الرياضة داخل السجون

تقرير « كرت أحمر »

الساعة 10:22 ص|15 ابريل 2015

فلسطين اليوم

يعيش الأسرى في سجون الاحتلال « الإسرائيلي » في ظروف صحية وإنسانية صعبة للغاية، تتنوع فيه أساليب المعاناة، بدءً من التعذيب والاعتقال الإداري والإهمال الطبي، ومنعهم من الكانتينا والزيارات وصولاً للطعام السيئ ومنعهم من ممارسة حياتهم اليومية، والضغط عليهم بكافة الأشكال، تصل لأبسط ما يتمنون وهو ممارسة أنواع بسيطة من الرياضة.

فالرياضة، حق إنساني مشروع يمارسها البشر كافة، وهي ضرورة ملحة للمحافظة على صحة الفرد، إلا أن الأسير الفلسطيني، تزداد معاناته بحرمانه كل ما يمكنه العيش بصحة في السجون، ليحاربه السجان « الإسرائيلي » في أغلى وأبسط ما يتمناه.

ومع أهمية قضية الأسرى في سجون الاحتلال الذين يئنون ويعانون، تبقى كل تفاصيل حياتهم داخل السجون قضايا هامة تحاول « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » التسليط عليها، ومن بينها الرياضة في السجون.

البريم: ممارسة الأسير للرياضة بمثابة رسالة تحدي في وجه السجان الذي يسعى إلى قهر الأسرى وصناعة إنسان بلا روح ولا جسد كما أن ممارسة الرياضة تُخرج الأسير من العزلة وتحفزه على  تنمية العلاقات بمن حوله داخل المعتقل.

أهمية ممارسة الرياضة في السجون

فبعيداً عن السجون تكمن أهمية ممارسة الرياضة في المحافظة على جسم الإنسان والوقاية من الأمراض، وأمور أخرى كثيرة من شأنها المحافظة على سلامة الإنسان، وأما داخل السجن، فتعتبر الرياضة بمثابة متنفس يخرج السير من حالة الإحباط والجو الروتيني الذي يفرض عليه من قبل إدارة المعتقل.

وبهذا الخصوص قال الأسير المحرر مصعب البريم لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » أن ممارسة الأسير للرياضة بمثابة رسالة تحدي في وجه السجان الذي يسعى إلى قهر الأسرى وصناعة إنسان بلا روح ولا جسد، مشيراً إلى أن ممارسة الرياضة تُخرج الأسير من العزلة وتحفزه على  تنمية العلاقات بمن حوله داخل المعتقل.

كيف يمارس الأسير الرياضة داخل السجن

ورغم قلة الإمكانيات وصعوبة ممارسة الرياضة ، يحاول الأسرى قهر الظروف وإحياء الأمل في نفوسهم بممارسة الرياضة بشكل شبه يومي في مساحة ضيقة جداً.  

وحسب البريم، ويبدأ الأسرى يومهم الرياضي في الساعة 6 صباحاً بتمارين صباحية تستمر لمدة ساعة كاملة، وذلك يومياً ما عدا الجمعة والسبت بسبب الأعياد اليهودية.

ويقوم الأسرى بممارسة التمارين الرياضية وهي عبارة عن الركض لمدة نصف ساعة بشكل دائري في مساحة ضيقة، وليتغلب الأسرى على ضيق المساحة، ومشكلة الدوران التي قد تسببه ضيق المساحة ، يقوم الأسرى بعكس اتجاه الركض بين كل فترة وأخرى من أجل إحداث التوازن في جسم الإنسان.

ثم يمارس الأسرى بعض تمارين السويدي والتي يشرف عليها أي أسير كان له خلفية رياضية سابقة قبل اعتقاله.

وعن ممارسة الرياضات الأخرى، قال المحرر البريم: إن الأسرى يمارسونها في فترات أخرى بالفورة.

  الرياضات التي يُسمح بممارستها داخل السجن هي  كرة الطائرة وكرة السلة وتنس الطاولة وبعض الرياضات الخفيفة، أما كرة القدم فيحظر على الأسرى لعبها داخل السجن.

