السبب يكمن في تواطؤ كبار تجار العملة وبعض البنوك وراء انخفاض سعر الدولار في غزة

خبر « فلسطين اليوم » تفتح الصندوق الأسود.. من يقف وراء انخفاض الدولار بغزة؟!

الساعة 02:13 م|22 مارس 2015

فلسطين اليوم

تتباين بشكل لافت للنظر أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي في قطاع غزة، عن سعره في أسواق الضفة الغربية المحتلة؛ ذلك الاختلاف اللافت يأتي في سوق موحدة وتخضع لسياسات رقابية من مصدر واحد، علاوة على خضوعها لسياسات مالية واحدة.

ويتباين أسعار صرف الدولار الامريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي في قطاع غزة، عن السوق بالضفة المحتلة بفارق لا يقل عن 7 شواكل لكل 100 دولار، الامر الذي يضرُ ببعض التجار والموظفين والشرائح الأخرى.

 صرف الدولار الامريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي في قطاع غزة، يتباين عن السوق بالضفة المحتلة بفارق لا يقل عن 7 شواكل لكل 100 دولار

محلل مالي أسند اللغط والتلاعب الحاصل في السوق المصرفية والتباين الواضح في سعر الصرف عن السوق الضفاوية والإسرائيلية لتلاعب عدد من تجار « العملة » بالتعاون والاشتراك مع إحدى البنوك المعروفة في قطاع غزة، لتحقيق مكاسب دنيئة بالشراء بأقل السعر والبيع للبنك والتربح من فروقات اسعار الصرف على حساب المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، مشيراً أن غياب الرقابة على الاسواق النقدية والمصرفية من قبل سلطة النقد الفلسطينية في غزة شجع بعض التجار على التلاعب باسعار صرف وتحويل واستبدال هذه العملات .

الكاتب والمحلل المالي  أمين فايق أبو عيشة يوضح أن أن تباين واختلاف سعر صرف الدولار الامريكي داخل قطاع غزة مقارنة مع غيرة من الأماكن كالضفة الغربية، يرجع بصورة اساسية إلى تحكم عدد من كبار تجار محلات الصرافة بتحديد سعر صرفه في السوق الغزي ومحاولات ضغط سعر صرف الدولارالامريكي مقابل الشيكل الاسرائيلي .

تؤاطو كبار تجار العملة وبعض البنوك وراء انخفاض سعر الدولار في غزة

ويقول أبو عيشة في تصريح لـ« فلسطين اليوم »: إن الدولارالامريكي ومنذ قرابه الشهر وسعر صرفه على شاشة التداول ارتفع لاكثر من أربعة شواكل، حتى وصل إلى 4.06 شواكل، إلا أن هذا الرقم لم يتم صرفه في أسواق قطاع غزة« .

وأضاف: »رغم ارتفاع الدولار عالميًّا إلا أن سعر صرفه في غزة لم يتجاوز 3.98، حيث يستمر تواطؤ كبار المتنفذين من تجار العملة, ويعملون على خفض سعر صرفه « ، متحججين للمواطنين بأسباب اقتصادية مختلفة وأولها عدم توافر عملة الشيكل وفي حالات قلة خفقان او زيادة الطلب والعرض .

وتابع: »ما يتحجج به التجار أمام المواطنين بأن هناك نقصًا في عملة الشيكل غير صحيح مطلقا « , مؤكداً أن المواطن هو المتضرر الأول والأخير من هذه السياسة, والرابح الأكبرهم بضعة تجار كبار يسيطرون على قطاع سوق صرافة النقد في قطاع غزة ..

وأوضح  الخبير المالي أبو عيشة أنه من المفترض أن يستبدل ويصرف ويحول المواطن الفلسطيني في غزة الدولار بسعر 4.03 شواكل, على أقل تقدير, بحيث يكون الفرق شيكلا أو اثنين كحد أقصى بين السوق وشاشة العرض » ماكينة التداول « ، أو أن يصرف كما هو على الشاشة 4.06، مستدركاً: »ولكن الآن هناك فرق 9 شواكل بين سعر صرف الشاشة والسعر المعمول به في السوق السوداء « .

واكد أن كبار تجار العملة في غزة و بالشراكة مع أكبر البنوك المحلية, هم من يقومون بتحديد رقم سعر صرف العملة في القطاع ، حيث يعود من هذه العملية عليهم بأرباح خيالية  »اقتصادية " نظرًا لفرق السعر الكبير في سعر صرف الدولار داخل غزة عن خارجها.

رقابة غائبة وغير موجودة

وبين أبو عيشة أن عدم قيام سلطة النقد الفلسطينية ممثلة بدائرة الرقابة والتفتيش على البنوك ومحلات الصرافة بدورها في الرقابة على هذه المؤسسات , دعم عمل السوق السوداء داخل القطاع ، وزاد من سيطرة بعض التجار على سعر صرف الدولار الأمريكي  في قطاع غزة

وأكد أن دائرة الرقابة  والتفتيش على المصارف ومحلات الصرافة المرخصة التابعة لسلطة النقد هي من تتحمل مسؤولية عملية الرقابة على هذه المؤسسات التي تتحكم بمصير عشرات الآلاف من المواطنين الذين يتعاملون بعملة الدولار سواء بالراتب أو بالمدخرات الشخصية أو بالمعاملات التجارية

خبير مالي: عدم قيام سلطة النقد الفلسطينية ممثلة بدائرة الرقابة والتفتيش على البنوك ومحلات الصرافة بدورها في الرقابة على هذه المؤسسات  دعم عمل السوق السوداء داخل القطاع

امين ابو عيشة

ودعا الخبير المالي أبو عيشة  وزارة الاقتصاد الوطني إلى القيام بدورها عبر دائرة الرقابة على محلات الصرافة , وذلك بالإعلان عن السعر الحقيقي لصرف الدولار الأمريكي ، مشدداً على أن المواطنين والتجار تلحق بهم أضرار وخسائر كبيرة بسبب الاختلاف والتباين الكبير بين سعر صرف الدولار الأمريكي بين التداول النقدي وسعره في السوق السوداء بغزة ..

وكان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) قد أبدى تحفظًا بشأن وتيرة رفع أسعار الفائدة  على العملة الخضراء من أبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران القادم ، وهو ما دعم تأخر الاتجاهات الصعودية للدولار الأمريكي والقول حسب أبو عيشة  أمام الشيكل وغيره من العملات الأجنبية وخاصة اليورو الذي ارتفع بشكل ملحوظ

ولفت أبو عيشة إلى أن ما حدث كان نتيجة لعمليات تصحيح في الأسواق , وهذا الانخفاض ليس أساسًا بل نتيجة لقرارات متعلقة بالبنك المركزي الأمريكي ناتجة أصلا عن بعض سلبيات بيانات الاقتصاد الأمريكي .

 وكالة فلسطين اليوم حاولت التواصل مع جهات من سلطة النقد للوقوف حول ازمة صرف الدولار إلا أن الإتصالات لم تفلح

وأشار إلى أن سعر صرف الدولار الأمريكي سجل نهاية التداول يوم الجمعة إغلاقا على الشاشة 4.05، وكان الدولار قد سجل اعلي مستوياته وهو 4.07 على الشاشة وهو أعلى ارتفاع للدولار منذ عام    2007.

فيما، حاولت وكالة فلسطين اليوم التواصل مع جهات من سلطة النقد للوقوف حول ازمة صرف الدولار إلا أن الإتصالات لم تفلح.