بالصور في غزة: القبور تُحفر لاستقبال أصحابها

فلسطين اليوم

مئة قبرٍ لا تكفي لأعدادهم، لكنها كافية لزراعة الوجع والحسرة، ولتذكرنا بهم وبمن ينتظر، قبور اصطفت في سطور وحملت صوراً لمن رحلوا من الأسرى المرضى الذين ذاقوا ويلات الألم والمعاناة وحدهم، كما حملت صوراً للمرضى الذين ينتظرون الموت في أي لحظةٍ في ظل إهمال طبي متعمد وصمتٍ قاتلٍ وقلة حيلة.

يسري المصري.. معتصم رداد.. معتز عبيدو.. جمال الشاويش .. ثُلةٌ من الأسرى المرضى الذين تفشى بهم المرض، جزءٌ من ألف و500 روح تقبع رهناً للوقت، فإما أن يتم إنقاذهم أو يلاقون ربهم شهداء كالذين قضوا من قبلهم وآخرهم جعفر عوض شهيد الخليل الذي عانى في رحلةٍ طويلة من المرض ثم لحق بركب 205 من الشهداء الأسرى المرضى، وهذا سيكون حال الأسرى المرضى حالياً إذا لم يتم إنقاذهم بأسرع وقت من قبضة وجبروت الاحتلال.

فعلى صوت بكاء أمهات الأسرى، شرع الشباب بحفر القبورِ والشمس عموديةٌ فوق رؤوسهم، قبورٌ رمزية، اختارت لجنة الأسرى حفرها في ساحة « السرايا » وسط مدينة غزة تحت اسم « مقبرة الشهداء الأحياء ».. في تعبير رمزي عن حالة الأسرى المرضى التي وصلوا لها، في ظل فعاليات يوم الأسير الفلسطيني.

الصرفيتي: الاحتلال يقوم بتجربة الأدوية والعقاقير على أبنائنا الأسرى، دون وجود أطباء مختصين ولا رقابة، فتجد الأحوال الصحية للأسرى تسوء منذ دخولهم للسجن، لذلك تجدهم حتى وبعد خروجهم يقبعون أسرى للمستشفيات وللعلاج.

خوف وقلق

يرى القبور ويرجو ألّا يكون مصير ابنه في واحدٍ منها، ويرجو أن يراه قريباً بين يديه لا على نعشٍ أو تحت التراب، ويرجو ذلك ليس لابنه فقط بل لكل الأسرى وخاصة الأسرى المرضى، نضال الصرفيتي الأسير المحرر بعد اعتقالين من قوات الاحتلال ووالد الشهيدين محمد وحسني ووالد الأسير علي المحكوم 16 عاماً.

ويشير الصرفيتي في حديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » إلى أن الاحتلال يأخذ من الأسرى حقلاً للتجارب مبيناً « الاحتلال يقوم بتجربة الأدوية والعقاقير على أبنائنا الأسرى، دون وجود أطباء مختصين ولا رقابة، فتجد الأحوال الصحية للأسرى تسوء منذ دخولهم للسجن، لذلك نجد الأسرى حتى وبعد خروجهم يقبعون أسرى للمستشفيات وللعلاج، فالسجان يطيح بالأسرى في سواء في الداخل أو في الخارج في ظل صمت وإهمال كبيرين من العالم أجمع ».

صالح: تصلنا مناشدات من الأسرى المرضى أنهم يموتون في اللحظة مئة مرة ومرة وبالتالي من حقهم علينا أن نصرخ في وجه العالم أجمع ليتم حمياتهم، قبل أن نستقبلهم محمولين على الأكتاف.

تكثيف الفعاليات

وفي إطار الدعوة لتكثيف الفعاليات شدد ياسر صالح رئيس مؤسسة مهجة القدس على ضرورة تكثيف الفعاليات الخاصة بالأسرى والأسرى المرضى، للعمل على توفير ولو جزء بسيط من الحقوق الإنسانية للأسرى، والعمل على توفير العلاج والفحص الطبي للأسرى المرضى أو الإفراج السريع عنهم إن كان الاحتلال لا يريد علاجهم.

