خبر يعلون يمس بالامن- هآرتس

الساعة 09:54 ص|30 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

في الاستعراض للمراسلين السياسيين قدم امس وزير الدفاع موشيه يعلون دليلا آخر على هزال الزعامة في اسرائيل. صحيح أن يعلون كان حذرا هذه المرة من الطعن بأحد، بعد أن اكتوى في اعقاب تلفظاته الفظة بحق وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الذي وصفه بانه « مسيحاني ومهووس » – ولكن العنوان لانتقاده بقي الادارة الامريكية. عشية التحقيق الموشك للاتفاق بين ايران والقوى العظمى الستة، وهدفه وقف التقدم الايراني نحو تطوير سلاح نووي، ادعى يعلون بان « توجد للامريكيين قصة بديلة لا اشتريها في الموضوع الايراني » ووصف الخلاف بين القدس وواشنطن بتعابير الاسود والابيض: الادارة الامريكية ترى في ايران حلا، بينما حكومة اسرائيل ترى فيها مشكلة.

          يواصل يعلون ابداء النهج السطحي الذي ميزه على مدى كل ولايته، وكأنه لم يتعلم الكثير في مناصبه العليا في العقود الاخيرة – رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، رئيس الاركان ووزير الدفاع. فتغيير السياسة الايرانية هو بالفعل احد الشروط المركزية لاستبدال ثقافة النزاعات والحروب في الشرق الاوسط بتسويات دائمة. واسرائيل هي ايضا شريك في هذه المصلحة.

          دون مساعدة ايرانية ستتحول منظمة حزب الله من عدو كبير الى جهة عادية في الساحة السياسية اللبنانية وهكذا يقل خطر الحرب في الشمال. واحتمال خلق تعايش ناجح مع حكم حماس في غزة، او على الاقل منع جولات عنف متكررة، منوط باستعداد ايران للتعاون مع مثل هذا الميل، وعدم عرقلته من خلال جهات كفاحية في حماس او فصائل كالجهاد الاسلامي الفلسطيني. اتفاق يثبت للسكان الايرانيين العطاشى لاعادة بناء الوضع الاقتصادي في الدولة، بان الاعتدال مجد، سيكون خطوة صحيحة في الاتجاه الايجابي، سيجدي المنطقة كلها واسرائيل ايضا.

          لا يمكن لحكومات نتنياهو ان تلوح بانجازات كبيرة في مجال الحكمة السياسية. فمن عرفوا اساسا كيف لا يصلوا الى اتفاق، وفي هذا الاطار جر اسرائيل الى جولات عنف وعزلة سياسية لا يمكنهم ان يوعظوا الاخرين كيف يحققوا اتفاقا حكيما ومجديا. اما نهج الغرور تجاه الادارة الامريكية، والذي يمثله يعلون ويسود في الحكومة، فتنسب له سذاجة زائدة وانعدام للفهم، ولكنه لا يستند الى أي انجاز سياسي أو امني من جانب المنتقدين.

          يحق لاسرائيل أن تحافظ على مصالحها الامنية العليا، التي بخلاف موقف يعلون لا تتضمن السجود للمستوطنات وانعدام الثقة بالاتفاق السياسي. اما التعالي على اوباما، من النوع الذي يبديه يعلون والنائب مايكل اورن، فيمس باسرائيل ويقضم الذخر الاستراتيجي الاكثر حيوية لديها – التحالف المتين بين البيت الابيض وديوان رئيس الوزراء وبين البنتاغون والكريا في تل أبيب.