خبر أزمة الرؤوس أم رؤوس الأزمة ... بقلم / عصام الشافعي

الساعة 09:38 ص|01 أغسطس 2015

كيف لمأزوم أن يخرج غيره من الأزمة ..؟؟؟

قبل أكثر من ثلاثين عام كنت عندما أسمع كلمة أزمة ينصرف ذهني إلى مستشفى الأمراض الصدرية الواقع في شرق معسكر البريج وإلى المرضى القابعين فيه الذين يعانون من نوبات ربو حادة وأمراض صدرية أخرى وكان الناس يقولون عن المريض منهم أن لديه أزمة وليت الأمر ظل كذلك..!!!

فمصطلح الأزمة وخلال الثلاثين عام الأخيرة توالد كثيراً لتصبح الأزمة أزمات متعددة فهناك أزمة اقتصادية وأزمة اجتماعية وأزمة سياسية ونفسية وأخلاقية وللأسف فإن الشعب الفلسطيني يعاني من كل هذه الأزمات مجتمعة جراء ظروف قاهرة وخطوب كبيرة ومؤامرات دنيئة ألمت به والذي هو الآن في أمس الحاجة لمن ينظر إليه بعين الرحمة ليعينه على الخروج ولو جزئياً من هذا الشر المستفحل وكباقي شعوب الأرض فإن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى قياداته الكثير جداً لتعينه وتأخذ بيده إلى بر الأمان ولكن كيف لقيادات ورؤوس مأزومة أن تساعد غيرها من الخروج من الأزمة فالأجندات متباينة والمصالح متنافرة والمرجعيات على عداء كامل مع بعضها البعض والنفوس مشوهة لدرجة الذمامة والقبح وهذا بالطبع أوصلنا إلى هذا الحال الذي لا يسر صديق فتجرأ قطعان المستوطنين على حرق البشر الآمنين في بيوتهم وإن جريمة حرق الرضيع علي دوابشة ومن قبل الفتى محمد أبو خضير لم تكن تمر لولا هذا الاختلاف المشين ولولا تغليب المصالح الشخصية والحزبية على مصلحة الشعب الفلسطيني وهذه دولة الاحتلال تدير ظهرها لسكان المعمورة جميعاً لمساعدة ومساندة قوى البغي والاستكبار لتهود المقدسات وتبتلع الأراضي وتحرق الأخضر واليابس في المنطقة دون أن تعمل حساباً لأي أحد وحتى قوى المقاومة الأطهر عربياً وإسلاميا في الوقت الراهن بمجرد أن تنتهي المعركة تنخرط سريعاً لتحصل على حصتها من رغيف جارت عليه النيران الملتهبة وكل هذا وغيره يدفع المرء للتفكير العميق للوصول إلى طريق آمن للخروج من هذه المأساة الحالكة لذا لا بد للشعب الفلسطيني بشتى أطيافه ومكوناته أن يشكل لجنة للعقلاء للجلوس لتفكيك عناصر هذه الأزمة ومكوناتها لتصبح أقل خطراً ومن ثم التخلص من تلك الرؤوس المأزومة التي أوقعت الشعب في أزمات متلاحقة وإيجاد رؤوس جديدة غير مأزومة ولم تكن يوماً طرفاً في أي أزمة سابقة أي رؤوس صاحبة قلب سليم وأيدي بيضاء علها تساعد هذا الشعب المغلوب على أمره .

ويبقى السؤال الأهم : هل يستطيع الشعب الفلسطيني أن يفعلها ..؟؟   نأمل ذلك....!!