خبر ماذا جرى لذاكرة هرتسوغ- هآرتس

الساعة 09:21 ص|01 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عكيفا الدار

          (المضمون: الطريق الوحيدة لانهاء الصراع الحالي هي اجبار اسرائيل على الانسحاب من المناطق وأول هذه الخطوات اتخاذ قرار في مجلس الامن للاعتراف بالدولة الفلسطينية. هذه العملية كان هرتسوغ مؤيدا لها قبل الانتخابات والآن موقفه غير واضح حولها - المصدر).

          خسارة زيادة الحديث حول التذبذب لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن موقفه فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية. كما قالت شيلي يحيموفيتش في ندوة « اسرائيل للسلام » التي عقدتها « هآرتس » في تموز – « هو يستطيع. لكنه ببساطة لا يريد. سلموا بهذا الامر. هو لا يريد ». الطريق الوحيدة التي بقيت لارجاع الاحتلال من خلف الخط الاخضر وانهاءه هي اخراج اسرائيل بالاجبار من المناطق. الخطوة الاولى التي لا يمكن منعها في هذه الطريق هي قرار لمجلس الامن بالاعتراف بدولة فلسطينية على أساس حدود 1967، وتحديد فترة زمنية للمفاوضات أو لتحكيم دولي حول التفاصيل. هذه هي المصلحة العليا لاسرائيل اليهودية، الديمقراطية والاخلاقية والآمنة. المجتمع الدولي عليه أن يعرف أن جزءً كبيرا من منتخبي الجمهور في اسرائيل، ليس فقط « المتهمين المعتادين » مثل ميرتس والقائمة المشتركة، يؤيدون انضمام فلسطين فورا الى الامم المتحدة. الدول الاعضاء في مجلس الامن عليها معرفة أنه من وجهة نظر تيار مركزي في المجتمع الاسرائيلي فان التصويت لصالح فلسطين لا يعتبر « تصويتا ضد اسرائيل » أو عمل « لاسامي ».

          اسحق هرتسوغ، زعيم الحزب الذي يمثل اجزاء كبيرة من هذا التيار فهم ذلك الآن، بأنه اذا لم تقم مبكرا دولة فلسطينية فان اسرائيل ستتحول الى دولة مصابة بالصرع. كابن لذلك الرجل الذي مزق من فوق منصة الامم المتحدة القرار الذي وصف الصهيونية كـ « عنصرية »، ليس من الضروري أن يبذل جهدا كبيرا لصياغة نداء الى الدول العظمى من اجل الاعتراف بفلسطين.

          قبل ثلاث سنوات ونصف كتب هرتسوغ برنامجا سياسيا في أساسه اقتراح بأن تعترف اسرائيل فورا بفلسطين كدولة مستقلة. ايضا في حينه أدارت حكومة نتنياهو حملة دبلوماسية عدائية ضد المبادرة الفلسطينية مصحوبة بتهديدات ضد السلطة.

          اقترح هرتسوغ أن يتضمن قرار الامم المتحدة الاعتراف بفلسطين المباديء التالية: تجديد المفاوضات حول الاتفاق الدائم، حسب المعايير التي حددها الرئيس بيل كلينتون في سنة 2000 وطورها اوباما في أيار 2011 – دولتان على أساس حدود 1967 وتبادل للاراضي يُمكن اسرائيل من ضم الكتل الاستيطانية والاماكن المقدسة لليهود، الاعتراف بحق تقرير المصير لليهود والفلسطينيين (ليس بالضبط الاعتراف بدولة يهودية)، نهاية الادعاءات التاريخية، ترتيبات امنية تستجيب لاحتياجات اسرائيل. وقد ذكر بأن رفض اسرائيلي للمبادرة في الامم المتحدة سيؤدي الى انفجار العنف في المناطق، والى تعميق العزلة الدولية لاسرائيل واضعاف مكانتها الاستراتيجية.

          هذه الاقوال الهامة تظهر في مقال كتبه هرتسوغ نشر في عدد ايلول 2011 في مجلة « فورين افيرز ». قبل بضعة ايام من الانتخابات سألت هرتسوغ اذا ما زال متمسكا بها. فأجاب أنه لا يتذكر المقال، وبناءً على طلبه ارسلت له الرابط في البريد الالكتروني للاجابة على سؤالي. يبدو أن انشغالات الحملة الانتخابية صرفت نظره عن الامر. الآن حيث أن لديه متسعا من الوقت عليه أن ينعش ذاكرته وأن يسير في الطريق التي رسمها. الشعار « إما نحن أو هو » يجب أن يتحول الى شعار « صراعه أو حلنا ».