خبر الجنرال يدلين:الاتفاق مع إيران سيُوقّع وعلى « إسرائيل » الشروع فورًا في مفاوضات مع أمريكا

الساعة 09:50 ص|25 ابريل 2015

فلسطين اليوم

أكّد الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين، في دراسةٍ جديدةٍ نشرها رئيس مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، على أنّ الدولة العبريّة ليست موجودة بالمرّة على أجندة المفاوضات التي جرت وستجري لاحقًا بين إيران وبين مجموعة الدول (5+1)، فيما يتعلّق بالتوصّل لاتفاق نهائيّ بين الطرفين، بعد أنْ تمّ إبرام الاتفاق الإطاريّ بينهما في أواخر آذار (مارس) الماضي.

وفي الدراسة الجديدة استعرض الجنرال يدلين ستة سيناريوهات مختلفة حول التطورّات والمُستجدّات التي قد تحدث خلال الأشهر القليلة القادمة، حتى التوقيع النهائيّ على الاتفاق، والمُقرر في شهر حزيران (يونيو) القادم. وقال إنّ السيناريو الأوّل، يقول إنّ إيران والدول العظمى لن تتوصّل لاتفاق نهائيّ، وبالتالي فإنّ تفاهمات لوزان السويسريّة تبقى سارية المفعول، وذلك بسبب الخلاف بينهما على تفسير التفاهمات التي تمّ التوصّل إليها في لوزان، أمّا السيناريو الثاني، بحسب يدلين، فهو فشل المفاوضات بين الطرفين، إذْ تُعلن إيران عن انسحابها من الاتفاق الإطاريّ، وبموازاة ذلك، تقوم بتوسيع البنية التحتيّة النوويّة، ولكن دون الولوج إلى إنتاج القنبلة النوويّة. وبرأي يدلين، فإنّ السيناريو الثالث يتمثّل في فشل المفاوضات واتخاذ قرار إيرانيّ بالتوجّه نحو إنتاج القنبلة النوويّة، والانسحاب من وكالة الطاقة النوويّة الدوليّة، أوْ أنْ تقوم بعمليةٍ سريّةٍ لإنتاج القنبلة النوويّة.

في السيناريو الرابع، يقول يدلين، إنّ المفاوضات بين الطرفين تنجح، ويكون الاتفاق النهائيّ وفق التفاهمات التي تمّ التوصّل إليها في لوزان، وعندها تبدأ علاقات جيّدة بين طهران والدول العظمى، وخلال فترة أقصاها 15 عامًا تقوم الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بعدم إنتاج القنبلة وبعدم تطوير برنامجها النوويّ العسكريّ، على حدّ تعبيره. أمّا السيناريو الخامس، بحسب الجنرال الإسرائيليّ، فيقول إنّ إيران ستُحافظ على الاتفاق النهائيّ، ولكنّها لا تتنازل عن هدفها الإستراتيجيّ، أيْ امتلاك القدرة الكافية والوافية لإنتاج القنبلة النوويّة في أيّ وقتٍ تُقرره وخلال فترةٍ قصيرةٍ جدًا، حسبما ذكر.

وفيما يتعلّق بالسيناريو السادس والأخير، قال يدلين، إنّ إيران تقوم بعمليات سريّةٍ مخالفة ومناقضة للاتفاق والعمل على تآكله، وفي هذا السيناريو، ستقوم بإنتاج القنبلة النوويّة قبل أوْ بعد انتهاء فترة الاتفاقيّة مع الدول العظمى، على حدّ تعبيره. وبناءً على السيناريوهات الستة التي تمّ طرحها في هذه الدراسة، أضاف الجنرال يدلين، فإنّه من المُفضّل أنْ تقوم الدول العظمى بالتوقيع على اتفاقٍ نهائيٍّ مع إيران، لأنّ ذلك أفضل لابكثير من الاتفاق الإطاريّ الذي تمّ التوصّل إليه في لوزان بسويسرا، ولكن بالإضافة إلى ذلك، ساق يدلين قائلاً، إنّه يجب العمل على تحسين الاتفاق بحيث يشمل مراقبة على البحث والتطوير، وتواجد المُراقبين الدوليين في كلّ مفاعل نوويّ إيرانيّ، وفي كلّ الوقت.

