خبر هطول الأمطار ينبئ بموسم وفير ويسهم في خفض أسعار الخضراوات في غزة

الساعة 07:02 ص|24 نوفمبر 2014

رام الله

أسهمت الأمطار المتعاقبة التي هطلت على المنطقة خلال الأسابيع الماضية، في إعادة الأمل إلى نفوس المزارعين من جديد، بموسم شتوي متميز، يعوض المواسم الماضية، ويخفف عنهم آثار العدوان المنصرم.

فقد جاء المنخفض الجوي الحالي، بعد منخفضات مماثلة، حملت معها هطولات غزيرة وغير معهودة للأمطار في مثل هذا الوقت، منذ سنوات طويلة، حيث عاش عشرات المزارعين وملاك الأراضي فرحة غامرة، واجتهد العديد منهم لزراعة أراضيهم بمحصولي القمح والشعير، ومحاصيل أخرى.

ودبت الحياة مجدداً في الأراضي البور، التي كان ملاكها تركوها بسبب قلة المياه والإمكانات، أو نظرا لكلفة زراعتها العالية، حيث توجهت المحاريث إلى تلك الأراضي، وبدأت بحرثها وتقليبها، بينما سارع ملاكها لشراء بذور القمح والشعير لزراعتها.

المزارع أحمد عايد، ويمتلك أرضاً شمال مدينة رفح، أشار إلى أن الأمطار المبكرة التي هطلت مؤخراً، هي الأفضل منذ سنوات، وهي باكورة لموسم شتوي مميز، ومثالية تماماً للبدء بزراعة محاصيل الشتاء المتنوعة.

وأوضح أنه قرر كغيره المسارعة باستغلال الأمطار، وجهز أرضه منذ أسبوع لزراعتها بمحصول البصل، وكان ينوي البدء بالزراعة خلال الأسبوع الجاري، لكن موجة الأمطار الحالية دفعته للتأجيل، فالزراعة بعد الأمطار ستكون أفضل من وجهة نظره.

وأشار إلى أن الأراضي الزراعية في محيط أرضه تشهد نشاطا مكثفاً لم يسبق له مثيل منذ سنوات، فالجميع يسابق الزمن لاستغلال الموسم المطير، وزراعة أرضه.

وتمنى عايد هطول مزيدا من الأمطار، مؤكداً أنه لو استمر هطول الأمطار بنفس الوتيرة، فإن الموسم الحالي سيكون الأفضل والأكثر وفرة في الإنتاج الزراعي منذ عشر سنوات.

أما المزارع علي الشيخ، فأكد أن الأمطار الأخيرة ما هي إلا هدية من الله عز وجل، لتعويض المزارعين عما لحق بهم من خسائر وأضرار خاصة خلال فترة العدوان.

وبين أن الكثير من المزارعين لم يعد بإمكانهم إعادة استصلاح أراضيهم وتجهيزها بشبكات ري، فجاءت الأمطار لتمكنهم من زراعتها ببعض المحاصيل، معتمدين على ريها من السماء. وأوضح الشيخ أن مساحات كبيرة من الأراضي البور المتروكة منذ سنوات، عاد إليها ملاكها، وبدءوا بحرثها وتجهيزها، استعداداً لزراعتها، وسط أمنيات باستمرار هطول أمطار الخير طوال الموسم.

ونتيجة للأمطار الغزيرة، شهدت أسعار معظم الخضراوات الشتوية انخفاض ملموس في أسواق القطاع، عدا البطاطا، التي بدأ إنتاجها يصل الأسواق حديثا.

وشهدت أسعار الكرنب والقرنبيط والبصل، وأنواع أخرى من الخضراوات انخفاض ملحوظ مقارنة مع بداية الشهر الجاري، وبات معظمها في متناول الأسر الفقيرة ومتوسطة الدخل.

ويؤكد البائع خليل عبد الحميد، أن الأمطار التي هطلت مؤخراً، أسهمت في سرعة نمو المحاصيل الشتوية، وزادت من إنتاجها، خاصة تلك التي زرعت مبكراً، ما أسهم في خفض أسعارها.

وتوقع أن تسهم الأمطار الأخيرة في حدوث مزيداً من الانخفاض على الأسعار، خاصة البطاطا، المتوقع نضوج كميات كبيرة منها خلال الأسبوعين القادمين، وطرحها في الأسواق.

وأبدى المواطنون من رواد الأسواق، ارتياحهم لبدء انخفاض أسعار الخضروات الشتوية، وجودتها، متمنين مزيداً من الانخفاض على الأسعار مستقبلاً.

المواطن أحمد عبد الله، أكد أن الأمطار في بداية الموسم يكون لها اثر جيد على الأسعار وجودة الخضروات، موضحاً أن السوق باتت تغص بأنواع عديدة منها.

ولفت إلى أن المواطنين بانتظار نضوج البازيلاء والفول الأخضر، وهما من الخضروات التي تنمو وتصبح أفضل بعد هطول الأمطار.

وأوضح عبد الله، أن أهم ما يميز فصل الشتاء خضرواته ذات المذاق المتميز، والجميع يدرك أنه بلا أمطار لن تتوافر تلك الخضروات بالصورة المطلوبة.

يذكر أن قوات الاحتلال كانت دمرت وخربت مئات الدونمات من أجود الأراضي الزراعية خلال عدوانها الأخير على القطاع.