بالصور الصليب ينظم جولة صحفية لمشاريع تأهيل وإصلاح ما دمره الاحتلال بغزة

فلسطين اليوم

نظمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة اليوم الأربعاء، جولة صحفية حول المشاريع التي نفذتها اللجنة الدولية لإعادة تأهيل وإصلاح ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في الحرب الأخيرة على القطاع.

وقد شاركت « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » في الجولة الصحفية إلى جانب عدة مؤسسات إعلامية، بحضور رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة جاك دي مايو للاطلاع على المشاريع التي مولتها اللجنة الدولية وأهمها إعادة تأهيل مستشفى شهداء الأقصى إضافة لإعادة تأهيل الأراضي الزراعية شرق بلدة القرارة في خانيونس جنوب قطاع غزة.

فقد تعرضت مستشفى شهداء الأقصى في الحرب الأخيرة على القطاع لتدمير كبير في بُنيتها التحتية ما دفع الصليب الأحمر إلى النظر من الناحية الإنسانية في إعادة تأهيل المستشفى لإنقاذ المرضى الفلسطينيين، خاصة مرضى غسيل الكلى الذين يحتاجون لتدخل عاجل لإنقاذ حياتهم.

مستشفى الأقصى شاهد على صمود وشجاعة أهل غزة...

وأكد جاك دي مايو أن رؤية مستشفى شهداء الأقصى بهذا الشكل بعد عامٍ من الحرب الإسرائيلية لهي شهادة على أن الشعب الفلسطيني يتمتع بشجاعة وصمود، خاصة الأطقم الطبية العاملة في المستشفى، قائلاً: « هم –الأطقم الطبية- الأبطال الحقيقيون ».

وقال مايو: « نحن متأكدون بعد تأهيل المستشفى بأن يقوم الطبيب الفلسطيني بتقديم خدمات أفضل مما كانت في السابق نحن نقوم بدعم الطبيب الفلسطيني ليتمكن من أداء عمله على أكمل وجه ».

وأوضح أن استراتيجية الصليب الأحمر ليست تقديم الأدوية للفلسطينيين والتعامل معهم كمتسولين لكن نعمل على تمكين الفلسطينيين من العمل، مشيراً إلى أن الصليب الأحمر تحدث مع السلطات الفلسطينية في غزة ورام الله للقيام بدورهم.

وشدد على أن مستشفى شهداء الأقصى كونه يقدم خدمات طبية إلا أنه لم يحظى على الأمن حيث تم استهدافه، قائلاً: « أتذكر كيف تم استهدافه وأتذكر الدمار الكبير في المكان حينها عاهدت نفسي على العمل الدؤوب من أجل إعادة المستشفى لتقديم الخدمات ».

ولفت إلى أن الصليب الأحمر قام بإعادة تأهيل وإصلاح 5 مستشفيات في قطاع غزة تم استهدافها في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة من بينها مستشفى شهداء الأقصى التي تتوسط القطاع.

إعادة وإصلاح المستشفى له أثر كبير على نفسية الطبيب والمريض..

من جهته أكد الدكتور خالد خطاب مدير مستشفى شهداء الأقصى، أن إعادة تأهيل وإصلاح مستشفى شهداء الأقصى بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر له الأثر الكبير والواضح على نفسية المرضى وأداء الأطباء في تقديم العلاج اللازم.

وقال الخطيب: « المستشفى وبخاصة قسم الكلى قبل الترميم لا يتوافق مع المعاير التي يجب أن تتمتع به أي مستشفى لعلاج المرضى فكانت الغرف والأقسام عبارة عن زنازين لا تصلح لعلاج الناس، لكن بعد ترميم الصليب الأحمر للمستشفى بعد تدميرها في الحرب الإسرائيلية على القطاع لوحظ تغير كبير، حيث قفز قسم الكلى قفزة نوعية من حيث زيادة المرضى زيادة عدد الأسرة الأجهزة الحديثة ترتيب غرف المستشفى بحيث يشعر المريض والطبيب على حدٍ سواء بالراحة.

وقدم الخطيب جزيل شكره للجنة الدولية للصليب الأحمر داعياً إيها للمزيد من تقديم الخدمات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

وقد تجول رئيس بعثة الصليب الأحمر جاك دي مايو والصحفيون في أقسام المستشفى حيث تم الاطلاع على الأقسام التي تم تأهيلها، وعبر المرضى عن فرحتهم للتطوير النوعي الذي شهدته المستشفى خلال العام، مطالبين الصليب الأحمر للمزيد من العمل في توفير أعداد إضافية من الأجهزة الطبية والأسرة لتتسع للعدد الكبير من المرضى في قطاع غزة.

