خبر طلبة غزيون يكافحون للتغلب على ضائقتهم

الساعة 11:49 ص|25 ابريل 2015

فلسطين اليوم

يقطع الشاب أحمد أبو عرب على دراجته الهوائية حوالي 50 كليومترا ذهابا وإيابا عندما يتوجه من مدينة غزة إلى جامعته في خان يونس جنوبا، للتغلب على الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها.

يستيقظ أبو عرب (26 عاما) في الصباح الباكر ويجهز دراجة السباق الهوائية ليتوجه إلى (جامعة الأقصى)، حيث يدرس التربية الرياضية في رحلة محفوفة بالمخاطر قد تكلفه حياته.

يقول الشاب العشريني: 'دفعتني ظروفي الاقتصادية الصعبة التي أعيشها الى اتخاذ قرار بالتوجه إلى الجامعة في خان يونس وقت المحاضرات لتوفير ثمن المواصلات'، منوها إلى أنه يواجه مخاطرة كثيرة أثناء ذهابه وإيابه، لا سيما أنه يسير على الطريق الساحلي السريع.

وأظهرت أحدث التقارير الاقتصادية المحلية والدولية، 'أن معدلات البطالة في قطاع غزة تجاوزت 55%، وبلغ عدد العاطلين عن العمل حوالي 230 ألف شخص، فيما ارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65%'.

وتفرض « إسرائيل » منذ حوالي ثماني سنوات حصارا مشددا على قطاع غزة، أدى إلى انهيار جميع مناحي الحياة الاقتصادية والمعيشية، والتي تفاقمت بعد العدوان الأخير صيف العام الماضي واستمر 51 يوما.

الطالب الجامعي أبو عرب يقول: 'إنه متزوج وأب لطفلين ويرغب بإكمال تعليمه الجامعي بعد حصوله على دبلوم متوسط، رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها'، مشيرا إلى أنه يعمل بعد الدوام الجامعي في أحد محال بيع الأدوات المنزلية مقابل راتب شهري بالكاد يكفي مصاريف لأسرته.

وتخرج الجامعات في قطاع غزة سنويا آلاف الطلبة من مختلف التخصصات، لينضموا إلى جيش الخريجين العاطلين عن العمل، والمقدر عددهم بأكثر من مائة ألف.

ومن يحالفه الحظ من الخريجين يحصل على فرصة عمل مؤقتة في 'الأونروا'، أو في إحدى المؤسسات والجمعيات الأهلية لا تتناسب مع مؤهله العلمي في أحيان كثيرة.

وقالت لجنة محلية لمواجهة الحصار: 'إن 90% من سكان قطاع غزة، خاصة بين فئة الشباب والخريجين يعيشون تحت خط الفقر'.

وأكد أبو عرب، أن ثمن المواصلات الذي يوفره عند ذهابه إلى الجامعة وعودته منها يساهم في مصروفات أسرته، منوها إلى أن يعاني كثيرا في حياته، وأنه يتوجه إلى بيته ليلا وأطفاله نيام.

وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير تجاوز عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' والمؤسسات الإغاثة الدولية والعربية، أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60%.

وأجمعت العديد من المؤسسات الدولية مؤخرا، على أن الوضع كارثي وخطير في قطاع غزة، محذرة من تداعيات إبقاء الحصار وتأخر عملية إعادة الإعمار على كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية.

ويأمل أبو عرب بأن يحصل على فرصة عمل مناسبة بعد تخرجه بعد سنوات من التعب والكد، تساهم في تغيير حياته نحو الأفضل.