تقرير ماذا يسعى الاحتلال وراء تصعيده في الضفة؟

الساعة 09:56 ص|28 يوليو 2015

فلسطين اليوم

تتعرض الضفة والقدس المحتلتين لهجمة « إسرائيلية » شرسة على مدار الأسابيع الماضية راح ضحيتها ثلاثة مواطنين وعشرات الإصابات برصاص قوات الاحتلال في ظل صمت فلسطيني وعربي مخيب.

فالمسجد الأقصى يتعرض للتدنيس بشكل يومي من قادة الاحتلال الإسرائيلي وجنوده تستبيح دماء الفلسطينيين وتتعرض للأسرى بكل عنف، ما أوقع العشرات من الإصابات والاعتقالات دون موقف واضح من القيادة الفلسطينية التي تعطي أوامرها لقيادة الأجهزة الأمنية لاعتقال أي شخص يشتبه به في التعرض للأمن كما يقولون.

المواطنون الفلسطينيون يتخذون من المقاومة الفردية سبيلاً لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية بعيداً عن القرار السياسي أو القرار الفصائلي ما يؤكد بأن الشعب الفلسطينية كافة في الضفة الغربية لا زال يعيش حالة من الترقب الصامت لما يجري من أحداث دامية وفقاً لمحللون سياسيون.

تصدير للأزمات وإفلاس لقادة الاحتلال...

اللواء العسكري المتقاعد واصف عريقات وصف ما يجري في الضفة والقدس المحتلتين بسياسة ممنهجة لقادة الاحتلال الإسرائيلي لتصدير أزماتها السياسية والأمنية في وجه الشعب الفلسطيني.

وأوضح عريقات في تصريح خاص لفلسطين اليوم الإخبارية، أن الاحتلال الإسرائيلي يعاني من أزمات متعددة منها: « أزمة الحكم- ضعف الجبهة الداخلية- تردي معنويات جنوده- العزلة الدولية- الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الست الكبرى- الشعب الفلسطيني الصامد الصابر القادر على تحمل ما يجري ».

وقال: « إن طبيعة الاحتلال الإسرائيلي تتصف بالعدوانية وثقافة الهمجية وقد ترجم قادة الاحتلال أزماتهم تلك بالعدوانية والهمجية تجاه أبناء شعبنا في الضفة والقدس حيث استشهد المواطنين الثلاثة وأصيب العشرات واعتقل المئات إضافة إلى تدنيس الأقصى المبارك ».

وأضاف: « تراكم تلك الاعتداءات الإسرائيلية على أبناء شعبنا ربما ستدفع تجاه الانفجار الشعبي فالوضع لا يطاق والكره الفلسطيني للإسرائيليين قد ارتفع بسبب الاعتداءات الإسرائيلية تجاه أبناء شعبنا وربما تترجم إلى اعتداء مماثل ورد فعل عنيف من أبناء شعبنا.

الضفة بحاجة لمعالجة ثقافية للثورة...

من جهته أكد البروفسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، بأن المقاومون الفلسطينيون في الضفة المحتلة يتخذون من المقاومة الفردية محاولة لوقف هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف المواطنين الآمنين، مشيراً إلى أن تلك المقاومة لا يمكن ان تكون بديلة عن المقاومة المنظمة التي تقودها الفصائل.

وقال قاسم في تصريح خاص لـ »فلسطين اليوم الإخبارية« : »الفلسطينيون في الضفة ارتضوا بأن يتعرضوا بشكل يومي للذبح والاعتقال وتدنيس مقدساتهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي لكن المقاومين سينتفضون في وجه الاحتلال كما حدث في الأسابيع الماضية من قتلٍ المستوطنين.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني خاصة في الضفة المحتلة يحتاج إلى معاجلة فكرية وثقافية للتغلب على حالة الصمت الرهيب التي تخيم عليهم في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والمستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

شروط الانفجار بوجه الاحتلال...

من جهته أوضح المحلل السياسي الدكتور غسان الخطيب، أن حالة الصمت الرهيبة التي تجتاح الضفة أمام الاعتداءات الإسرائيلية ناجمة عن عاملين أحدهما الانشغال الفلسطيني بالانقسام (الفتحاوي الحمساوي) والأخر هو انشغال العالمين العربي والإسلامي بصراعاته الداخلية.

وقال الخطيب في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم الإخبارية »: « إسرائيل » في وضع مريح جداً لكنها لا تعيش إلا في ظل وجود اشتباكات ومواجهات على مدار العام فعندما تخمد الاشتباكات في جبهة يتم إشعالها في جبهة أخرى« .

وأضاف: »ما يجري في الضفة والقدس هي إستراتيجية « إسرائيلية » للهجوم وليست ردود أفعال فهي تبادر بالابتزاز من خلال الدماء والاعتقالات والاقتحامات للمقدسات وما يجري من قبل الفلسطينيين هي رد فعل لا أكثر والانفجار الكبير في وجه الاحتلال لن يتم إلا بتوفر شروط عدة« .

وبين المحلل السياسي بأن الشروط التي يجب أن تتوفر لاندلاع الانتفاضة الكبيرة في وجه الاحتلال هي الإرادة السياسية وشعور الجمهور بالثقة إضافة إلى وجود قيادة موحدة تدفع الجمهور للانفجار في وجه الاحتلال، قائلاً: »ما دامت تلك الشروط غير متوفرة فإن الانفجار بعيد المنال، وسيتوقف الرد الفلسطيني على المقاومة الفردية.

وأشار د.الخطيب إلى أن الغريب في الأمر هو أن القدس تتعرض للتدنيس والضفة تُستباح دماء أبنائها والشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والشتات والداخل صامت لا يتحرك ساكناً، لافتاً إلى أن المقدسيين يواجهون الاحتلال وحدهم دون داعم حقيقي سواء فلسطيني أو عربي أو إسلامي.

ومن الجدير ذكره أن الاحتلال الإسرائيلي لا زال يواصل حملته العسكرية في الضفة والقدس المحتلتين حيث اعتقل فجر اليوم الثلاثاء ما يزيد عن 10 مواطنين إضافة إلى تدنيس مجموعة متطرفة للمسجد الأقصى المبارك.

يشار إلى أن الأردن دعت إلى مسيرة باسم جمعة الغضب يوم الجمعة المقبل نصرة للمسجد الأقصى المبارك الذي تعرض للتدنيس من قبل متطرفين وقادة إسرائيليين.