خبر ايران تسيطر ايضا على العراق - اسرائيل اليوم

الساعة 01:05 م|27 مارس 2015

فلسطين اليوم

ايران تسيطر ايضا على العراق - اسرائيل اليوم

بقلم: دوري غولد

 (المضمون: رئيس الـ سي.آي.ايه السابق بتراوس يشير الى سيطرة جغرافية خطيرة لايران وخرج بانتقادات على سياسة اوباما محذرا من أن طهران ليست حليفة لواشنطن - المصدر).

الجنرال ديفيد بتراوس يعتبر واحدا من الضباط الكبار الذين شاركوا في الحرب ضد العراق. القليلون في الولايات المتحدة يعرفون جيدا الوضع في العراق مثله لأنه هو الذي قاد تعزيز قوات الجيش الامريكي في 2007 – 2008، التي غيرت اتجاه الحرب وأدت الى هزيمة فرع القاعدة التي منها نبت داعش. بفضل انجازاته عُين بتراوس رئيسا لـ « سي.آي.ايه » في فترة ادارة اوباما، لكنه اضطر الى الاستقالة في 2012 في اعقاب قضية مرتبطة بحياته الشخصية. لدى اجرائه مقابلة مع صحيفة « واشنطن بوست » عن الوضع في الشرق الاوسط بشكل عام والعراق بشكل خاص، فانهم في الشرق الاوسط كله يصغون باهتمام كبير لما يقوله.

الاستراتيجية العسكرية الغربية في الشرق الاوسط كما يتم التعبير عنها في سياسة الولايات المتحدة والناتو، أعطت اهتماما للتهديد الذي يشكله داعش الذي لا يستثني أي نشاط ارهابي عنيف ومن ضمن ذلك التوثيق المصور لقطع رؤوس الاسرى، من اجل القاء الذعر والخوف في قلب قوات العدو. إن نجاحات داعش في المعارك ضد الجيوش النظامية أدت الى تفكيك دولتين، سوريا والعراق. والاعلان عن اقامة دولة الخلافة الاسلامية. هذا الكيان الجديد أزال الحدود التي تم وضعها بعد الحرب العالمية الاولى في اتفاقية سايكس بيكو سنة 1916. في مقابلة مع « واشنطن بوست » في 20 آذار انتقد بتراوس التفكير الغربي التقليدي: « التهديد المركزي لاستقرار بعيد المدى للعراق والمنطقة كلها ليس هو الدولة الاسلامية داعش ولكن المليشيات الشيعية التي يتم دعم الكثير منها أو توجيهها من قبل ايران ».

كما أرسل رسالة تحذير الى من يدعون لتدفئة العلاقات بين واشنطن وطهران، بتأكيده أن ايران ليست حليفة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، بل هي « جزء من المشكلة »، لأنه طالما يتم النظر اليها كأنها صاحبة القوة المسيطرة في المنطقة، فان التطرف السني يتصاعد وينتشر. بأقواله تلك التي توضح بصورة قاطعة أن ايران هي تهديد أكبر على المصالح الامريكية من داعش، فان بتريوس انتقد سياسة الادارة الامريكية التي عمل تحت قيادتها في الماضي.

نموذج حزب الله

عشرات المنظمات شبه العسكرية تشارك في الحرب ضد داعش، ونشاطاتها تنسق من قبل جهاز سري لحكومة العراق، المسمى باسم « الحشد الشعبي ». على رأس هذا الجهاز يقف جمال جعفر محمد، الذي حسب المعلومات الامريكية يرتبط بتفجير السفارة الامريكية في الكويت في 1988، ذلك الانفجار الذي خططه عماد مغنية من رؤساء الذراع الارهابي لحزب الله.

اغلبية المليشيات الشيعية كانت مشاركة قبل عقد بنشاطات ضد القوات الامريكية في العراق. اليوم جمال جعفر محمد مرتبط بصورة مباشرة بايران وهو يعمل تحت قيادة الجنرال المعروف قاسم سليماني، قائد قوات القدس في الحرس الثوري، ويدعونه اليد اليمنى لسليماني، كما أن الربط بين المليشيات الشيعية وبين قائد قوات القدس تحولها بالفعل الى ذراع للنظام الايراني.

