خبر هل يمكن الوثوق بتقنيات « إنترنت الأشياء »؟

الساعة 06:29 م|21 مايو 2015

فلسطين اليوم

تقدم شبكة الإنترنت والتقنيات الحديثة فوائد جمة للإنسان، ومع بدايات عصر إنترنت الأشياء، تعمل الشركات والمعامل على اختلاف اختصاصاتها لجعل منتجاتها متصلة بالإنترنت، مستفيدة من التطور الواسع الذي تشهده صناعة الحواسيب.

ويتوقع مراقبون أن تصبح كل الأشياء المحيطة بالإنسان -خاصة في البلدان المتقدمة- متصلة بالإنترنت في الأعوام القادمة، وقد توقعت شركة غارتنر لأبحاث السوق أن يصل عدد أجهزة إنترنت الأشياء إلى 26 مليار وحدة بحلول 2020 دون أن يشمل الرقم الحواسيب الشخصية واللوحية والهواتف الذكية.

ورغم الفوائد التي تقدمها التقنيات المتصلة بالإنترنت لمستخدميها، فإن إحاطتها المتواصلة بالمستخدم تجعل منها أدوات لمراقبة تحركاته دون علمه، فمثلا، تواردت هذا العام أنباء متنوعة عن تجسس بعض التقنيات الحديثة على مستخدميها، على غرار تلفزيونات سامسونغ الذكية التي ذكرت تقارير أنها تسجل أصوات المستخدمين وتنقلها لطرف ثالث، ودمى لعبة « باربي » التي تواردت أنباء عن قيامها بتسجيل أسئلة الأطفال وبيعها لطرف ثالث.

هوية المستخدم

إن معظم البيانات التي تلتقطها الشركات عبر الإنترنت تتميز بمجهوليتها، لكن بمقدور العديد من الشركات ربطها بمعلومات أخرى لتستطيع التعرف على هوية المستخدم وسلوكه على شبكة الإنترنت، فكثيرا ما تطلب شركات الإنترنت من مستخدمها إدخال اسمه الحقيقي مثل غوغل وفيسبوك، كما يمكن للمواقع التعرف على هوية المستخدم لدى إدخاله بيانات بطاقته الائتمانية أو رقم هاتفه.

ولا يخفى أن كثيرا من معلومات وبيانات مستخدمي التقنيات ترزح تحت رحمة الشركات العملاقة، فعلى سبيل المثال، تسيطر غوغل على ثلثي سوق البحث عبر الإنترنت في أميركا، كما يمتلك 75% من مستخدمي الإنترنت حسابات على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، في حين تتحكم أمازون بـ70% من سوق الكتب الإلكترونية في السوق الأميركية، مما يجعل مثل هذه الشركات في موقع بارز يسمح لها بالتحكم بالبيانات الحساسة، حسب الخبير الأمني الأميركي بروس شناير صاحب العديد من المؤلفات في مجال أمن المعلومات.

ولا يمكن اعتبار علاقة مستخدمي الإنترنت مع شركات التقنية مشابهة لعلاقة المستهلكين مع الشركات التقليدية، لأن مستخدمي الإنترنت -حسب شناير- ليسوا بمستهلكين، بل أشبه بمنتجات تبيعها تلك الشركات إلى مستهلكيها الحقيقيين.

الثقة أم عدمها؟

وقد بات من الصعب على المستخدمين التخلي عن المزايا الجمة التي توفرها خدمات شركات التقنية الكبرى، كما اعتاد المستخدمون مزايا المزامنة التي تسمح لهم بالدخول إلى حساباتهم عبر أجهزة متنوعة، وهو ما زاد من تعلقهم بخدمات شركات على غرار غوغل وآبل، لتصبح خدمات هذه الشركات هي مفتاح المستخدم أثناء ولوجه إلى شبكة الإنترنت.

وغدا المستخدم مضطرا إلى الوثوق بشركات التقنية الكبرى التي تخزن بياناته الخاصة وتسجل تحركاته عبر شبكة الإنترنت، كون استثمار الخدمات المطورة من قبلها أصبح في كثير من الأحيان أمرا حتميا.

لكن مع ذلك تجدر الإشارة إلى أن ثقة المستخدمين بتلك الخدمات تراجعت كثيرا في العامين الماضيين، خاصة بعد تسريبات المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن التي كشفت امتلاك جهات حكومية متنوعة لبرامج خاصة تسمح لها بالتجسس على مستخدمي التقنيات الحديثة.