خبر فقط ليس ليبرمان - معاريف

الساعة 12:05 م|01 مايو 2015

فلسطين اليوم

فقط ليس ليبرمان - معاريف

بقلم: شلومو شامير- نيويورك

(المضمون: هل يمكن لأحد في الجهاز السياسي أن يقوم ويشرح لماذا وزير الخارجية الحالي مناسب للبقاء في الجبهة السياسية لاسرائيل وما هي الرسالة التي سيتم نقلها للعالم بهذا التعيين  - المصدر).

الأخبار الحسنة هي أن نفتالي بينيت تنازل عن مطلبه للحصول على وزارة الخارجية. الأخبار غيرا لحسنة هي أن أفيغدور ليبرمان سيبقى كما يبدو وزيراً للخارجية أيضاً في الحكومة الجديدة التي ستشكل قريباً.

 يوجد لبينيت مؤهلات أفضل من ليبيرمان لتولي هذه المهمة هو أكثر ثقافة و يتكلم إنجليزية ممتازة، لديه تجربة أكثر، لديه طاقة. هو أيضاً يهودي مؤمن و مخلص وغير مساوم على فكرة أرض اسرائيل الكاملة، بينيت يستطيع أن يكون وزيرا للخارجية و أن يشرح أفضل في الأمم المتحدة وفي واشنطن وفي العواصم الغربية لماذا دولتين لشعبين هي فكرة خيالية. بينيت كان قادرة أن يوضع للمجتمع الدولي بأنه ليس هنالك احتمال في المستقبل المنظور مع الفلسطينيين. بينيت كان سيقف بفخر و مليئاً بالثقة من على منصة الأمم المتحدة وفي الجمعية العمومية و يقول لممثلي الأمم بضحكة ولد جيد: « ارفعوا أيديكم عن اسرائيل و اذهبوا لجهنم ».

بالضبط بسبب مؤهلاته هذه فإن انسحاب بينيت من وزارة الخارجية منعت مسبقاً كارثة سياسية، و تدهوراً متسارعاً في مكانة اسرائيل في العالم. ولكن إبقاء ليبرمان في هذه الوظيفة لا يشكل فقط كارثة عتيدة و مضمونة لاسرائيل، ليس مجرد خطأ إنها مازوشية سياسية.

لا يلوح في الأفق إشارة لتخفيف التوتر ما بين رئيس الولايات المتحدة أوباما و رئيس الحكومة نيتينياهو. الحصار السياسي حول اسرائيل يتعزز و يتحدثون في الاتحاد الأوروبي عن عقوبات اقتصادية ضدها. وجود لبيرمان على رأس وزارة الخارجية يشبه تعيين شخص مصاب بمرض إشعال النار في الممتلكات كقائد لمحطة الإطفائية.

ليس هنالك حاجة للتقديرات و التوقعات لما هو متوقع منه كوزير خارجية. رئيس اسرائيل بيتنا لم يبقِ هنالك انطباع أو تأثير أثناء شغله ذلك المنصب، لم ينفذ أي عملية نوعية و لم يتخذ أي قرار هام.

زيارته في العواصم الغربية لم تعطِ أي نتائج سياسية و لم تغيير التوجه الانتقادي تجاه اسرائيل أو الرياح الباردة التي تهب تجاه القدس، إن زياراته للمقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك يتم تذكرها كمكاره دبلوماسية.

ينتظر اسرائيل أشهر قاسية في الساحة الدبلوماسية. الحكومة الجديدة هي فرصة ذهبية لتحسين مكانة وزارة الخارجية كعنصر مؤثر ووضعها في الجبهة السياسية، ليبرمان و الذي ضَعُف سياسياً بعد النتخابات الأخيرة غير مناسب لهذه التحديات.

صحيح أن السياسة الخارجية خاصة إزاء الولايات المتحدة يتم تحديدها من قبل رئيس الحكومة ولكن إبقاء ليبرمان بجانبه كوزير خارجية تبث للعالم بأنه لا يوجد ما ينتظرونه من جهة اسرائيل، و بالتأكيد فيما يتعلق بمسيرة السلام. إن الجهود لترميم العلاقات مع البيت الأبيض تقع تحت مسؤولية نتنياهو. و من أجل النجاح في هذا فإنه بحاجة لوزير خارجية ذو شخصية فريدة إلى جانبه، شخصية معتدلة و مسالمة. ليبرمان كما هو معروف ليس كذلك.

إبقاء ليبرمان في وظيفته تكشف أيضاً حقيقة أنه في أحسن الأحوال ليس في القدس إدراكٌ كافٍ لعظم التحديات و الاستعداد للتعامل معها. يوجد هنا بالأساس لا مبالاة مقلقة. كما قلنا، يجب العمل مع البيت الأبيض، و إقامة علاقات مع الاتحاد الأوروبي ومع مجلس الأمن، وبالأساس تفكيك ألغام و تأمين مصالح دولة اسرائيل.

ليقم أحد من الجهاز السياسي و يقول أن أفيغدور ليبرمان هو الشخص المناسب لهذه المهام الخاصة .