خبر لجنة انقاذ وطني لاسرائيل - هآرتس

الساعة 12:22 م|28 نوفمبر 2014

ترجمة خاصة

لجنة انقاذ وطني لاسرائيل - هآرتس

بقلم: دمتري شومسكي

(المضمون: مثل معارضي الاحتلال اليهود اليوم، ايضا مؤيدو الصهيونية السياسية كانوا أقلية غير مرغوب فيها، لكن هذا لم يمنعهم من العمل - المصدر).

مع بداية الصهيونية السياسية قبل مئة عام عكست مواقف أقلية في الشعب اليهودي. مؤسسها ثيودور هرتسل اعتبر في حينه من قبل الكثيرين في العالم اليهودي أنه هاذٍ أو نبي الكذب، في أحسن الاحوال، وفي اسوأ الاحوال كخائن للمصالح اليهودية لأنه أبرز أنه لا حاجة الى الهوية القومية وخدم بذلك كارهي اسرائيل.

ولكن المطلب الاساسي للصهيونية السياسية – الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب المطارد – كان مطلبا صادقا جدا، على خلفية التأييد من قبل الاقلية اليهودية فقط. والأهم من ذلك هو أن الصهيونية التي كانت متأكدة من عدالة مطالبها تغاضت عن معارضيها من بين اليهود أو غير اليهود وبذلت جهودا دبلوماسية للاقناع بتصميم ومواظبة حتى حققت مطلبها.

إن معارضي الاحتلال والاستيطان هم أقلية اليوم من بين مواطني اسرائيل اليهود. الاغلبية كانت وما زالت تعتقد أنه بالامكان الاستمرار بالسيطرة على الملايين بخلاف رغبتهم. كان بالامكان رؤية ذلك عندما قُتل رئيس الحكومة اسحق رابين لأنه تجرأ من خلال محاولاته لانهاء الاحتلال بالاستناد الى اعضاء الكنيست العرب. كان يمكن رؤية ذلك ايضا في ايام اهود باراك، الذي وقبل أن يخترع شعار "لا يوجد شريك"، فهم أن خطة كلينتون والتنازلات المؤلمة لن تمر في الحكومة التي كانت تضعف وتتفكك كلما تقدمت المفاوضات، وايضا ليس في اوساط اعضاء الكنيست اليهود. ونحن نرى ذلك الآن ايضا حيث أننا نرى حكومة نتنياهو تنجح بشكل لافت في ضمان استمرار الاحتلال والمستوطنات وبالتالي فهي تحظى بتأييد كامل من قبل معظم الجمهور اليهودي.

ولكن الاقلية المعارضة للاحتلال صادقة، فقد صدق البروفيسور سامي شالوم شتريت الذي كتب في مقالته تحت عنوان "المساواة الشرقية والتحرير الفلسطيني" إن الاحتلال والمستوطنات يساهمان في تعميق القمع تجاه الشرقيين في المجتمع الاسرائيلي حيث أن ذلك يعزز الشعور بضرورة التوحد في وجه عدو مشترك الامر الذي يشوش ويُبعد التمييز.

السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف تستطيع الأقلية تحقيق أهدافها العادلة، رغم الاغلبية الخاطئة. وقد نجد الجواب في نمط العمل السياسي لتاريخ الصهيونية، الامر الذي سيساعد معارضي الاحتلال والمستوطنات بفعالية كبيرة أكثر من أي شيء تمت تجربته حتى الآن. وعلى جميع الاشخاص والمؤسسات المعروفة في اسرائيل والشتات اليهودي الذين يُقرون بأضرار استمرار الكولونيالية الاسرائيلية على المصلحة القومية للشعب اليهودي، عليهم أن يتوحدوا في اطار دولي موحد يسمى لجنة انقاذ وطني لاسرائيل.

على هذه اللجنة اختيار قيادتها بشكل ديمقراطي وأن تبذل الجهود الدبلوماسية في الساحة الدولية مُطالبة باجبار اسرائيل على انهاء سيطرتها على الشعب الفلسطيني. واذا اضطررنا فيجب فرض العقوبات الدولية مثل التي فرضت في حينه على جنوب افريقيا.

يجب تركيز الجهد الدبلوماسي أمام الولايات المتحدة لأنها تملك حق النقض الفيتو في مجلس الامن للامم المتحدة وهي تستخدمه المرة تلو الاخرى من اجل اعطاء الغطاء للاحتلال الاسرائيلي، وبالتالي فانها تضر عمليا بمصلحة اسرائيل.

لجنة الانقاذ الوطني لاسرائيل سيتم رفضها من الاصدقاء الوهميين للدولة، الذين سيعتبرونها مجموعة من الخونة الذين يخدمون أعداء اسرائيل. يجب ألا يخيفنا هذا، فهكذا تعاملوا في حينه مع الصهيونية السياسية التي مثلها هرتسل ورفاقه حيث تم اتهامهم بأنهم يخدمون اللاسامية. ولكن كما فعلت الصهيونية السياسية يجب أن تفعل لجنة الانقاذ الوطني لاسرائيل بأن تتغاضى عن هؤلاء الأعداء والعمل بشكل دائم وبتصميم من اجل اقناع العالم، ولا سيما الاطراف القوية، بأن الضغط الدولي على اسرائيل المحتلة هو الطريق الوحيد لضمان استمرار الصهيونية.

ضائقة اليهود – هكذا سيعلن معارضو الاحتلال علنا في أي ساحة دبلوماسية – لم تنته مع نجاح الصهيونية السياسية بل هي غيرت شكلها. في السابق كان مصدر الضائقة أنه لم يكن لليهود حق في تقرير المصير، أما اليوم فمصدر الضائقة هو الجرثومة القومية المسيحانية التي سيطرت على الجسم من الداخل وعلى روح الأمة اليهودية وهي تهدد بضياعها. ومن اجل القضاء على هذه الجرثومة فان جميع الوسائل القانونية مبررة ولا سيما الجهود الدبلوماسية مثل تلك المتاحة لنا بفضل ميراث الصهيونية السياسية.