بالصور قارب بألف قارورة يجوب بحر غزة نحو مدينة عسقلان المحتلة

فلسطين اليوم

« على سطح البحر يطفو قاربٌ صغير .. وتحت أشعة شمس المغيب يسير القارب بهدوء ليرسم علامات التعجب ..! والبسمة على شفاه كل من يراه.. ليس قاربٌ عادي بمكونات طبيعية كغيره من القوارب البحرية لكنه قارب يحمل رسالة وطن وينشد طريق العودة إلى الديار.

ألف قارورة بلاستيكية فارغة مثبته على أعمدة من الحديد تجوب البحر على شكل قارب صغير هذا هو قارب محمد عبيد ومجموعة من أصدقائه، دفعتهم الأوضاع الاقتصادية والحصار المفروض على قطاع غزة إلى ترجمة أفكارهم لخلق نوعُ من الترفيه النفسي لأنفسهم والتغلب على لاكتئاب بسبب سماع الأخبار والأحداث الدامية في فلسطين والبلاد العربية الأخرى باستمرار.

محمد قال لمراسلنا: »زيارتي وأصدقائي إلى المتنفس الوحيد في قطاع غزة (الميناء) كثيرة جداً ونحب صعود البحر والصيد كترفيه عن النفس ونستمتع كثيراً عند سماعنا تلاطم أمواج البحر ومن هنا جاءت فكرة أن يكون لنا قارب خاصٌ بنا« .

وأضاف محمد: »ذهبنا لشراء قارب فوجدناه مكلف جداً ومكوناته ليس موجودة بسبب الحصار ومنع الاحتلال إدخال المواد الخشبية التي يُصنع منها القارب وجاءت فكرة القارورة عندما كنا جالسين على شاطئ الميناء فوجدنا قارورة فارغة على سطح البحر تطفوا وهنا جاءت الفكرة وتم تطويرها لأن أصبحت قيد الدراسة والتنفيذ« .

وبين أن أصدقائه هم مجموعة من أصحاب الحرف مهنيين ومتعلمين وكان الجميع يدرس الفكرة من جهته ويطبقها إلى أن تم الانتهاء من العمل.

وأشار محمد إلى أن القارب يحتوى على ألف قارورة فارغة وأعمدة من حديد.

وعن قوة القارب وقدرته على الحمل خشية من غرقه قال: » قمنا ببنائه على قواعد علمية محسوبة واستشرنا صيادين ووضعنا القياسات حيث يبلغ طول القارب نحو 3 أمتار وعرض نحو متر ونصف ويستطيع أن يحمل ما قيمته طن و400 كيلو.

وعن رسالة القارب أكد أنها رسالة من شقين الأولى للصيادين بالمحافظة على بيئة البحر من التلوث وللمواطنين باستخدام أفكارهم الإبداعية وتنفيذها بعيداً عن الأفكار السلبية كالتوجه إلى الإدمان على المواد المخدرة وغيرها.

أما رسالته الثانية قال:« أطلقنا على القارب اسم الطريق إلى عسقلان » نسبة إلى مدينتنا الأصلية والتي هُجر أبائنا وأجدادنا منها بفعل همجية وغطرسة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، مشيراً إلى أن العودة إلى الديار وتحرير فلسطين من دنس المحتل بات قريب بإذا الله.