خبر عائلات فلسطينية تسكن الكهوف هربًا من الشتاء

الساعة 02:44 م|08 يناير 2015

فلسطين اليوم

لم تجد عائلة الفلسطيني « نعمان شحادة » أفضل من الالتفاف حول موقد نار في مغارة (كهف) وسط جبال مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، التي تتخذها مسكنًا لها هربًا من برد الشتاء والأمطار الغزيرة.

شحادة (50 عامًا) يعيش وعائلته منذ عدة سنوات بالمغارة، إلى جانب نحو عشرة عائلات أخرى، تمنعها إسرائيل من بناء منازل من الطوب والصفيح، بحجة أنها مناطق مصنفة « ج » حسب اتفاق أوسلو، ازدادت معاناتهم مع دخول منخفض قطبي للأراضي الفلسطينية.

ويقول شحادة، الذي يسكن في القرية التي تعرف باسم « المفقرة »: « تمنعنا إسرائيل من بناء منازل من الطوب، وكلما شيدنا منزلا تأتي الجرافات العسكرية وتدمره ».

ويضيف بينما يلتف مع أسرته المكونة من عشرة أفراد حول موقد نار:  « نتخذ من هذه المغر (الكهف) مكانًا للعيش فيها، هربا من مياه الأمطار، والبرد القارس في فصل الشتاء ».

وازدادت معاناة العائلات التي تسكن الخيم صيفًا، وتلجأ في فصل الشتاء إلى الكهوف هربًا من الأمطار، مع دخول العاصفة القطبية « هدى » إلى الأراضي الفلسطينية، والتي تسببت بإغلاق طرقات وحوادث سير، حيث غطت الثلوج منذ ظهر الأربعاء جبال الخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس وسلفيت في الضفة الغربية.


ويتابع  الرجل حديثه: « الحياة هنا في غاية الصعوبة ».

 

ويعتمد شحادة كما بقية سكان القرية على تربية الأغنام والزراعة، وفي منزل شحادة أطفال دون سن العاشرة، يعيشون حياة بدائية، يرتدون ملابس في غالبيتها بالية.

وإلى جانب شحادة عائلات أخرى تسكن الكهوف في فصل الشتاء من كل عام، فالحياة في قرية « المفقرة » بدائية، حيث تفتقر العائلات للبنية التحتية والكهرباء وحتى الاتصالات.

ويقول شحادة:  « نسكن صيفا في خيم ومع قدوم الشتاء، وخاصة مع العواصف الكبيرة نلجأ للكهوف هربًا ».

وحال شحادة يبدو هذا العام أفضل من ابن عمه محمود حمادنه الذي تسللت مياه الأمطار إلى داخل مغارته، مما دفعه إلى نصب خيمة من البلاستيك، ترتطم بها

الرياح من كل جانب.


حمادنه يقول:  « الحياة هنا صمود ومقاومة، نقاوم الاستيطان والاحتلال، ونقاوم تلك الرياح التي تريد أن تقتلعنا من منازلنا ».

 


ويضيف: « في كل شتاء نختبئ بالمغر (الكهوف)، هذا الشتاء تسللت المياه إلى المغارة المخصصة لعائلتي، يبدو أنه سيكون الشتاء الأصعب ».

يتنهد الرجل الستيني ويقول: « عائلتي مكونة من 14 نفرًا، نعيش منذ ما قبل الاحتلال هنا، ولا يسمح لنا ببناء منزل ».

ويتابع: « في العام 2011 شيدت منزلا من الطوب، هدم بعد عدة أشهر من تشييده، بحجة البناء بدون ترخيص ».

ومضى قائلا:  « لا يوجد لنا معيل وملجأ سوى الله ».

وبالقرب من بيت حمادنه، أطفال صغار يحضرون الحطب، وروث الحيوانات، للتدفئة، بينما تجاورهم مستوطنتا « معون وافايغال » الإسرائيليتين المشيدتين وفق أنظمة بناء حديثة.


وتمنع إسرائيل الفلسطينيين من البناء في مناطق « ج » وتقوم بين الفينة والأخرى بهدم مساكنهم وبركساتهم.

 


ووفق اتفاقية أوسلو الثانية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1995 تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق « أ » و« ب » و « ج ».

وتمثل المنطقة « أ » 18% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيًا وإداريًا، أما المنطقة « ب » فتمثل 21% من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية.

أما المنطقة « ج » والتي تمثل 61% من مساحة الضفة تخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ما يستلزم موافقة السلطات الإسرائيلية على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية بها.

ومنذ مساء الثلاثاء الماضي، تضرب عاصفة ثلجية كلا من الأردن وفلسطين ولبنان ومصر، أطلقت عليها دوائر الأرصاد الجوية الأردنية والفلسطينية اسم « هدى » فيما أطلقت عليها الأرصاد الجوية في لبنان « زينة »