خبر دائما خطوة واحدة للامام -هآرتس

الساعة 10:51 ص|23 نوفمبر 2014

دائما خطوة واحدة للامام -هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: منذ اشهر تقوم الدولة الاسلامية بارهاب الشرق الاوسط. تكتيكات فعالة للخوف، وانضمام الكثيرين اليه، وغياب التنسيق بين دول التحالف وتأخر السلاح، الامر الذي يؤشر على استمرار هذه المنظمة قوية - المصدر).

 

على الصورة الفظيعة التي نشرت في موقع مقرب من تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، حيث يظهر فيها شاب عراقي محروق بالكامل، كتب: "الشيعة في مدينة ديالي أحرقوا شاب سني فقط لان اسمه عمر". حديث آخر على ذات الموقع يروي ان الميليشيات الشيعية قتلت 15 شخص من قبيلة كركولي السنية واخذت عشرات الاسرى.

 

 

بالمقابل، قالت المنظمات العراقية لحقوق الانسان ان رجال الدولة الاسلامية طردوا حوالي 1.500 من السكان في محيط مدينة الانبار العراقية، غرب بغداد، ودمروا ممتلكاتهم، وسياراتهم، الامر الذي اضطرهم الى الذهاب مشيا على الاقدام لمدينة الحديثة.

 

قبل ذلك بعدة ايام اهتز العالم لرؤية شريط فيديو يظهر فيه نشطاء الدولة الاسلامية ومن ضمنهم متطوعون من اوروبا وهم يقطعون رؤوس جنود سوريون. ان هذه الفظائع جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية التي تهدف الى ردع المواطنين والميليشيات المسلحة في العراق وفي سوريا، عن المواجهة مع الدولة الاسلامية. ليس هذا فقط ما يستفيد منه التنظيم الدموي، بل ايضا انضم اليه جنود هربوا من الجيش السوري الحر وكذلك من منظمة جبهة النصرة التابعة للقاعدة. وهذا ليس لاسباب دينية بل اقتصادية.

 

يتلقى اولئك الفارين بينهم 50 الى 100 دولار شهريا في الوقت الذي كانت فيه رواتبهم في المنظمات التي هربوا منها اقل من ذلك بكثير. وفي احيان كثيرة لم يحصلوا على مقابل بسبب المصاعب الاقتصادية.

 

الى جانب ذلك وجد بعض المقاتلين ان تنظيماتهم غير قادرة على مواجهة القوات المتفوقة او بسبب هرب قادتهم. حيث نشر قبل اسبوعين ان قائد الجيش السوري الحر في حلب، جمال معروف، قد هرب الى تركيا، فقرر 1.400 من مقاتليه ترك الجيش. وحل محلهم محاربي جبهة النصرة الذين يديرونه معارك طاحنة ضد جيش النظام.

 

جزء من مصادر الدخل للدولة الاسلامية قد اصيب بسبب قصف حقول النفط الموجودة تحت سيطرتهم في سوريا. وحسب التقديرات للاستخبارات الالمانية، فان الدولة الاسلامية تنتج فقط 28 الف برميل نفط يوميا، مقابل 180 الف برميل يوميا قبل القصف الجوي لقوات التحالف. ولكن الضرائب والرسوم التي يفرضوها على الاملاك والمواطنين، والمقابل الذي يحصلون

 

عليه بدل المخطوفين وتبرعات تصلهم من رجال اعمال فرديين ومنظمات ودول عربية، كل ذلك يضمن في الوقت الحالي استمرار وجود المنظمة ماليا.

 

السلاح ايضا متوفر. في الوقت الذي يقول الاكراد الذين يحاربون داعش وهم حلفاء قوات التحالف، انهم لم يستلموا السلاح الثقيل والنوعي، فان مقاتلي الدولة الاسلامية يستخدمون الدبابات والقذائف، ويدربون رجالهم على قيادة طائرات حصلوا عليها من الجيش السوري. حسب التقرير الذي وصل لمجلس الامن للامم المتحدة هذا الاسبوع، يوجد للدولة الاسلامية ما يكفي من السلاح لكي تحارب نصف عام آخر.

 

مقابل اتساع صفوف الدولة الاسلامية فان الغرب يواجه صعوبة في تقديم استراتيجية منطقية اضافة للقصف الجوي. شخصيات مرموقة في العراق قالت هذا الاسبوع ان القصف الكبير ضد الدولة الاسلامية سيتم مع بداية عام 2015، وان الخطة تشمل احتلال الموصل شمال العراق من جديد من قبل قوة ستشمل 80 الف جندي عراقي ومعها قوات البشمرغا التركية.

