خبر اليوم الذكرى الاولى للحرب الأخيرة على غزة

الساعة 06:26 ص|07 يوليو 2015

فلسطين اليوم

يصادف اليوم الثلاثاء (7/7/ 2015) الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية الشرسة ضد قطاع غزة واستمرت الحرب 51 يوماً بشكل متواصل، استشهد خلالها ما يقارب الـ2300 مواطن وأصيب نحو 11 ألف بجراح مختلفة.

وقد أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن بدء عملية (الجرف الصامد) على قطاع غزة باستقدام آلاف الجنود وتجهيز مخازن الطائرات الحربية على الحدود مع غزة، وبدأت الحرب فعلياً في 8/7 حينما استهدفت قائد قوات الكومندوز البحري في كتائب القسام الشهيد محمد سعيد شعبان ما اضطر فصائل المقاومة للرد.

وردت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي على عملية (الجرف الصامد) بعملية (البنيان المرصوص)، قامت خلالها بدك المستوطنات والمدن الإسرائيلية، خاصة مدينة (تل أبيب المحتلة) بعشرات الصواريخ المتطورة والتي أدت لمقتل وإصابة عدد كبير من المستوطنين، إضافة إلى إيقاف الرحلات الجوية من وإلى مطار بن غوروين.

وقد كشفت الحرب على غزة الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، حيث دمرت « إسرائيل » مئات المنازل فوق رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار ما أدى لإحداث مجازر بحق المدنيين العزل والتي رفعت أعداد شهداء الحرب، وقد أكدت العديد من التقارير الدولية الحقوقية، بأن « إسرائيل » استخدمت صواريخ محرمة دولية خلال حربها ضد المدنيين في قطاع غزة.

وفشلت « إسرائيل » في مرحلتها الأولى من وقف رد المقاومة على مجازرها من خلال القصف وتدمير البيوت وقتل المدنيين فقررت بعد أسبوعين تقريباً من الحرب خوض عملية عسكرية برية لوقف الرد الفلسطيني الذي تمثل بإطلاق المئات من الصواريخ المتطورة والتي أصابت (بقرة إسرائيل المقدسة-تل أبيب) كما قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلح.

فيما كشفت الحرب جهوزية المقاومة الفلسطينية لصد العدوان الإسرائيلي من خلال الصواريخ والأنفاق الهجومية المفاجأة إضافة إلى الأسلوب المتطور للمقاومة من خلال إرسال طائرة استطلاعية داخل الأراضي المحتلة إضافة إلى التعاون والعمليات المشتركة بين فصائل المقاومة كافة وعلى رأسها سريا القدس وكتائب القسام.

وبعد 51 يوماً من الحرب على غزة، تمكنت جمهورية مصر العربية من وقف الحرب باتفاق بين وفد فصائل المقاومة الموحد والاحتلال الإسرائيلي، لتبدأ معركة وصفها خبراء عسكريون وسياسيون بأنها لا تقل شراسة عن المعركة العسكرية والتي لا تزال أثارها بارزة حتى مع مرور ذكراها الأولى وهي عملية إعادة الإعمار.

إعمار مؤجل

وتم عقد مؤتمر للمانحين في العاصمة المصرية القاهرة، جرى خلاله التبرع بمبلغ مالي كبير وصل إلى 5.4 مليار دولار من أجل إعمار القطاع، وتم دفع مبالغ مالية لعديد الأسر التي تضررت منازلها جزئيا، غير أن عملية الإعمار الكلي للمنازل المدمرة بشكل كامل لم تبدأ.

ولاقى قرار التأخير الدولي في إعمار غزة في ظل حصار إسرائيلي مشدد على حركة دخول مواد البناء، تذمرا كبيرا من السكان، وخرجوا في تظاهرات غضبة ضد الأمم المتحدة التي وضعت خطة الأعمار، التي لا تلاقي استحسانا من الفصائل الفلسطينية أيضا. لكن الذكرى الأولى لهذه الحرب تأتي في ظل أحاديث ووعود من العديد من المسؤولين الدوليين والمحليين عن قرب بدء عملية الإعمار الكلي لغزة.

