تحليل القدس تقود الاشتباك مع المحتل بعد غزة والانتفاضة قريبة

الساعة 03:25 م|17 نوفمبر 2014

غزة

لا زالت الأحداث في مدينة القدس المحتلة قابلة للانفجار، خاصة بعد الجريمة الصهيونية التي اقترفها مستوطنون فجر الاثنين بإعدام الشاب المقدسي يوسف الرموني (32 عاماً) بدم بارد.

وكان مستوطنون قد أقدموا في ساعات الفجر الأولى على تعذيب الشاب الرموني من منطقة الشياح في منطقة الطور بالقدس المحتلة، ومن ثم خنقه بسلك ورميه في الحافلة التي يقودها.

الفصائل الفلسطينية اعتبرت أن إعدام المقدسي الرموني تصعيد خطير ويهدف الاحتلال من خلاله لإفراغ القدس من أهلها وتنفيذ مخططاته لتهويد العاصمة الفلسطينية مستغلة حالة الانشغال العربي بالمشاكل الداخلية، وحالة اللامبالاة من المجتمع الدولي.

فيما أكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حيدر عيد، أن ثقل المهام الوطنية -الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية والدفاع عن الأمتين- انتقلت هذه الأيام من قطاع غزة إلى القدس المحتلة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياسته العنصرية بحق المقدسات الإسلامية وبخاصة المسجد الأقصى المبارك بالاشتباك المباشر بين المقدسيين وقطعان المستوطنين بحماية من جنود الاحتلال.

ويرى الدكتور عيد أن المواجهات العنيفة التي اندلعت في خليل الرحمن وأراضي الـ48 والقدس المحتلة وبيت لحم بعد الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة بأنها شرارة متكاملة لتفجير الانتفاضة الثالثة عن قريب.

وقال عيد، في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "لا اعتقد أن هناك محاولات "إسرائيلية" لتهدئة الأوضاع في المدينة المقدسة بقدر ما هناك محاولات لشراء الوقت لتقسيم المسجد الأقصى المبارك زماناً ومكاناً كما حصل في المسجد الإبراهيمي".

وأضاف: "كل ذلك يحصل في نفس السياق الذي شنت فيه "إسرائيل" ثلاثة حروب على قطاع غزة (مجتمع دولي متعاون وعالم عربي متواطئ) مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن "إسرائيل" تدرك جيداً أنها لن تحاسب على جرائمها بحق المسجد الأقصى كما لم تحاسب عام 2008 و 2012 و 2014، وهذا يدفعها لمزيد من الجرائم".

وأكد الدكتور حيدر أن رمزية القدس هي التي دعت الاحتلال الإسرائيلي لتكثيف عمليات التهويد والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى في ظل التخاذل الدولي والتواطؤ العربي.

وفيما يتعلق بموقف المملكة الأردنية كونها وصية على المقدسات في القدس المحتلة أكد أن ما ينشر من تصريحات أردنية ما هي إلا تصريحات لن تؤدي إلى نتائج تذكر ما دام لا يوجد ضغط شعبي وجماهيري ومؤسساتي على النظام الحاكم.

وقال المطلوب من الأردن هو حراك شعبي ضاغط على الحكومة الأردنية لمراجعة كل الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي واتخاذ خطوات عملية.

بينما المطلوب من السلطة الفلسطينية لوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى المبارك، هو التهديد بحل السلطة والتهديد بمراجعة كل اتفاقيات أسلوا ووضع أفكار خلاقة مبدعة في مواجهة المحتل الصهيوني وسياسته العنصرية.

ودعا إلى تعزيز الجهود الدولية التي تدعو لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي بهدف عزل "إسرائيل" عن العالم أجمع.