خبر خطاب نتنياهو: فارغ وإيران تواصل تخصيب اليورانيوم

الساعة 11:40 ص|04 مارس 2015

فلسطين اليوم

أظهرت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم، الأربعاء، أن نسبة كبيرة من الكتاب الإسرائيليين اختاروا تناول خطاب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في الكونغرس مساء أمس، بالنقد الشديد لجملة من الاعتبارات، أهمها الجدوى من الخطاب، والأضرار التي تسبب بها، ولفت الأنظار إلى أن إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، وتجاهل الأخطار الحقيقية التي تواجه إسرائيل، بينما تواصل إيران تخصيب اليورانيوم.

وفي صحيفة 'معاريف' الصادرة صباح اليوم، الأربعاء، كتب بن كسبيت أن المواجهة التي لم يسبق لها مثيل بين نتنياهو وبين الرئيس الأميركي وصلت أوجها يوم أمس، إذا لم يحصل من قبل وأن وصل زعيم أجنبي إلى الكونغرس الأميركي من خلف ظهر الرئيس، ويلقي خطابا ناريا ضد سياسية الرئيس.

ويضيف أنه في كل الحالات فإن احتمالات أن ينتصر الخطاب لنتنياهو في الانتخابات للكنيست أعلى بكثير من احتمالات وقف البرنامج النووي الإيراني. ويتابع أن الخطاب سبب ضررا أكبر من الفائدة.

ويشير بن كسبيت في مقالته إلى أن تقديرات وزارة الخارجية والاستخبارات، والتي يعرفها نتنياهو، تقول إن احتمالات توصل الدول العظمى الست إلى اتفاق مع إيران خلال جولة المفاوضات الحالية ضئيل جدا، حيث أن هناك 8 قضايا لا يزال مختلفا عليها، ولم يتم تحقيق تقدم سوى في قضيتين.

وفي هذا السياق يكتب أنه 'بعد عشرة أيام وعندما يعلن الطرفان عن فشل المفاوضات، سيسارع نتنياهو إلى القول إن ذلك بفضل خطابه، تماما مثل البرغوث على ظهر الثور، والذي يقول، بعد يوم عمل متعب في الحقل: لقد حرثنا'.

وعلى صلة نشرت صحيفة 'معاريف' مقالا لـ رون ميبرغ، من ولاية مين الأميركية، تحت عنوان 'ارتجاج في المخ' أن 'زعيم الدولة النووية العظمى الوحيدة في الشرق الأوسط يلقي خطابا في الكونغرس ضد طموحات دولة أخرى في المنطقة في التحول إلى النووي'.

وتابع أن نتنياهو أهان الرئيس الأميركي في ملعبه، ويأمل أن يفوز في الانتخابات للكنيست بدلا من أن يعرض المصلحة العليا لإسرائيل للخطر، وهو إثارة النقاش حول حقيقة أن إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.

كما يشير الكاتب إلى أن نتنياهو تجاهل حقيقة أن الدراسات والاستطلاعات الكثيرة التي أجريت مؤخرا والتي تشير إلى أن القضية الإيرانية تقل في أسفل سلم اهتمامات المواطن الأمريكي العادي، ضمن 2% من كل القضايا التي تقلقه. وكتب أن 'تشرتشل إسرائيل تجاهل أن 50 ممثل ديمقراطي فضلوا مقاطعة خطابه بسبب المس بالرئيس'.

كما يكتب أنه 'منذ سنوات طويلة، لا يوجد أي تقارب بين إخلاص وسخاء واستجابة الإدارة الأميركية لاحتياجات إسرائيل، وبين موقف المواطن الأميركي العادي الذي لا يفهم لماذا تحصل هذه الدولة الصغيرة المشاكسة في الشرق الأوسط، والتي تعرض أميركا والسلام العالمي للخطر، وتنكل بالفلسطينيين وتفعل كل ما تبتغيه، على نسبة محترمة من الميزانية الأميركية، بينما لا يوجد عمل للجنود الأميركيين الذين حاربوا في العراق وأفغانستان'.

من جهته كتب يوسي مليمان في 'معاريف' أن الخطاب كان متباكيا ولم يقترح أي شيء على الإدارة الأميركية.

وكتب ميلمان أن نتنياهو لو كان يرغب بتغيير الواقع فقد كان لديه مدة 6 سنوات للقيام بذلك عندما أشغل منصب رئيس حكومتين متتاليتين، وكان بإمكانه أن يصدر الأوامر للجيش بشن هجوم على إيران إذا كان يعتقد أن إيران تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل.

وكتب شلومو شامير أن 'نتنياهو لم يخيب الأمل، ولكنه لم يحقق فائدة'. وبحسبه فإن الضرر من ظهور نتنياهو في الكونغرس أكبر من الفائدة، مشيرا إلى أن الخطاب لن يوقف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، بل يسرعها.

وإلى جانب كتاب آخرين في صحيفة 'هآرتس'، كتب يوسي فيرطر، تحت عنوان 'نتنياهو يأمل أن يفوز بالانتخابات بالكلمات'. وكتب أن مناحيم بيغين انتصر في الانتخابات عام 1981 بشن هجوم صاروخي على المفاعل النووي في العراق، وأن نتنياهو يأمل بالفوز بانتخابات 2015 بشن هجوم كلامي.

وكتب أن نتنياهو جند 'هامان وهتلر وخامينائي' في ما أسماه الكاتب 'نبوءات غضب نتنياهو'. كما جند إيلي فيزل، الناجي من المحرقة، والذي 'بدا مرتبكا قليلا، بينما كان يفكر كم كان مضحكا أن زعيم أقوى دولة في الشرق الأوسط من الناحية العسكرية يقف أمام الكونغرس ليحذر من كارثة أخرى تواجه الشعب اليهودي'.

