خبر ما الذي يعطي الورود رائحتها العطرة ؟

الساعة 07:57 م|27 ابريل 2015

فلسطين اليوم

هناك آلاف الأنواع من الورود، وكثير منها لا رائحة له على الإطلاق، ولكن تلك الرائحة الكلاسيكية للورود التي تستخدم في العطور ومستحضرات التجميل والطعام وماء الورد وغيرها من المنتجات، تأتي من عبق نوع محدد من الورود يدعى بالورد الدمشقي (أو كما يعرف بالورد الجوري).

ولكن رغم أن الرائحة الأكثر شهرة للورود قد تكون آتية من نوع واحد، إلا أن هذه رائحة لا تأتي من مصدر واحد، فهناك العديد من المواد الكيميائية بما في ذلك مركب يسمى بأكسيد الورد تساهم في تشكيل الرائحة التي نشمها، وأكسيد الورد هذا هو المسؤول عن صدور أربعة أنواع من الروائح، وهي رائحة الحلو والفواكه والنعناع والليمون، ولكن كيف يمكن لمركب كيميائي واحد أن ينتج كل هذه الروائح؟

السبب وراء ذلك هو ببساطة أن أكسيد الورد ليس عبارة عن مركب واحد، بل هو في الحقيقة أربع مركبات مختلفة، فعلى الرغم من أن جميع أكاسيد الورود الأربعة تحتوي على 10 ذرات كربون و 18 ذرة هيدروجين وذرة أوكسجين واحدة، وجميع هذه الذرات متصلة ببعضها بذات الترتيب، ولكن الاختلاف التي يجعل هذا المركب ينتج جميع هذه الروائح التي تتميز إحداها عن الأخرى هو جزيء (chirality) وتعني اليد باللغة اليونانية، وهو الجزيء الذي يجعل المركبات متشابهة ولكن غير متطابقة، تماماً مثل اليدين، فهما تبدوان متماثلتين تماماً من حيث الشكل وترتيب الأصابع، ولكنهما غير متطابقتان تماماً إذا ما تم وضعهما فوق بعضهما.

ذات المبدأ ينطبق على المركبات الأربعة من أوكسيد الورد، جميعها تمتلك ذات التركيبة الجزيئية، وذات الوصلات الكيميائية بين ذراتها، ولكن ترتيب بعض الذرات يختلف عن بعضها الآخر في الفراغ، وهذا الترتيب وهو ما يجعل كل أريج وردة يختلف عن غيره، حيث أنها تتفاعل بشكل مختلف مع المستقبلات في أنوفنا.

تشير الدكتورة (ريتشل بوركس) أن علم الكيمياء مليء بمثل هذه الفروقات الدقيقة، وفي هذه الحالة فإن أي اختلاف صغير في ترتيب الذرات يمكن أن يعني أن لا تعود رائحة الوردة بالزكاوة التي هي عليها.