خبر دولة فلسطينية -يديعوت

الساعة 10:37 ص|27 نوفمبر 2014

دولة فلسطينية -يديعوت

العودة الى 29 تشرين الثاني 47

بقلم: زئيف تسحور

 

(المضمون: عندما ستقوم الدولة التي فوتها الفلسطينيون في تشرين الثاني 1947، سيتحرر الفلسطينيون من عبئنا ونحن سنتحرر من عبئهم. ولعله آخيرا تبدأ هنا حياة طبيعية - المصدر).

 

انجازان حاسمان في الكفاح المتعرج للحركة الصهيونية لاقامة دولة يهودية في بلاد اسرائيل تحققا في شهر تشرين الثاني. الانجاز الاول كان اعلان بلفور في بداية تشرين الثاني 1917. فكتاب النوايا الذي أصدره وزير الخارجية البريطاني اللورد آرثر جيمز بلفور، الذي يعلن عن أن الحكومة البريطانية ستساعد على اقامة وطن قومي يهودي في بلاد اسرائيل، كان اختراقا تاريخيا. بعد وقت قصير من ذلك تأسست عصبة الامم التي أخذت على عاتقها تحقيق تحرر الشعوب التي تسيطر عليها القوى العظمى الاستعمارية. وبالنسبة لبلاد اسرائيل تبنت عصبة الامم اعلان بلفور واعترفت بمفهوم "الحق التاريخي". ان الاعتراف بالحق القومي لشعب عتيق كمبرر لاقامة كيان مستقل هو اعتراف فريد من نوعه في تاريخ الشعوب.

 

اما الانجاز الحاسم الثاني فقد تحقق بعد 30 سنة من ذلك، في 29 تشرين الثاني 1947، في منظمة الامم المتحدة التي ورثت عصبة الامم. ففي تصويت دراماتيكي قررت الامم المتحدة السماح لليهود بتحويل الكيان الذي أقاموه في البلاد برعاية اعلان بلفور الى دولة مستقلة. وبموجب المبدأ الاساس بشأن حق تقرير المصير للشعوب التي تعيش على اراضيها، فقد قسمت البلاد الى دولتين – يهودية وعربية. ورأى العرب في نقل قسم من البلاد الى اليهود سلبا من أرض فلسطين الكاملة، رفضوا قبول قرار الامم المتحدة وشرعوا في الحرب. كما أن العديد من اليهود في البلاد، من اليمين ومن اليسار عارضوا التقسيم. وهم ايضا رأوا في الدولة اليهودية التي حتى القدس لم تندرج فيها خيانة لفكرة وحدة الوطن.

 

في ذروة الخلاف الشديد في الحاضرة حول مشروع التقسيم فهم دافيد بن غوريون، رئيس ادارة الوكالة، بان مشروع الامم المتحدة الذي اقر بفضل الاتفاق النادر بين القوى العظمى المتخاصمة، الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لن يتكرر. وتجاهل المعارضة من اليمين التي

 

حرضت ضده ووعدت بتقديمه الى محاكمة الامة بتهمة خيانة الوطن، كافح ايضا ضد المعارضين من اليسار بمن فيهم المتطرفون داخل حزبه. وبحكمة وتصميم قاد نحو حسم ايجابي. فقامت الدولة اليهودية. وسلم معارضو تقسيم البلاد، من اليمين ومن اليسار بالتقسيم. اما التطلع الى دولة يهودية تمتد من نهر الفرات الى نهر النيل فقد دفنها الصهاينة من كل الاحزاب في ذاكرة الاحلام التي يجمع فيها كل شعب ذكريات ماضيه العظيم الى جانب أماني المستقبل.

 

في منتصف القرن العشرين، عندما تفكك الاستعمار وتشكلت 150 دولة جديدة، لم يحظَ الفلسطينيون ببن غوريون خاص بهم وفوتوا الفرصة. فرفضهم قبول قرار الامم المتحدة كلفهم ثلاثة اجيال من العيش تحت حكم أجنبي، بداية اردني والان اسرائيلي. وولد يأسهم العنف، وولد العنف القمع الذي زاد العنف وهكذا دواليك.

 

الان، تنضج في البرلمانات الاوروبية، في السويد، في فرنسا وفي اسبانيا مثلا – قرارات للاعتراف بحق الفلسطينيين بالاعلان عن دولة، والانغراس المتجدد في وعي الشعوب يبشر بفرصة اقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل. عندما ستقوم الدولة التي فوتها الفلسطينيون في تشرين الثاني 1947، سيتحرر الفلسطينيون من عبئنا ونحن سنتحرر من عبئهم. ولعله آخيرا تبدأ هنا حياة طبيعية.