ويضيف أنه بواسطة القوة العسكرية والإستراتيجية الموجودة لدى إسرائيل فإن نتنياهو كان قادرا على تدمير كل المفاعلات النووية الإيرانية مائة مرة، ويتبقى لديه ما يكفي لسورية ودول أخرى.

ويتابع فيرطر أن نتنياهو لم يفعل ذلك في السنوات الست الأخيرة، وإنما اكتفى بسلسلة خطابات. وأشار إلى تصريح نتنياهو بأن 'إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها إذا بقيت لوحدها' معتبرا ذلك على أنها أقوال فارغة من أي مضمون، حيث سبق وأن قالها في السابق عدة مرات، بينما واصلت إيران عملية تخصيب اليورانيوم.

من جانبها كتبت هيئة تحرير 'هآرتس' تحت عنوان 'التهديد الوجودي الحقيقي' أن نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس تجاهل التهديد الوجودي الحقيقي على إسرائيل، وعلى إمكانية بقائها كـ'دولة يهودية وديمقراطية'، وهو الاحتلال الذي لا ينتهي، وإصرار إسرائيل على السيطرة على ملايين الفلسطينيين بدون حقوق مواطنة في الضفة الغربية، وتوسيع المستوطنات، وإبقاء سكان قطاع غزة تحت الحصار.

وتضيف الصحيفة أن إسرائيل تضع مواردها الوطنية من أجل إحلال نظام مزدوج: 'ديمقراطية لليهود، وأبرتهايد للفلسطينيين'، والإيهام بأن الاحتلال مريح.

كما كتبت أن في سنوات نتنياهو في رئاسة الحكومة تصاعد التوتر الداخلي بين اليهود والعرب في إسرائيل، وتنافست أحزاب اليمين بينها على اقتراحات قوانين غير ديمقراطية لمأسسة التمييز ضد العرب وسحب حرية التعبير. وفي الوقت الذي كان نتنياهو يستعد لخطابه في واشنطن هاجم قطعان اليمين النائبة حنين زعبير في ندوة سياسية في رمات غان. واعتبرت الصحيفة ذلك استمرارا طبيعيا لاقتراح 'قانون القومية – يهودية الدولة' ومحاولات إبعاد النائبة زعبي ورفاقها من الكنيست، وهو ما يؤكد أن الديمقراطية تواجه صعوبة في الازدهار في ظل الأبرتهايد والاحتلال العسكري.

وكتبت أيضا أن المعركة الانتخابية الحالية تدار مثل 'حفلة عيد البوريم/ المساخر، فالأحزاب تتجاهل الاحتلال ومخاطره، وتختار التغطئ بأقنعة إيران وأسعار الشقق السكنية والخلافات الشخصية، ولم يتجرأ أحد على تناول الصراع مع الفلسطينيين. وحتى نتنياهو لم يذكر التهديد الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل في الفرصة التي سنحت له في الكابتول'.

ولم تختلف صحيفة 'يديعوت أحرونوت' عن باقي الصحف، حيث كتب ناحوم برنيع أن خطاب نتنياهو لم يتم بثه في الولايات المتحدة سوى في محطات الكوابل، واختفى خلال ساعة من العناوين، كما اختفى من جدول أعمال أعضاء الكونغرس.

كما كتب أن 'الثلوج لا تزال تغطي أرصفة الشوارع في واشنطن، ويبدو أن خطاب نتنياهو سيذوب أسرع من الثلوج'.

وكتبت سيما كدمون أن نتنياهو يواجه الآن مشكلة واحدة، وهي أنه سيعود إلى البلاد حيث تنظره كل القضايا التي حاول عزلها جانبا عن جدول الأعمال، وبضمنها غلاء أسعار الشقق السكنية وغلاء المعيشة وتقارير مراقب الدولة.

كما كتبت أن 'سارة نتنياهو على حق، فربما كان يجب أن يكون نتنياهو رئيس الولايات المتحدة، حيث أنه من المؤكد كرئيس سيكون أفضل لإسرائيل من رئيس حكومة'.

وكتب ألون بنكاس في 'يديعوت أحرونوت' أن توقيت ومنصة الخطاب لم يكونا صائبين، حيث أنه كان من الأجدر أن يكون في البيت الأبيض وأمام الرئيس، وفي إطار مشاورات ومحادثات.

كما كتب أنه 'لن تكون الأبواب مفتوحة لنتيناهو في البيت الأبيض أو قنوات الإعلام، ولا آلية مشاورات موثوقة ومتواصلة مع الرئيس الأميركي'.

ويخلص بنكاس إلى القول إنه في صباح الثامن عشر من آذار (مارس) (غداة الانتخابات) سيتضح مدى الفائدة من الخطاب.

كما كتب شمعون شيفر أن الخطاب أبقى الإسرائيليين أمام سؤالين: 'كيف أوصلتنا إلى وضع قد توقع فيه إيران على اتفاق يبقى لديها قدرات لإنتاج قنبلة نووية؟ وماذا ستفعل الآن؟'.

وكتب شيفر أن خطاب نتنياهو في الكونغرس كان تأكيدا لما كتبه مراقب الدولة عن رئيس الحكومة في قضية أزمة السكن، إذ كتب مراقب الدولة 'أن نتنياهو وبعد أن عاين المشكلة بشكل متأخر، لم يفعل شيئا حقيقيا من أجل حلها'.

وأضاف أنه لو كانت إسرائيل فعلا تريد تحسين الاتفاق مع إيران، لكان يجب أن تجري حوارا مع الإدارة الأميركية برئاسة أوباما، الذي سيظل رئيسا في السنتين القادمتين.