ورأى أنّ البديل للاتفاق الإطاريّ المُحسّن في لوزان، سيكون بالضرورة فرض عقوبات شديدةٍ جدًا على إيران، بحيث تكون لها تبعات سلبيّة جدًا على إيران في جميع المجالات، وهذه العقوبات بطبيعة الحال، ستُلزم الإيرانيين بالتنازل عن مواقفهم الحالية والعمل على الوصول لاتفاق جيّد لهم، بحسب تعبيره. ولكن بموازاة ذلك، أوضح الجنرال يدلين، أنّ تشديد العقوبات على إيران من شأنها أنْ تُفصح عن نوايا إيران الحقيقيّة وخطورتها، وحتى اتخاذ المرشد الأعلى للثورة الإسلاميّة، الإمام علي خامنائي قرارًا بإنتاج القنبلة النوويّة الإيرانيّة. ولكن بالمُقابل شدّدّ الجنرال الإسرائيليّ على أنّ التوقيع على اتفاق مع إيران، سيفسح المجال أمام الدول العظمى بعد 10 حتى 12 سنة تحديد نيّة النظام الإيرانيّ، هل تحوّل نحو الاعتدال، أمْ أنّه لم يُغيّر سياسته القاضية بإنتاج القنبلة النوويّة.

وفيما يخصّ إسرائيل، قال الجنرال يدلين، إنّه من المُحبّذ التوقيع على اتفاق دفاعٍ خاصٍ بينها وبين الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، والذي يكون حول النوويّ الإيرانيّ فقط.

ورأى رئيس مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ في دراسته التي نشرها على الموقع الالكترونيّ للمركز، رأى أنّ السيناريو الأصعب في حال التوصّل لاتفاقٍ حسب تفاهمات لوزان، لا يكمن في تحقق السيناريو الذي بحسبه تقوم إيران بخرق الاتفاق والسعي بصورةٍ حثيثةٍ نحو القنبلة النوويّة، إنّما السيناريو الأخطر هو أنّ إيران تُحافظ على بنود الاتفاق، ولا تمنح الولايات المُتحدّة من وضع عوائق أمامها للوصول إلى دولة على مسافة صفر من القنبلة النوويّة، وذلك اعتمادًا على برنامج نوويّ شامل، متطورّة ومُتقدّمة.

ولفت يدلين إلى أنّه في هذه الحالة، فإنّ حكومة إسرائيل فقط، والتي هي ليست طرفًا في الاتفاق، ستصل إلى مفترق طريقٍ صعبٍ للغاية، يُحتّم عليها اتخاذ قرار تاريخيّ ومصيريّ، في إشارةٍ واضحةٍ إلى الخيار العسكريّ. وأكّد يدلين على أنّ السيناريوهات التي طرحها في دراسته يجب أنْ يتّم مناقشتها في دوائر صنع القرار في تل أبيب وبلورة إستراتيجيّة إسرائيليّة، خصوصًا وأنّه لم يتبقّ لديها القوت الكافي لذلك، حتى حزيران (يونيو) القادم، ورأى أنّ الطريقة الأنجع بالنسبة لها هي التوصّل لاتفاق ثنائي مع أمريكا بشكلٍ سريعٍ، والذي يشمل تفاهمات مبدئيّة بينهما، كما أنّ الاتفاق يجب أنْ يشمل تهدًا أمريكيًا بعدم السماح لإيران بالتقدّم أكثر نحو القنبلة النوويّة، علاوة على أنّ الاتفاق، بحسب يدلين، يجب أنْ يشمل بندًا تمنع بموجبه الولايات المُتحدّة دولاً أخرى في الشرق الأوسط من السعي لامتلاك أسلحةٍ نوويّةٍ، لأنّ من شأن ذلك أنْ يُشكّل تهديدًا إستراتيجيًا على الأمن القوميّ الإسرائيليّ، كما قال.

وخلُص إلى القول إنّ السيناريوهات التي تمّ طرحها في الدراسة الجديدة يجب أنْ تكون في لبّ المفاوضات الثنائيّة بين تل أبيب وواشنطن، لأنّ إبرام الاتفاق بينهما سيكفل لإسرائيل الدفاع عن نفسها في حال حدوث خرقٍ في الاتفاق مع إيران، أوْ في حال نشوب أزمات بين إيران وأمريكا، على حدّ تعبيره.