خبر مذبحة في ثلاث قارات- معاريف

الساعة 08:42 ص|28 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: حاييم ايسروفيتش

رأس مقطوع في مصنع في فرنسا، جثث سياح على شاطيء شهير في تونس وعشرات المصلين الذين جاءوا للصلاة في مسجد في الكويت وقتلوا في الانفجار: هكذا بدا يوم الجمعة الثاني في شهر رمضان. ارهاب يطال أنحاء العالم.

مخربون ينتمون لداعش هاجموا خلال ساعات ثلاث قارات مختلفة وتسببوا في قتل 70 شخصا ومئات المصابين. « بدلا من اضعاف تصميم الرأي العام العالمي على حربه ضد الارهاب، فان هذه الاعمال ستزيد من التزامنا بالقضاء على من ينتهجون الارهاب، القتل والتدمير »، قال الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون.

 

       سيلفي مع رأس مقطوع

 

          بدأ ذلك في العاشرة صباحا حسب التوقيت الفرنسي. ياسين الصالحي (35 سنة) يعمل في المصنع الكيميائي « اير برودكست » في منطقة سان كوانتين فلابييه، التي تبعد نحو 40 كم عن مدينة ليون. الصالحي اقتحم بسيارته بوابة المصنع وبدأ في القاء عبوات ناسفة صغيرة باتجاه مواد مشتعلة في محاولة للتسبب بانفجارات كبيرة. أصيب شخصان، وأحد رجال الاطفال الذين جاءوا الى المكان استطاع السيطرة على الصالحي الى أن وصلت قوات الامن.

 

          بعد وقت قصير تبينت الفظاعة: الشرطة وجدت رأس مقطوع معلق على جدار المصنع، وعليه أعلام كتب عليه بالعربية. هذا هو الحادث الاول لقطع رأس في فرنسا. وقد تبين من الفحص أنها جثة مدير الشركة التي عمل فيها الصالحي.

 

          مصدر مقرب من التحقيق قال إن الصالحي قد صور نفسه سيلفي مع الرأس المقطوع وأرسل الصورة الى رقم هاتف خلوي في كندا.

 

          وقد تبين من التحقيق أن الصالحي معروف للاجهزة الامنية منذ 2006 بسبب علاقاته مع تنظيمات اسلامية متطرفة. لكنه حتى أمس رفض التحدث مع المحققين. وقد اعتقلت زوجته ايضا بعد أن رفضت التصديق أنه فعل ذلك. « أعرفه جيدا، هو زوجي »، قالت في مقابلة مع الاذاعة، « لنا حياة عائلية طبيعية ».

 

          بعد ذلك ببضع ساعات، وصل الارهاب ايضا الى تونس، التي تعرضت لعملية في آذار حيث قتل 21 شخصا في المتحف الوطني في العاصمة تونس. سيف الدين الرزقاوي (24 سنة)، هو طالب ولم يكن معروفا للسلطات. وصل الى الشاطيء بالقرب من الفندق الفاخر « ريو امبريال مرحبا » في المدينة السياحية سوسا، وكان يرتدي سروالا قصيرا، وقد سبح في البحر وحينما خرج من المياه أخرج بندقية كلاشينكوف وخبأها في المظلة ومن ثم أطلق النار على السياح، وقد امتنع عن اصابة المحليين.

 

          « سمعت اطلاق نار، نظرت الى زوجتي فرأيتها تركض »، قال أحد السياح البريطانيين، « وعندما استدرت اصابتني رصاصة في يدي. زوجتي ركضت الى الفندق، ورأيت الشخص المسلح يطلق النار على الاشخاص الذين استلقوا على كراسي التسفع على الشاطيء ».

 

          ندجانا فسيلي بانا (76 سنة) من اوكرانيا، أصيبت ايضا. « زوجي ذهب للسباحة وأنا استلقيت لقراءة الصحيفة » قالت لـ « سي.ان.ان ». « فجأة سمعت انفجارا. رأيت شخصا يركض ويطلق النار. أطلق باتجاهنا وحينما صوب سلاحه لي شعرت بضربة. ودخلت الرصاصة في لحمي لحسن حظي ».

 

          استمر المخرب في عملية الاطلاق خمس دقائق، وبعد أن غادر الشاطيء مخلفاً وراءه الجثث وهي تسبح بالدماء، بدأ يتقدم في شارع قريب من الفندق الى أن قتلته الشرطة. قُتل 39 شخصا، 15 منهم بريطانيون، بلجيكيون، المانيون، فرنسيون وتونسيون.

 

          تنظيم الدولة الاسلامية داعش أخذ المسؤولية عن العملية على عاتقه وأعلن أن المخرب أبو يحيى القيرواني هاجم أعداء التنظيم الكفار. رئيس الحكومة التونسية، حبيب السيد، أعلن عن اغلاق 80 مسجدا يشتبه أنها تنشر الايديولوجيا المتطرفة.

 

       تنديد من جميع الجهات

 

          استمر الارهاب في الكويت. فقد قام مخرب انتحاري بتفجير نفسه في مسجد الامام الصادق الشيعي في العاصمة الكويت، اثناء صلاة يوم الجمعة في رمضان. وقد قتل على الاقل 27 شخصا وأصيب اكثر من 200. عضو البرلمان خليل الصليح، الذي كان في المسجد اثناء العملية قال: « المخرب دخل الى مكان الصلاة اثناء السجود ». قال لصحيفة « رويترز ». « لقد كان في العشرينيات من عمره ».

 

          أعلنت منظمة تسمى « مقاطعة نجد »، وهي مقربة من داعش، مسؤوليتها عن الحادث. هذه المنظمة تقف ايضا وراء التفجيرات في المساجد في السعودية واليمن في الاسابيع الاخيرة. التنديدات وصلت من جميع الاتجاهات. فقد أعلن البيت الابيض أن الادارة الامريكية مصممة على محاربة الارهاب وأنها تؤيد الدول الثلاث التي أصيبت. ومع ذلك قالوا في البنتاغون إنه لا توجد أدلة تشير الى أن العمليات الثلاث ترتبط مع بعضها.

 

          رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال: « اعمال القتل الفظيعة في فرنسا، تونس والكويت تؤكد من جديد أن العالم المتنور موجود في صراع مع القوى الظلامية. الصراع ضد الارهاب الدموي للاسلام المتطرف يتوجب توحيد القوى، وهو يبدأ بلفظ القتلة ومؤيديهم ».

 

          وقال وزير الدفاع موشيه يعلون: « محظور علينا أن نوافق على ونتعايش مع هذا الارهاب. ويجب على العالم الحر أن يشدد قبضته بكل الطرق من اجل تجفيف مصادره، وقطع جذوره واصابة نشطائه. ودولة اسرائيل ستساعد بقدر استطاعتها في هذا الصراع المهم. على العالم أن يتذكر ذلك عندما يتفاوض مع مصدرة الارهاب الاكبر، ايران، على طريق توقيع اتفاق النووي السيء.

 

          وزير الهجرة والاستيعاب، زئيف الكين، طلب من يهود فرنسا الهجرة الى اسرائيل. »أدعو يهود فرنسا الى المجيء الى البيت« ، وأضاف »نحن مستعدون لاستقبال يهود فرنسا بأيدٍ مفتوحة، وأتوقع أن تحدث هجرة كبيرة. أنا سعيد جدا لأن مراكز الهجرة والاستيعاب في مطار بن غوريون ستعمل في هذا الصيف ساعات اضافية. هذه مهمة وطنية من الدرجة الاولى".