ونقل عن روبرت تيرنر، مدير عمليات «الأونروا» الذي يستعد لمغادرة منصبه خلال أيام، القول إن إعادة إعمار القطاع ستشهد تغيرا كبيرا خلال الأسابيع المقبلة، وذلك بعد أن جرى حل الإشكاليات التقنية.

وترافق ذلك مع إعلان مسؤول محلي عن وجود موافقة إسرائيلية مبدئية على الدفعة الأولى من المنازل المدمرة كليا.

احصائيات الدمار..

ومن آثار العدوان الخطيرة الأخرى على سكان قطاع غزة، تدمير 22 جمعية خيرية تضرر على أثرها 180 ألف شخص من المستفيدين منها، كما شردت الاعتداءات الإسرائيلية 475 ألفاً، حيث بلغ عدد المشردين المدنيين نتيجة تهديدات القوات الإسرائيلية بإخلاء منازلهم 310 آلاف، والمشردين المدنيين نتيجة تدمير منازلهم 165 ألفاً.

خسائر غزة..

ونتيجة إلى الشلل الكامل في كافة مناحي الحياة على مدار 51 يوم و توقف الإنتاجية في كافة الأنشطة الاقتصادية و إغلاق المنشآت الاقتصادية في القطاعات المختلفة (القطاع التجاري , القطاع الصناعي , القطاع السياحي , القطاع الزراعي , القطاع الخدماتي , القطاع المصرفى) , فقد قدرت الخسائر الأولية اليومية بنحو 7.6 مليون دولار تقريبا وبناءً على قيمة الإنتاج اليومي من إجمالي الناتج المحلى الإجمالي لكل الأنشطة الاقتصادية المختلفة أي بإجمالي يقدر بنحو 387 مليون دولار خلال تلك الفترة الحرب.

 

ويضاف إلى ذلك خسائر فادحة تتجاوز 1120 مليون دولار سوف يتكبدها الاقتصاد حتى استرداد النشاط الاقتصادي الفلسطيني في قطاع غزة عافيته وهي نتيجة انخفاض الناتج المحلى الإجمالي خلال الفترة القادمة بنسبة متوسطه تقدر بنحو 40% ، والتي تقدر فترتها بعام كامل على الأقل في حال بدأت عملية الاعمار فورا وهي ناتجة عن توقف الإنتاج لحين إعادة بناء ما تم تدميره  والتشغيل مرة أخرى وخسارة الناتج المحلى للقطاعات المدمرة و فقدان الدخل و الاستثمار وخسائر الفرص الضائعة خلال تلك الفترة , و فقدان الآلاف من فرص العمل في المنشات التي تدمرت , وإيجار مباني جديدة حتى إعادة الاعمار و البناء , وأجور تدفع للعمال أثناء  فترة توقف العمل , وفقدان استيعاب وظائف جديدة مما سوف يزيد من معاناة الخريجين الجدد في البحث عن عمل و يساهم في ارتفاع معدلات البطالة إلى نسب كارثية.

هذا بالإضافة إلى المجازر التي ارتكبتها « إسرائيل » بحق الاقتصاد الفلسطيني والتي أدت إلى خسائر مباشرة نتيجة للتدمير الكلى و الجزئي و الحرائق  لما يزيد عن 500 منشاة اقتصادية من المنشات الكبيرة و الإستراتيجية هذا بالإضافة إلى العديد من المنشآت المتوسطة و الصغيرة و التي تمثل مجمل اقتصاد قطاع غزة في كافة القطاعات ( التجارية و الصناعية و الزراعية و الخدماتية ) والتى يتجاوز عددها ما يزيد عن 2800 منشأه اقتصادية و تقدر خسائرها الأولية المباشر بما يزيد عن 540 مليون دولار وهي ثلاث أضعاف خسائر الحرب الأولى التي شنت على قطاع غزة في عام 2008-2009 و يأتي هذا التدمير و الاستهداف لتدمير الاقتصاد في قطاع غزة و وتعميق الأزمة الاقتصادية , كما أن استهداف وتدمير المنشآت الاقتصادية سوف يتسبب بخسائر مالية فادحة لأصحاب تلك المنشات هذا بالإضافة إلى فقدانهم لدخلهم المالي من تلك المنشات.