خبر بعد الاطلاق: علينا الحفاظ على القوة والعمل بعقلانية -اسرائيل اليوم

الساعة 09:01 ص|28 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يعقوب عميدرور

(المضمون: يجب عدم الانجرار وراء دعوات الرد على كل عملية اطلاق نار من القطاع بعملية غير متوازنة. إن اسرائيل تستغل فترات وقف اطلاق النار افضل من جيرانها لكي تُحسن قدراتها عندما يتم اتخاذ قرار للقيام بذلك في يوم ما - المصدر).

يبدو احيانا أننا مصابون بالهستيريا، على الاقل جزء منا. أول أمس، كما يبدو بسبب نزاع داخلي بين التنظيمات في غزة، أطلق باتجاه اسرائيل بضع قذائف لم تسبب خسائر سوى صدمة لحظية، وقد أوضحت حماس أن هذا لم يكن من قبلها، ويبدو أنهم اعتقلوا المطلقين. الجيش الاسرائيلي رد بنفس الطريقة، بقصف لم يسبب كما يبدو أن خسائر في غزة.

الآن، في اعقاب الاطلاق المنفرد، من المثير سماع صيحات الانكسار والدعوة الى عملية اخرى للجيش الاسرائيلي، التي فيها... ماذا؟ نحتل كل قطاع غزة ونأخذ على أنفسنا المسؤولية عن مليوني فلسطيني من اجل منع اطلاق لمرة واحدة في السنة الذي لم ينتج عنه أي ضرر؟ أو ربما نقتل 2000 آخرين من الفلسطينيين بدون احتلال غزة من اجل العودة ثانية الى نفس النقطة بالضبط بعد سنتين؟ هذه امور عديمة المسؤولية، ليس لها صلة بالواقع في غزة ولا بواقعنا وواقع العالم.

 

          توجد قوة كبيرة جدا لدى دولة اسرائيل، ربما القوة الأكبر في الشرق الاوسط، لكن يجدر بالذكر أنه لاصحاب القوة يفضل أن يكون لديهم عقل ايضا، ومن المسموح استخدامه. هل في كل مرة يطلقون علينا بضع قذائف علينا استخدام قوتنا، أو حتى معظمها؟ أليس من المفضل اعطاء اشارات عن استخدام هذه القوة وعن الامكانية الكامنة لدينا، عن طريق عمل بدون اصابات في الطرف الثاني، بحيث يؤدي ذلك الى قيام شخص آخر بالعمل بدلا منا؟ مثلا أن تقوم حماس باعتقال مطلقي النار. هل كرد على الاطلاق الذي مصدره جناح لتنظيم في غزة، من الصحيح الدخول في مواجهة اخرى مع كل العالم بسبب رد غير متوازن؟.

 

          صحيح أن هناك حل نهائي للتهديد من غزة: احتلال القطاع، وبعد نحو نصف سنة من المعارك لتنظيف القطاع من السلاح والمخربين، فان أي صاروخ لن يطلق وأي نفق لن يحفر. السؤال هو هل يستحق أن ندفع الثمن بحياة البشر وبالعبء الاقتصادي الذي سيلقى على اسرائيل كمسؤولة عن غزة المدمرة؟ كل باقي العمليات المقترحة، بكلمات عامة، وكما يبدو بدون تفكير عميق عن مغزاها، هي ذات فائدة جزئية. بعدها وفي نهاية بضعة شهور أو بضع سنوات ستعيد التنظيمات في غزة الى نفسها قدرة العمل المحدودة وتستعد لجولة قادمة.

 

          حتى الآن استغلت اسرائيل فترات الهدوء بين العمليات الجزئية هذه أكثر من حماس، هكذا استطعنا ضربها في الحرب الاخيرة مع وقوع اصابات صغيرة لدولة اسرائيل. لقد اكتشفنا في الجرف الصامد في الصيف قبل سنة نقاط الضعف في كل ما يتعلق بموضوع معالجة الانفاق، ويجب أن نأمل أنه ايضا مع هذا التهديد سيتعامل الجيش الاسرائيلي بشكل افضل في الجولة القادمة. لكن في اغلب الاحوال فان المصلحة الواضحة لاسرائيل هي تأجيل الجولة القادمة قدر المستطاع لأن الوقائع تثبت أن شعب اسرائيل يكسب من فترات الهدوء هذه، ايضا حتى اذا اطلقت مرة في السنة بضعة صواريخ، اكثر بكثير من جيرانه في غزة.

 للاقوياء مسموح ضبط النفس. فقط عندما تنتهي فترة ضبط النفس، يكون الرد بقوة اكبر،  ومن اجل تذكير المحيطين بنا من هو حقا الاقوى في المنطقة وأن نؤجل بهذا الحدث القادم، لأنه هو ايضا سيصل كما يبدو.

لهذا من فضلكم، حتى اذا كان هناك اطلاق مثير للغضب من غزة، يتوجب الرد بدون جموح، مع الكثير من الصبر والاحتيال، وفي نفس الوقت أن نستثمر في تحسين متواصل لقدراتنا، من اجل أن نستخدم قوة اكثر فعالية في الوقت الذي يتم فيه اتخاذ قرار بهدوء بهذا الشأن في يوم ما.