خبر « علاج أردني » لمرضى السكري بزراعة الخلايا الجذعية

الساعة 08:05 م|03 مايو 2015

فلسطين اليوم

نجح فريق طبي أردني في معالجة أربع حالات تعاني من السكري بزراعة خلايا جذعية في البنكرياس، تمكنت بعد فترة وجيزة من إعادة إفراز الإنسولين، والشفاء من مرض السكري النوع الأول، وفق ما نقلته « الجزيرة نت ».

وأعلن ذلك رئيس فريق الجروح المزمنة في الخدمات الطبية الملكية، العميد الدكتور حازم حبوب، الذي أجرى زراعة الخلايا الجذعية، خلال مؤتمر صحفي في افتتاح مؤتمر العناية بالجروح وإنقاذ أطراف مرضى السكري الذي بدأ في عمان الأحد.

وقال حبوب: « لقد قمنا بزراعة خلايا نقية في بنكرياس المريض مباشرة عن طريق القسطرة دون اللجوء لأي جراحات أو تخدير عام، ما أدى لتجنب الأخطار المحتملة ».

وضم الفريق الطبي إضافة لحبوب كلا من المدير التنفيذي للشبكة العربية للخلايا الجذعية، الدكتور أديب الزعبي وفريقه، والسيد سامر أبو راضي من مركز الخالدي الطبي، ورئيس قسم الأطفال في جامعة شيكاغو الأمريكية البروفيسور مارك هولترمان. 

ويعد هذا الإنجاز الأردني -وفقا للفريق- الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح حبوب أن إعادة إحياء البنكرياس دون آثار جانبية يعطي أملا جديدا لمرضى السكري من النوع الأول الذي يعاني منه الأطفال، مبينا أن الفريق الطبي حقن الشعيرات الدقيقة التي تغذي البنكرياس بالخلايا الجذعية، ما قاد لاستغناء المرضى عن الإنسولين بعد أبحاث استمرت سنتين.

تعاف من المرض

وقال رئيس قسم الأطفال في جامعة شيكاغو الأمريكية، البروفيسور مارك هولتر، إن مرضى السكري الذين عولجوا بالخلايا الجذعية تعافوا، وأصبحوا غير معتمدين على الإنسولين، وتوقع أن تنشر نتائج التجربة الأردنية وتعمم عالميا.

وقال الدكتور أديب الزعبي إن تكلفة علاج الحالة الواحدة تصل إلى 28 ألف دينار أردني (تعادل 42 ألف دولار) وهي تكلفة معقولة إذا ما قورنت بمثيلاتها في الولايات المتحدة وجزر الكاريبي البالغة 145 ألف دولار.

وأضاف الزعبي أن « طريقتنا الأردنية تعتمد ركيزتين أساسيتين: الأولى إيقاف الهجوم المناعي على الخلايا المفرزة للإنسولين (بيتا)، والثانية زراعة خلايا جذعية في البنكرياس لتصنيع خلايا بيتا جديدة مفرزة للإنسولين، وذلك باستخلاص خلايا من المريض نفسه وتنقيتها بهدف الحصول على خلايا نقية ».

وأوضح أنه تم استخدام الطريقة على أربعة مرضى: ثلاثة رجال وطفلة عمرها 13 سنة، كانوا يعانون من السكري ويتناولون جرعات من الإنسولين بمعدل ثلاث جرعات يوميا تراوحت بين عشرين وثمانين وحدة.

بارقة أمل

وبين الزعبي أن متابعة للمرضى استمرت من 22 إلى 51 شهرا أظهرت أنه لم تظهر على أي منهم أي أعراض جانبية سلبية لزراعة الخلايا الجذعية، وأن ثلاثة توقفوا عن تناول الإنسولين تماما بعد ستة أشهر من الزراعة، وما زال الرابع قيد المتابعة، وأشارت التحاليل المخبرية للمرضى إلى انخفاض كبير في معدل السكر التراكمي في دمائهم (HbA1c) إلى 7.

وبينت الفحوص -وفق الزعبي- أن المرضى بدؤوا بتصنيع الإنسولين حتى وصل لمستويات طبيعية عند ثلاثة منهم، معتبرا أن العلاج بالخلايا الجذعية وإيقاف الهجوم المناعي على البنكرياس يمثلان بارقة أمل لمرضى السكري ونوعية حياتهم وذويهم وحمايتهم من الكثير من الأمراض وتلف أنسجة أعضاء الجسم مثل القلب والكبد والكلى والعيون والجهاز العصبي.

وقالت دارين السواعير -وهي إحدى المرضى الذين خضعوا لعملية الزراعة- إنها كانت تعيش حياة صعبة، أما بعد زراعة الخلايا الجذعية في فبراير/شباط 2012 فإنها تعيش الآن حياة طبيعية ولم تعد تتعاطى الإنسولين.