ويتابع صالح قائلاً  لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »« تصلنا مناشدات من الأسرى المرضى أنهم يموتون في اللحظة مئة مرة ومرة وبالتالي من حقهم علينا أن نصرخ في وجه العالم أجمع ليتم حمياتهم، قبل أن نستقبلهم محمولين على الأكتاف، فإن الأسرى يؤكدون أنهم لا يأخذون سوى المسكنات، ويؤجل عرضهم على الأطباء، كما يؤجل علاجهم إلا أن يستشري بهم المرض، كل ذلك يعمل على الموت البطيء لهؤلاء الأسرى ».

مزهر: هذه القبور ترمز إلى أننا إذا لم نستطع مساعدة الأسرى المرضى بأسرع وقت، فإن هذه القبور هي مصيرهم، فهناك مئات الأسرى المرضى الذين يتعرضون لعمليات الموت البطيء والتعذيب في سجون الاحتلال، ولا زالوا صامدين راسخين دون ركوع.

التدخل الفوري

ومن جهته يؤكد جميل مزهر القيادي في الجبهة الشعبية مصرحاً لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » أنَّ هذه القبور ترمز إلى أننا إذا لم نستطع مساعدة الأسرى المرضى بأسرع وقت، فإن هذه القبور هي مصيرهم، فهناك مئات الأسرى المرضى الذين يتعرضون لعمليات الموت البطيء والتعذيب في سجون الاحتلال، ولا زالوا صامدين راسخين دون ركوع.

وطالب مزهر بالتدخل الفوري لإنقاذهم قائلاً « مطلوب التدخل الفوري لإنقاذ أسرانا المرضى، والتدخل من أجل تدوين قضية الأسرى، وإنقاذ حياة الآلاف ممن يتعرضون للتعذيب والإهمال، كذلك مطلوب من السلطة الفلسطينية التوجه العاجل لمحكمة الجنايات الدولية بملف الأسرى والأسرى المرضى، ومحاكمة الاحتلال الذي يعذب ويعتقل الأطفال، والأسيرات، ويهمل المرضى ».

 « لن ننتظر أن يلتحق أسرانا المرضى بقافلةِ الشهداء، لن ننتظر أن تتفشى فيهم الأمراض وأن يأكلهم التعب، لن ننتظر المزيد من الحسرة والوجع لذويهم، يجب أن نخرجهم من براثن الموت، من قبضة احتلال وسجّان لا يرحم، على المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات وكافة المؤسسات التحرك للإفراج عن الأسرى ».

 « لن ننتظر أن يلتحق أسرانا المرضى بقافلةِ الشهداء، لن ننتظر أن تتفشى فيهم الأمراض وأن يأكلهم التعب، لن ننتظر المزيد من الحسرة والوجع لذويهم، يجب أن نخرجهم من براثن الموت، من قبضة احتلال وسجّان لا يرحم، على المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات وكافة المؤسسات التحرك للإفراج عن الأسرى ».

المسلماني: علينا الضغط في جميع الاتجاهات محلياً ودولياً من أجل إجبار الاحتلال على الإفراج عن الأسرى، وكذلك إجباره على توفير العلاج اللازم لهم، والأطباء والمستشفيات المتخصصة القادرة على علاجهم.

براثن الموت تلاحقهم

وفي ذات السياق يؤكد الأسير المحرر وعضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية مصطفى المسلماني لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » على ضرورة الضغط في جميع الاتجاهات محلياً ودولياً من أجل إجبار الاحتلال على الإفراج عن الأسرى، وكذلك إجباره على توفير العلاج اللازم لهم، والأطباء والمستشفيات المتخصصة القادرة على علاجهم.
وبعد أن التفت لأسماء الشهداء على القبور الرمزية قال المسلماني بحسرة « لن ننتظر أن يلتحق أسرانا المرضى بقافلةِ الشهداء، لن ننتظر أن تتفشى فيهم الأمراض وأن يأكلهم التعب، لن ننتظر المزيد من الحسرة والوجع لذويهم، يجب أن نخرجهم من براثن الموت، من قبضة احتلال وسجّان لا يرحم، على المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات وكافة المؤسسات التحرك للإفراج عن الأسرى ».

وصل الحال في فلسطين إلا أن يحفر الفلسطيني قبر أخيه الأسير قبل أن يرتقي، كم من الوجع يحمل في صدره، وكم من الدمع يصب في مقلتيه وهو يفعل ذلك، والعالم ساكن يتابع بصمت، يتابع بطش الاحتلال، وقهر السجان، وعذابات الأسرى، وصراخ ذويهم، أينتظرون موتهم ليتحركوا؟ أم ماذا ينتظرون؟.