خبر تشرشل موديل نتنياهو الشخصي بقلم/ توفيق أبو شومر

الساعة 07:55 ص|05 مارس 2015

اخترتُ لكم في مقالي هذا لقطاتٍ لشخصية إسرائيليةٍ مهمةٍ، في مناسبةٍ مهمةٍ أيضا.

 فأنا اعتقد بأن بعض الشخصيات مخزنٌ لملفاتٍ سريةٍ خطيرة.

كذا فإن مناسبة الانتخابات في إسرائيل، هي كرنفال الأسرار والخبايا.

وليس من المبالغة عندما أقول:

إن جو الانتخابات الإسرائيلية، هو جو الفضائح والقبائح المخفية.

 إليكم لقطة من لقطات رئيس الموساد الأسبق، إفرايم هاليفي، وهو أحد أبرز رجال المخابرات في إسرائيل، عمل مستشارا للأمن القومي لكل من، شارون، ونتنياهو، وكان من أكثر المقربين لنتنياهو، وهو خبير بشخصيته الحقيقية، قاد أهم جهاز مخابرات في إسرائيل( الموساد) من عام 1998-2002 .

إفرايم هاليفي، قاد المباحثات مع الأردن بشأن قضية تسميم الأخ خالد مشعل، بالنيابة عن نتنياهو، وأنجز الصفقة المعروفة، فهو يقول عن نتنياهو محللا شخصيته بدقة:

يضع نتنياهو صورة ونستون تشرشل في مكتبه، فهو  النموذج السياسي لنتنياهو وموديليه، يدمن على سيرته، ويقتدي بها.

ولكن هناك فرقا بين الاثنين، فتشرشل  واثقٌ من نفسه،له استراتيجية رئيسة ، وهي التبشير بالقضية البريطانية.

أما نتنياهو فهو نقيض تشرشل، فنتنياهو  زعيم التخويف والرعب،يظل مسكونا بالهولوكوست، ومحاكم التفتيش، ضد يهود أسبانيا، متأثرا بكتاب والده بنزيون عن محاكم التفتيش في إسبانيا عام 1492م ، وكذلك اللاسامية، فهو رجل اليأس والإحباط، عندما يُنذر الإسرائيليين في كل مناسبة، بأنهم معرضون للإبادة، أو بتعبيره الخاص:( التهديد الوجودي).

فعندما زار باريس بعد مجزرة شارلي أبيدو قال لليهود:

إن وضعكم في فرنسا يشبه وضع اليهود عام 1492 في محاكم التفتيش.

 أما ( تشرشل) فهو السياسي المتفائل، قال أثناء الحرب الثانية:

« حتى لو احتل الألمان لندن  فإننا سنواصل القتال، ولن نستسلم. »

أما نتنياهو فهو يقول لشعبه: إن التهديد النووي الإيراني هو تهديد وجودي لدولة إسرائيل، وهذا ما لا يجب أن يقال لأبناء الشعب!

 انتقد إفرايم هاليفي، أيضا حزبَ الليكود، وحزب إسرائيل بيتنا، وقال إن إعادة انتخاب الحزبين، يعني، لا مفاوضات مع الفلسطينيين، أي أننا سنظل نحتل مليوني فلسطيني.

 وهذا سيؤدي في النهاية إلى مواجهه حتمية مع الفلسطينيين، يبدأ بحل السلطة الفلسطينية، ثم إشعال انتفاضة ثالثة.

 إن ادِّعاء نتنياهو بأن عملية الجرف الصامد على غزة، يوليو، أغسطس 2014 ، هي ضربة قاصمة لحركة حماس، يشير إلى إستراتيجية فقيرة وقاصرة، إن إرجاء الأزمة سنة أو سنتين، لا يدخل ضمن الإستراتيجية السياسية.

 فالسياسة هي تحديد الأهداف،ما أهدافك لمستقبل غزة، حتى تضمن عدم إطلاق الصواريخ؟

في غزة مليونان من البشر ، يحتاجون أن يعيشوا، من السهل  أن تقول:

إن الهدف هو عدم حصولهم على مزايا ووسائل حياة!!

 ولكنَّ ذلك لا يدخل ضمن السياسة، بمفهومها الصحيح!!