خبر الأمطار تزيد معاناة أصحاب المنازل المدمرة.. فمن المسؤول؟

الساعة 07:04 م|22 نوفمبر 2014

غزة

في كل مرة تسقط فيها الأمطار على قطاع غزة تتجدد معاناة آلاف الفلسطينيين ممن دمرت منازلهم واضروا ليعيشوا في كرفانات حديدية لحين إعمار منازلهم ، إلا أن الإعمار ورغم مرور ثلاثة أشهر على انتهاء الحرب واتفاق وقف إطلاق النار الذي نص على "فتح المعابر أمام مواد البناء" لم يحدث على أرض الواقع، وهو ما يدعو للتساؤل عن الجهة التي تتحمل مسؤولية معاناة هؤلاء المواطنين وتأخر عملية البدء بإلاعمار.

منطقة خزاعة – والزنة – و الشجاعية – وبيت حانون ، وغيرها مناطق تعرضت للدمار الكلي من الاحتلال "الإسرائيلي" وتغيرت معالمها الجغرافية من هول ما تعرضت خلال 51 من الحرب المسعورة، وجاءت أمطار الشتاء لتزيد من معاناة من تمكن من السكن في منزله رغم ما تعرض له من أضرار، إضافة إلى من سكنوا في كرفانات حديدية.

الأمطار منذ بدء تساقطها قبل أكثر من شهر تسللت إلى الكرافانات والمنازل وأجبرت السكان الى الرحيل عنها في ظروف قاسية بعد أن اتت على امتعتهم وأثاثهم، إلا بشاعة المعاناة لم تدفع المسؤولين لإنقاذ هؤلاء من غرق آخر، مما اضطر بلدية المواطنين لأخذ الاحتياطات البدائية في محاولة منهم لتفادي تسلل مياه الأمطار عليهم في المرات اللاحقة.

بلدية خزاعة شرق خانيونس، والتي تعاني من قلة الامكانات بعد أن تم استهداف مخازنها خلال الحرب وتضرر جميع آلياتها، عجزت في المرة الأولى لغرق المنطقة من إنقاذ المواطنين لعدم وجود الآليات والمضخات ، فاضطرت بعد تجاوز الآزمة إلى تجهيز نحو 8000 كيس رمل وإحاطة الكرفانات على ارتفاع متر حتى لا تصلها مياه الأمطار .

وأوضح، رئيس بلدية خزاعة المهندس شحدة أبو روك لـ "فلسطين اليوم"، أن البلدية إمكانياتها معدومة بسبب استهدفها من الاحتلال ، وعملت بالإمكانات المتاحة لتفادي غرق المنطقة مرة أخرى ، فجهزت الأكياس الرملية وأحاطت بها الكرفانات والطرق المكسرة وتعديل الشوارع حتى لا تتجمع فيها المياه.

وحمل المهندس أبو روك الاحتلال المسؤولية الأكبر عن تأخر الإعمار ومعاناة آلاف المواطنين ، كونه مازال يحاصر قطاع غزة ولا يسمح بإدخال مواد البناء بالشكل المطلوب ، إضافة إلى ان الفلسطينيين يتحملون أيضاً جزءاً من المشكلة.

وأوضح، أن المنطقة ورغم تساقط الامطار الليلة الماضية إلا أن المواطنين لم تتسلل إليهم الأمطار بفعل الجهود التي بذلتها البلدية بطرق بدائية، متمنياً الاسراع في الاعمار لتعود الحياة لطبيعتها في المنطقة.

هذا ويتخوف المواطنون من تكرار المشهد السابق في منطقة خزاعة رغم الاحتياطات التي اتخذها السكان حول منازلهم ، خاصة وأن الأمطار شديدة وربما تزداد أكثر فأكثر خلال الأيام القادمة. مطالبين الجميع بتحمل مسؤولياته والعمل على سرعة إدخال المواد واعادة الاعمار .

وفي سياق متصل، أوضح المواطن باسم النجار من منطقة خزاعة "لفلسطين اليوم"، أن المنطقة في المرة السابقة غرقت بالكامل وأن مياه الأمطار اختلطت بمياه الصرف الصحي التي داهمت المواطنين في منازلهم وكرفاناتهم واتت على كل شيء من أثاث وملابس.

وأكد بأن الدفاع المدني والبلدية عجزا عن تقديم المساعدة للمنكوبين، وهو ما فاقم الأزمة، واضطر شبان المنطقة بالعمل على إخراج النساء والأطفال من الكرفانات والمنازل إلى الطرقات لإنقاذهم من الغرق ، إضافة إلى قيامهم بتعبئة أكياس رمال بأيديهم لعمل سواتر ترابية لتحويل مجرى المياه. لذلك يخشى المواطنون في المنطقة من أن يتكرر المشهد مرة أخرى وان لا تصمد الأكياس الرملية طويلاً. خاصة وأن فصل الشتاء في بدايته.

وأوضح أن المطلوب هو تضافر الجهود الفلسطينية لإصلاح الطرقات والمنازل والبدء بإعمار ما دمره الاحتلال. واصفاً الحياة بالمعاناة الشديدة.