خبر موجة عمليات: الأجواء تفعل فعلها- اسرائيل اليوم

الساعة 08:57 ص|01 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: زئيف جابوتنسكي

          (المضمون: أبو مازن وثلته والأقلية العربية في اسرائيل يدركون أن الجهة الوحيدة التي ستحميهم من داعش هي دولة اسرائيل - المصدر).

          في الايام العشرة الاخيرة تم تنفيذ خمس عمليات. الكثيرون بدأوا القول في وسائل الاعلام إن سبب هذه الزيادة هو غياب الأفق السياسي لما يسمونه « حل المشكلة الفلسطينية ». لكن هذا تحليل سطحي لشخوص الماضي الذين أغمضوا أعينهم عما يحدث في الشمال وفي الشرق.

          أولا – العمليات غير مصنوعة من نفس النوع. في السامرة تتحرك الآن خلية منظمة تنفذ العمليات ضد اليهود. هذا الموضوع تعالجه قوات الامن لأن لديها الأدوات للوصول الى المنفذين. باقي العمليات التي ليس بينها خيط واصل هي ما يسمى « عمليات فردية ». هذه العملية أصعب كثيرا، لكنها تنفذ بشكل عام من اشخاص غير ماهرين. فتيل هذه العمليات هو ديني ايديولوجي.

          واضح أن الجزء الآخذ في الازدياد والانتشار في الاسلام، المقصود داعش، يتسبب باحداث تغييرات جوهرية في العالم، الامر الذي يستوجب تغيير القناعات. المفاهيم التي استخدمت في الماضي ستفقد قيمتها، مثل السلام مع سوريا من اجل أكل الحمص في دمشق، الذي كان سيكلفنا التنازل عن هضبة الجولان، هذا السلام لم يعد قائما، ولحسن الحظ أنه لم يتحقق.

          إن داعش أكبر كثيرا من كونه مجموعة قتلة، إنه التطبيق الفعلي لطموح العالم الاسلامي للعودة الى ايام السيطرة الاسلامية على الجزء الاكبر من العالم. بعد أن فشلت محاولات تطبيق هذا الحلم بالطرق السلمية، ونظرا لأن العالم الغربي متردد في القضاء على هذه الظاهرة – إلا أنها تضرب جذورها في وعي عدد كبير من الشباب المسلمين. وحتى لو ترعرعوا في افضل المؤسسات الاوروبية، فان ايديولوجيتهم توجد الآن في كل مكان تقريبا. هذا هو السبب أنه في فرنسا ايضا حدث في الاسبوع الماضي قطع لرأس مسيحي من مسلم، استمرارا للاحداث الدموية في عمليات سابقة.

          لذلك من الطبيعي أن يتأثر بعضهم بالافكار في يهودا والسامرة ايضا. اولئك الذين يريدون التأثير يتحفزون في شهر رمضان، وعلينا الاستعداد بطريقة مختلفة تماما عن الطرق العادية والتفكير على نمط يسار ويمين سياسي.

          داعش يعتبر كل مسلم علماني، كافر وهو يستحق قطع رأسه. أقلية قليلة من عرب اسرائيل توجد خارج هذا التصنيف من الكفار. لذلك توجد اليوم في الشارع العربي ظاهرة التقرب من دولة اسرائيل، لأنه من الواضح لهم أنها ستدافع عنهم في مواجهة داعش. علينا استغلال هذا الشعور من اجل التقرب الحقيقي من العرب في اسرائيل. هذه نافذة الفرص لاحداث الشعور بالمساواة الحقيقية عند الاقلية العربية، ومثل أي نافذة فرص، فهي ستغلق في المستقبل. علينا مد اليد لكل من يفهم أن الواقع قد تغير، وهو يريد تقوية دولة اسرائيل من اجل محاربة داعش في المستقبل.

          من جهة اخرى، يجب الاعلان عن حرب لا هوادة فيها ضد كل من يتضامن مع داعش من عرب اسرائيل، والطريقة الافضل هي تغيير القوانين من اجل الدفاع عن الدولة. وعدم فعل أي شيء في هذا المجال يعتبر دعوة لزيادة الارهاب، بدون أي صلة لأبو مازن وجماعته الذين تم الاعلان عنهم ككفار من داعش. وهم يعرفون ماذا سيكون مصيرهم من غير دولة اسرائيل.