خبر كانت وما زالت دولة ارهاب عظمى- معاريف

الساعة 10:11 ص|02 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: اليعيزر مروم

          (المضمون: إن محاولة تقليص النقاش حول البرنامج النووي الايراني فقط هي أمر مضلل ولن تؤدي إلا الى العلاج الجزئي، وستزيد من التهديد الايراني على دولة اسرائيل - المصدر).

          الخطاب المرتقب لرئيس الحكومة نتنياهو في الكونغرس الامريكي يركز الانتباه على التأثيرات الواسعة لخطابه على شبكة العلاقات مع الادارة الامريكية وعلى البرنامج النووي الايراني. ايران دولة شرعية تدير الآن المفاوضات مع الدول العظمى من اجل التوصل الى اتفاق يُمكنها من مواصلة برنامجها النووي المدني تحت اشراف ظاهري، وفي المقابل – رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من اجل أن تتمكن من ترميم اقتصادها. النقاش الحقيقي حول سياسة ايران – باستثناء البرنامج النووي – تم طمسه قليلا، ومهم التذكر من هي ايران.

          منذ صعود آية الله الخميني الى سدة الحكم في نهاية السبعينيات وايران تشكل دولة اسلامية متطرفة يتم فيها سحق حقوق الانسان تحت أقدام الحكم الاسلامي الشيعي المتطرف، الذي يعظ بصورة علنية ضد العالم الغربي ونمط حياته، ومن خلال هذا ضد نمط الحياة الديمقراطي الليبرالي للدول الغربية. اضافة الى ذلك فان ايران تدعو بصورة علنية وواضحة ضد قيام دولة اسرائيل، بل تدعو الى تدميرها.

          في المقابل ايران تدعم وتدرب وتسلح بصورة علنية منظمات ارهابية مثل حزب الله وحماس، ولفترة زمنية محدودة السلطة الفلسطينية برئاسة عرفات، كذلك ايران منغمسة حتى العنق في الحروب الداخلية في دول المنطقة، سوريا، العراق واليمن، وتسلح بصورة مباشرة وعلنية منظمات وانظمة في هذه الدول، الذين يقتلون كل يوم عشرات المواطنين الأبرياء.

          إن ضعف العالم الغربي برئاسة الولايات المتحدة وعدم الاهتمام الذي تبديه الادارة الامريكية في منطقتنا في السنوات الاخيرة مكّن ايران من الانتقال من العمل السري الى العمل العلني بناءً على معرفتها أن العالم سيمتنع عن التدخل والرد.

          خلال خدمتي تابعت واصطدمت أكثر من مرة بمحاولات « قوة القدس » التابعة للحرس الثوري الايراني لتهريب السلاح والذخيرة عن طريق البحر للمنظمات الارهابية القاتلة في منطقتنا. يكفي أن نذكر سفينة « كارين إي »، التي حاول الايرانيون بواسطتها تهريب السلاح للسلطة الفلسطينية في عهد عرفات، والسفينة « فرانكوف » التي حاولت تهريب السلاح لحزب الله والسفينة « فكتوريا » التي حاولت تهريب السلاح لحماس بما في ذلك الصواريخ المتقدمة ومئات الاطنان من السلاح والذخيرة المدمرة التي كان هدفها المس بمواطني اسرائيل. مؤخرا اعتقل سلاح البحرية السفينة « كلوز سي » في البحر الاحمر حيث كانت تحمل على متنها شحنة اخرى من الصواريخ. في كل هذه الحوادث استثمر الايرانيون جهودا كبيرة من الاموال والأدوات من اجل تسليح المنظمات الارهابية حولنا، ورغم العقوبات الاقتصادية التي فرضت على ايران فانها تواصل ارسال السفن المحملة بالسلاح المدمر – من خلال خرقها بصورة صريحة للعقوبات الاقتصادية.

          يجب التأكيد على أن الحديث يدور عن دولة ارهاب تشغل شبكة ارهاب عالمية في اليمن والسودان واريتيريا وسوريا ولبنان والارجنتين ودول اخرى. المحاولات العلنية تشمل كما نذكر تواجد جنود وجنرالات ايرانيين في الجولان السوري وفي جنوب لبنان، بالضبط على حدود دولة اسرائيل ويشكلون تهديدا حقيقيا وفوريا. التهديد النووي الذي يضاف الى التهديد الارهابي الذي تشغله ايران اليوم ودمجهما، هو تهديد عسكري على دولة اسرائيل.

          بناءً على ذلك فان على حكومة اسرائيل العمل بكل الوسائل المتاحة لها من اجل تقليص هذا التهديد. بداية بصورة دبلوماسية  من خلال دعم دول اخرى بما فيها الدول العربية المعتدلة (يجب أن تطلب اسرائيل أن يتم في الاتفاق الآخذ في التبلور إدخال بند يناقش اخراج ايران من دائرة الارهاب). ثانيا الحرب السرية (التي لا يمكن إطالة الحديث عنها). اضافة الى ذلك اعداد خيار عسكري حقيقي يكون جاهزا للتنفيذ.

          الاتفاق القريب مع الدول العظمى ورفع العقوبات الاقتصادية عن ايران ستؤدي الى تعزيز النظام الايراني وتقويته لزيادة تدخله المباشر في المنطقة الى درجة التدخل المباشر في القتال ضد اسرائيل. إن محاولة تقليص النقاش فقط حول البرنامج النووي من شأنه أن يؤدي الى العلاج الجزئي الخاطيء للمشكلة، وأن يزيد بصورة كبيرة التهديد على دولة اسرائيل.