خبر بعد انقطاع دام عامين ونصف... عميد الأسرى يعود من جديد

الساعة 05:46 ص|17 ابريل 2015

فلسطين اليوم

كانت حريته مسافة عامين ونصف بين أطول فترة اعتقال لفلسطيني وأخرى لا أحد يعلم مداها... عميد الأسرى الفلسطينيين في السابق عاد من جديد إلى زنزانته وهذه المرة لا يعلم لا هو ولا عائلته مدة لانتهاء اعتقاله وبدون تهمة واضحة، كما تقول زوجته إيمان وهي المتابعة لقضيته وقضايا الآلاف من الأسرى.

إيمان، والتي تعمل ضمن مؤسسة نادي الأسير الفلسطيني، تقول لمراسل « فلسطين اليوم »، إن زوجها « كان يحاول التعرّف على الحياة بعد غياب 34 عاماً في السجون، واكتشاف الأشياء، لكنّ الاحتلال سرق فرحة حريّته بإعادة اعتقاله ».

وكان نائل البرغوثي أحد الأسرى المحررين ضمن صفقة وفاء الأحرار التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في نهاية العام 2011 من خلال تبادل الجندي الأسير لديها جلعاد شاليط بمئات المعتقلين معظمهم من ذوي الأحكام العالية وعلى رٍأسهم عميد الأسرى الفلسطينيين حينئذ البرغوثي.

وأيضا، كان البرغوثي من 60 أسيراً محرراً أعادت قوات الاحتلال الصهيوني اعتقالهم في تموز الفائت بعد أحداث اختطاف المستوطنين الثلاث في الخليل، وتهدده حالياً بإعادته إلى حكمه القديم، وإن لم تفعل بعد، كما تقول زوجته.

البرغوثي اعتقل للمرة الأولى في العام 1978، وعمره لم يتجاوز 19 عاما في حينها وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة، قضى منها 33 عاما ونصف العام، ليدخل بها موسوعة الأرقام القياسية كأطول فترة سجن لأسير في العالم ويتعمد عميدا للأسرى الفلسطينيين.

أعيد اعتقال الأسير نائل في 16 حزيران الماضي ضمن حملة الاعتقالات الكبيرة التي طالت المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية على خلفية الادعاء باختطاف ثلاثة مستوطنين في مدينة الخليل، ووجه له الادعاء العام في حكومة الاحتلال تهمة خرق بنود الصفقة، وهو ما نفاه الأسير مؤكداً أن اعتقاله سياسي، وهو ملتزم ببنود الصفقة ويقوم بالتوقيع كل شهرين لدى الاحتلال، ولو كان خرق بنود الصفقة لاعتقلته سلطات الاحتلال قبل ذلك.

تقول إيمان والتي تمكنت قبل أيام فقط من زيارة زوجها، أن نائل الآن « رهينة » لدى الاحتلال بانتظار أي جديد يمكن أن يحدث من ناحية سياسية وخاصة فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى التي كثر الحديث عنها بين المقاومين والجندي الذي أعلن عن أسره خلال الحرب الأخيرة على القطاع في صيف 2014.

وتوضح إيمان أنه وبعد اعتقاله، هو و72 محرراً في حزيران الفائت شكلت لجنة من قبل الاحتلال الصهيوني قررت حينها أن أي من الذين أخلوا ببنود الصفقة يتم اعتقاله وإعادة حكمه القديم عليه.

والإخلال بشروط الصفقة بحسب الذي أقرته اللجنة نفسها هو العودة إلى نفس النشاط الذي أعتقل عليه في السابق، إلى جانب إضافة ورقة أجوبه لتحقيق معه حين اعتقاله عن نشاطه بالإفراج عنه ومشاركته في الفعاليات الاجتماعية والسياسية والأنشطة المساندة للأسرى التي كانت تحدث في البلد.

وقالت إيمان، إن الاحتلال وحتى الآن لم تستطيع إثبات أي خرق للصفقة، فهو كان ملتزما بالكامل، ويوقع لدى الاحتلال كل شهرين ونصف لدى المخابرات، منا هو منصوص عليه، ولم يغادر مدينته رام الله.

وبحسب زوجته إيمان فإن اعتقال نائل والأسرى البقية، كان سببه معروفا بالنسبة إلينا، فهو عملية اعتقال من المقاومة التي حررتهم وخاصة بعد اخطاف المستوطنين الثلاث بالخليل، وكأنها رسالة سريعة بأننا نستطيع أن نعتقل من نشاء ووقتما نشاء.

وحول توقعاتهم قالت إيمان، إن نائل في السجن لديه قناعه تامة، ونحن أيضا أنه سيخرج قريبا ضمن صفقة قريبة، وهو شرط المقاومة بأي أتفاق بينها وبين سلطات الاحتلال في المستقبل بالإفراج عن الأسرى الذين حرروا في الصفقة الأولى أولا.

وتابعت إيمان:« نائل وكل الأسرى الذين أعيد اعتقالهم ضمن صفقة وفاء الأحرار، لديهم القناعة الكاملة أن من كان سببا في إخراجهم من السجن مرة أخرى ».