أنواع الرياضات 

وبسبب ضيق المكان وسياسة القمع التي يمارسها الاحتلال ، هناك رياضات مسموحة وأخرى يَحْذر على الأسرى ممارستها داخل السجن.

وقال مصعب البريم: إن الرياضات التي يُسمح بممارستها داخل السجن هي  كرة الطائرة وكرة السلة وتنس الطاولة وبعض الرياضات الخفيفة، أما كرة القدم فيحظر على الأسرى لعبها داخل السجن.

وأكد البريم على صعوبة توفير الأدوات الإمكانيات التي يمارس بها الأسري رياضتهم، حيث يعرق الاحتلال وصول هذه المعدات داخل السجن، مضيفاً أن الأسرى يوفرون من مصروفهم الخاص من أجل اقتناء هذه الأدوات والمعدات الرياضية.

سحب الإنجازات .. والبداية من الصفر

ويسعى الاحتلال بين فترة وأخرى التنغيص على الأسرى وقمعهم بالإضافة إلى حرمانهم من الإنجازات، فعند كل مشكلة تحدث داخل المعتقل يقومون بسحب جميع الإنجازات التي حققها الأسرى من توفير المعدات والأدوات الرياضية.

وهنا يبدأ الأسرى مشوارهم من جديد ، إما بتوفير هذه الإمكانات مرة أخرى أو استعادتها برفع قضايا في المحكمة إدارة السجون.

متابعة الرياضة خارج السجون

ويتابع بعض الأسرى داخل السجون بحب وشغف الرياضة المحلية والعربية والدولية رغم قلة الإمكانات وصعوبة توفير وسائل متابعة حديثة داخل المعتقلات.

وقال الأسير المحرر البريم  أن متابعة الأسرى للرياضة خارج السجون تقتصر على الصوت عن طريق المذياع  في معظم الأحيان.

وفي مرات قليلة يسمح بالتلفاز داخل السجن، إلى إن صعوبة توفير القنوات العالمية التي تبث المباريات بشكل حصري، دفع بعض الأسرى للتغلب على ذلك بعمل هوائي بسيط من بعض الأسلاك لاستقبال القنوات الأرضية التي تبث المباريات.

ورغم ذلك تبقى المتابعة مقتصرة على الإمكانيات المتاحة للأسرى داخل السجن، وذلك حسب رغبة إدارة السجون التي تمنعها بين الحين والأخر.

أبو بكر: يجب تسليط الضوء على كل حقوق الأسرى ومنها ممارسة الرياضة في أي فعالية تخص قضية الأسرى في السجون.

حق للأسرى

وتعتبر قضية ممارسة الرياضة للأسرى ، في ضل المعاناة التي يعانيها الأسرى في السجون ليست بأهمية كبرى بالنسبة للقضايا الجوهرية الأخرى التي يعانون منها، ولكنها تعتبر حق من حقوق الأسرى داخل السجون يجب أخذها بعين الاعتبار وتفعيلها بأي حراك يخص الأسرى.

وطالب الناشط في مجال الأسرى والإعلامي ثائر أبو بكر في حديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن يتم تسليط الضوء على كل حقوق الأسرى ومنها ممارسة الرياضة في أي فعالية تخص قضية الأسرى في السجون.

وعزا أبو بكر صعوبة ممارسة الأسرى للرياضة داخل السجون إلى الأزمة الاقتصادية التي يعانيها الأسرى داخل السجون وذويهم خارج السجون، بالإضافة إلى تأخر السلطة في صرف مخصصات الأسرى داخل السجون، والإجراءات الاحتلال القمعية للأسرى داخل السجون.

وأكد أبو بكر على ضرورة مواصلة الحراك الرسمي والشعبي من أجل تحرير الأسرى أولاً، أو التخفيف عنهم داخل السجون وكفالة أبسط الحقوق الإنسانية لهم داخل المعتقل.