المليشيا الشيعية الأهم التي تعمل في اطار « الحشد الشعبي » تسمى منظمة « بدر »، التي اجتاز اعضاؤها تدريبات في ايران، وقد اعترف زعيمها هادي الاميري في الاسبوع الماضي في محادثة مع « رويترز » بأن رجاله يرون في الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي زعيما للامة الاسلامية كلها (بما في ذلك العراق) وليس فقط لايران وحدها. الاميري قال في الاونة الاخيرة إن منظمة « بدر » تعمل بتنسيق مع حزب الله الذي نقل اليها تجربته القتالية ضد اسرائيل.

تمهيدا لبداية معركة احتلال تكريت التي تسيطر عليها داعش، فقد جندت حكومة العراق نحو 30 ألف مقاتل، ثلثاهما، حسب مصادر امريكية كما ورد في تقارير « نيويورك تايمز »، نشطاء في مليشيات شيعية اجتازت تدريبات في ايران وهي مسلحة باسلحة ايرانية. وهكذا تحولت المليشيات المدعومة من ايران الى مليشيات اكبر وأكثر أهمية حتى من الجيش العراقي. على خلفية هذه الحقيقة استنتج بتراوس بأن ايران تبنت نموذج حزب الله في استخدامها لفروع من قبلها في العراق.

الادارة الامريكية مصممة على موقفها بشأن أهمية المحافظة على السلامة الاقليمية للعراق. هذا الموقف يفسر السياسة الامريكية في السنة الاخيرة التي امتنعت فيها عن تقديم سلاح متطور للاكراد. ولكن العمليات ضد المليشيات الشيعية في حربها ضد داعش من شأنها أن تسرع عملية تفكيك العراق الى دولة كردية في الشمال ودولة شيعية في الجنوب وسنية في الغرب. في المناطق المختلطة بدأت عملية تطهير عرقي. نشاطات المليشيات الشيعية أدت الى نتيجة عكسية لما كان متوقعا.

بدون حدود

ما هي اهداف ايران في العراق. جزء منها تم كشفه في 8 آذار من خلال اقوال علي يونسي، مستشار الرئيس الايراني حسن روحاني. يونسي قال إن ايران كانت في الماضي امبراطورية عاصمتها بغداد، واضاف « ليس هناك امكانية لتقسيم المنطقة التي تضم ايران والعراق »، وأنه في نهاية الامر يتوقع اتحاد بين الدولتين". وهذا يعني: سيطرة ايرانية على العراق.

في كانون الاول 2014 أكثر من مليون ايراني شيعي وصلوا الى العراق للمشاركة في الطقوس الدينية لاحياء ذكرى عاشوراء في المدن المقدسة للشيعة. مصادر عراقية قالت إنهم عبروا الحدود بدون عرض جوازات سفرهم، والسلطات العراقية لا تعرف من منهم عاد الى ايران ومن بقي في العراق.

يبدو أن التغيرات التي تمر مؤخرا بالشرق الاوسط ألغت ليس فقط الحدود بين سوريا والعراق ولكن ايضا بين العراق وايران. في الماضي كان العراق دولة تفصل بين ايران وباقي العالم العربي. السيطرة الايرانية على العراق تخلق تواصل جغرافي من طهران حتى الحدود الشرقية لنهر الاردن. صحيح أن تصريح الجنرال سليماني عن قدرة ايران على املاء الاحداث في الاردن تم نفيها، لكن ليس بالامكان نفي حقيقة أن الحرس الثوري وصل الى الحدود السورية الاردنية.

إن التركيبة الجيوسياسية للشرق الاوسط آخذة في التشكل من جديد في هذه الايام، ومعها ايضا صورة التحديات التي سيطلب من اسرائيل مواجهتها في السنوات القادمة.