زيارة الأراضي الزراعية التي تم تأهيلها شرق القرارة..

وبعد الاطلاع على تأهيل وإصلاح مستشفى شهداء الأقصى، اتجه رئيس بعثة الصليب الأحمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة جاك دي مايو والصحفيون إلى المنطقة الشرقية لبلدة القرارة والتي تم تأهيل الأراضي الزراعية فيها والتي كانت أثر بعد عين بفعل آلت الحرب الإسرائيلية.

»تنظيف الأراضي الشرقية من الأجسام المشبوهة الغير متفجرة - تسوية الأراضي الزراعية – تأهيل الآبار وخزانات المياه – دعم المزارعين بنبتات زراعية« كان الهدف الأساسي للجنة الدولية للصليب الأحمر لإعادة تأهيل وإصلاح الأراضي الشرقية بعد أن تم تجريفها وتخريبها من قبل الدبابات الإسرائيلية.

تأهيل الأراضي الزراعية شيء جديد على عمل اللجنة الدولية..

وقد أكد مايو، أن مشروع إعادة تأهيل وإصلاح الأراضي الزراعية بالقرب من الحدود الشرقية من أكثر المشاريع التي تفتخر بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر لأنها –الأراضي الزراعية- السلة الغذائية التي يعتاش عليها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وقال: »إن مشروع تأهيل وإصلاح الأراضي الزراعية شيء جديد لا يقوم به الصليب الأحمر في مناطق أخرى لعدم وجود مخططات للتأهيل ولا ميزانية ولا أموال لكن إصرار الزملاء في مكتب غزة بالصليب الأحمر دفعني للموافقة على ذلك والسبب الأهم أن رؤيتي للأراضي الزراعية وهي مدمرة أحزنني كثيراً.

وأشار إلى أن مهمتنا فقط هي تحويل الأرضي الزراعية المدمرة إلى أراضي منتجة وهذا الأمر يشعرنا بالفخر.

قمنا بإعادة تأهيل نحو 7.300دنم على الحدود الشرقية..

أسامة المخللاتي مسؤول دائرة الأمن الاقتصادي والبرنامج الزراعي في الصليب الأحمر قال لمراسل فلسطين اليوم: « قمنا بإعادة تأهيل نحو 7.300دنم على الحدود الشرقية من منطقة الشوكة حتى بيت حانون ونحو 600دنم في منطقة القرارة على وجه الخصوص ».

وأضاف: « نعمل على إعادة تأهيل البنية التحتية من شبكة الكهرباء إلى بناء آبار إصلاح الخزانات المائية لتمكين المزارع من الوصول إلى أرضه وزراعتها.

طالب الصليب للمزيد من العمل لإعادة تأهيل البنية التحتية من أبار وخزانات..

المزارع يوسف الأسطل قال لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية،: »عندما توقفت الحرب عدتُ إلى أرضي وشاهدته الدمار الكبير وقد أصابني اليأس والإحباط لمنظر الدمار الكبير وقلتُ في قرارة نفسي لن أستطيع أن أعيد تأهيل وإصلاح الأرض إلا بعد 5 سنوات لكن بجهود الخيرين من الصليب الأحمر عدنا قبل إتمام عام على الحرب من زراعة أرضي.

وأوضح أن 40 دنم من أراضيه أصبحت كومة من الرمال لكن بعد 32 ساعة من العمل المتواصل لأطقم الصليب الأحمر تم إعادته وترميمها وأصبحت الأرض تثمر.

ودعا المزارعين رئيس بعثة الصليب الأحمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة جاك دي مايو إلى المزيد من العمل لإعادة تأهيل البنية التحتية من بناء أبار الجوفية وخزانات لتمكين المزارع من الوصول لأره وزراعته على أكمل وجه.

وفي نهاية الجولة أكد مايو بأن الصليب الأحمر يعمل بكل جهده لإعادة الحياة الإنسانية إلى قطاع غزة حيث تجري مشاورات من أجل السماح للمزارعين للاقتراب أكثر من السياج الفاصل على الحدود الشرقية مع الاحتلال الإسرائيلي بحيث تصبح 100 متر بدلاً من 300متر.