خبر حول قرارات وقوانين لا لزوم لها -اسرائيل اليوم

الساعة 10:36 ص|27 نوفمبر 2014

حول قرارات وقوانين لا لزوم لها -اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: اوروبا مخطئة في اعترافها بالدولة الفلسطينية غير الموجودة واسرائيل مخطئة في سعيها لسن قانون سيعود بالضرر وهو أصلا موجود في الواقع - المصدر).

 

كتبت قبل بضعة اسابيع هنا حول غياب الصلة بين قرارات الدول الاوروبية الاعتراف بدولة فلسطينية رغم أنها غير قائمة بعد. والسهولة التي يتم فيها اتخاذ القرارات بأغلبية كبيرة وتأييد جماهيري واسع، هذه القرارات التي تخدم الفلسطينيين ولا تخدم فرص السلام الاسرائيلي الفلسطيني، أو اعادة اعمار قطاع غزة أو مساعدة حقيقية للبنى التحتية في الضفة الغربية.

 

ببساطة، يجتمع البرلمان، يتم تقديم اقتراح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حكومة اسرائيل تُستفز وترسل أفضل سفرائها لمهمة اقناع دول العالم بالامتناع عن اتخاذ قرار كهذا، وكلما ازداد الانتقاد والجهد في هذا الاتجاه كلما أصبح الامر أفضل وأكثر نجاحا من وجهة نظر من بادر إليه.

 

في اليوم التالي لا يحدث شيء. الفلسطينيون هم نفس الفلسطينيين واسرائيل هي نفس اسرائيل، والبحر هو نفس البحر. ولكن الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تستطيع القول للقيادة الفلسطينية: أنظروا ماذا فعلنا من اجلكم، دفعنا ثمنا باهظا، اسرائيل استنكرت افعالنا واستدعت السفير الاسرائيلي الى البيت للتشاور لعدة ايام ونحن لم نرتدع.

 

أشعر بنفس الشعور فيما يتعلق بالنقاش المتواصل حول اقتراحات القانون المختلفة في الآونة الاخيرة. لو هبط هنا أحدا من المريخ لكان مقتنعا بأن يهود اسرائيل موجودين في مشكلة كبيرة. ومُعرضون لا سمح الله لفقدان لغتهم، ويتحدثون مع بعضهم البعض بالعربية، يتزوجون من ديانات اخرى، يستبدلون ثقافتهم بثقافة الأقلية التي تعيش في البلاد، وفقط قانون كقانون القومية يستطيع انقاذهم من الموجة الخطيرة التي يتعرضون لها. الحديث هنا عن قانون يهدف الى استفزاز العرب مواطني البلاد، ومن يستفز العرب يُفرح الكثير من اليهود، بدون تغيير شيء على أرض الواقع، بدون دفع أي ثمن حقيقي وبدون رصد الميزانيات.

 

هذه اقتراحات سيئة ليس لأنها تضر بشكل كبير بنسيج العلاقات الضعيف بين الاغلبية والاقلية في اسرائيل، وليس لأنها لا تلائم القيم الموجودة في الميراث اليهودي، وليس لأنها تعطي المبرر لمن يكره اسرائيل ليقول إن اسرائيل هي دولة عنصرية – بل، أولا وقبل كل شيء، لأن هذه الاقتراحات لن تفيد أحدا في اسرائيل في حال تم تطبيقها.

 

هناك في اسرائيل خلاف حقيقي ومهم: حول سؤال كيف يجب أن تعيش اسرائيل في الشرق الاوسط مع جيرانها وهل يمكن التوصل الى سلام مع الفلسطينيين، وحول سؤال اذا ما كانت القوانين في اسرائيل يجب أن تكون قوانين دينية أو علمانية، وحول العلاقات بيننا وبين الشعب اليهودي في العالم، وحول مسؤوليتنا عن مستقبل الشعب وغير ذلك. لا جدل حقيقي في أن دولة اسرائيل هي البيت القومي للشعب اليهودي، لكن القوانين التي يتم طرحها الآن والتي تحولت الى الموضوع المركزي تخلق وضعا تكون فيه الاقتراحات مستفزة ولا حاجة اليها وتطرح في العالم سؤال هل نحن نعتقد أن اسرائيل ليست دولة اليهود. هذه اقتراحات ستتلاشى ولن تمر بنجاح في أي مرحلة من مراحل التشريع في الكنيست. حتى وإن لم يتم التصويت عليها فانها ستبقى ذكرى سيئة في تاريخ الكنيست.