهو ليس اسرائيل.