 

السؤال هو من اين سيأتي 80 الف جندي عراقي. رئيس اركان القوات المشتركة الجنرال مارتين دمبسي، قال هذا الاسبوع ان الجيش العراقي يتحسن، ولكن هناك مجالات كثيرة لا يستطيع فيها ان يعمل بالشكل المطلوب. هذه اقوال مهذبة جدا يقف وراءها احباط عميق بان الجيش العراقي الذي تم تدريبه من قبل القوات الامريكية على مدار سنوات، ترك الموصل ومحيطها مع دخول قوات الدولة الاسلامية في حزيران. ومنذ ذلك الحين لم ينجح الجيش الذي يصل الى 400 الف جندي على الورق، باثبات أي نتائج عسكرية.

 

رئيس الحكومة العراقي الجديد حيدر العبادي الذي انتخب لمنصبه بعد خلافات سياسية عميقة، بادر بعدة خطوات لتطهير ومعاقبة رؤساء الجيش على ادائهم الخاطيء وفصل ضباط رفيعي المستوى، ولكن الخطوة الاهم التي من شأنها ان تحسم المعركة – تجنيد تأييد القبائل السنية – لم ينجح بتحقيقها.

 

بدأت عدة قبائل سنية وبمبادرة منها بمحاربة الدولة الاسلامية ولكنها لا زالت بعيدة عن ان تكون جبهة موحدة ضد سلطة الدولة الاسلامية في العراق. والقرار الاكثر اهمية الذي اتخذته الحكومة العراقية حتى الان هو اقامة منطقة فاصلة تمتد عشرين كيلو متر مع السعودية حيث يمنع المواطنين من الحركة. وهذا لكبح انتقال وعبور قوات راديكالية.

 

الجبهة السياسية أيضا لا تستطيع وضع استراتيجية واضحة. وتستند الان على ما قاله رئيس الولايات المتحدة براك اوباما بان الولايات المتحدة لن تشترك بالحرب البرية في العراق وسوريا وانها ستكتفي بالقصف الجوي وبتدريب محاربين متمردين والجيش العراقي.

 

احد نقاط الجهد السياسي هو اقناع تركيا بالانضمام الى التحالف، لانها دولة مهمة وعن طريقها يمكن نقل السلاح والعتاد الثقيل للمتمردين، والخروج بطلعات جوية، واذا ارادت تستطيع أن توافق على عبور قوات كردية من العراق الى سوريا للمساعدة في محاربة الاكراد للدولة الاسلامية.

 

ولكن يوجد لتركيا شرط اساسي يعيق انضمامها. تريد طرد الاسد من السلطة كجزء من المعركة. جون ألن منسق قوات التحالف زار هذا الاسبوع أنقرة من أجل اقناع تركيا ترك الاسد مؤقتا، ولكن يبدو أن مهمته قد فشلت. وأوضح الجنرال دمبسي ان "طرد الاسد ليس جزء من المهمة التي القيت على عاتق الجيش الامريكي وان الحرب ضد الدولة الاسلامية هي الهدف الوحيد". حديث دمبسي هذا لا يساعد على اقناع تركيا.

 

مطلب تركي آخر هو اقامة منطقة محظورة للطيران بموازاة الحدود بين تركيا وسوريا، وهذا المطلب ايضا ترفضه الولايات المتحدة لانه يعني مواجهات مباشرة بين القوات الامريكية والسورية. "علينا التمييز بين الاستراتيجية تجاه سوريا وبين تلك تجاه العراق"، كما قال الرئيس التركي رجب اطيب اردوغان، "الاستراتيجية في سوريا يجب أن تشمل طرد الاسد".

 

على خلفية هذه الاقوال سمع هذا الاسبوع اقتراح قائد القوات المتطوعة الايراني محمد ريو نقدي الذي أعلن ان ملايين المتطوعين الايرانيين جاهزين للخروج للحرب في سوريا. وهذا بالضبط ما ينقص الولايات المتحدة اعطاء ايران فرصة لمد سوريا بالمزيد من المحاربين وتوسيع جبهة الصراع. من الممكن أن اوباما الذي قال ان نظام الاسد غير شرعي، لا زال مقتنعا ان الاسد لا يستطيع ان يكون مرساة اخرى في الحرب ضد الدولة الاسلامية – حيث توجد مبادرة سورية لعقد مؤتمر دولي حول سوريا تطمح فيها روسيا الوصول لحل وسط يبقي الاسد في السلطة.

 

هذه المبادرة تستند الى تفاهمات توصلت اليها روسيا مع عدة منظمات معارضة في سوريا لاجراء حوار مع نظام الاسد بدون طرد الاخير كشرط مسبق. هذه المبادرة وبالاضافة الى ضعف الميليشيا التي يؤيدها الغرب، من شأنها أن تكون استراتيجية الفشل التي سينضم اليها الغرب بغياب توقعات بالحسم العسكري ضد سوريا.