خبر الاندفاع نحو الهاوية.. معاريف

الساعة 09:18 ص|24 أكتوبر 2014

الاندفاع نحو الهاوية.. معاريف


بقلم: بن كاسبيت

(المضمون: نحن عالقون في قطار شياطين خفيف يندفع نحو الهاوية، بينما في حجرة السائق ينحشر نتنياهو، نفتالي بينيت واوري ارئيل وينثرون التهديدات. الى اللقاء في الجحيم - المصدر).

القدس تشتعل. صحيح. وزير الامن الداخلي لا يزال "لا يرى انتفاضة"، ولكن اذا كنا متعلقين بقدرة الرؤية لديه، ففي النهاية سنكون معلقين. هذا ليس الوقت للفحص من المذنب في الاضطرابات في القدس. الامر الوحيد الذي يجب عمله الان هو محاولة تخفيض اللهيب. صب ماء باردة على النار. والانفجار الان في القدس سيرفع الى الهواء المنطقة بأسرها او ما تبقى منها. صحيح، الان يمكن الضحك حين نسمع عائلة المخرب الذي قتل رضيعة ابنة ثلاثة اشهر تروي، مرة اخرى، بان "هذه حادثة طرق"، ولكن هذا ليس الوقت للضحك. في النهاية توجد صورة كبيرة وفيها ينبغي التركيز. الصورة مشتعلة.

ما الذي ينبغي أن يفعله زعيم مسؤول في مثل هذا الوضع؟ ان يهدأ. ان يتخذ سلسلة سريعة من الخطوات الرامية الى تهدئة الخواطر وتعطيل أبخرة البنزين التي تندفع في الهواء، بانتظار الشرارة. وماذا يفعل بنيامين نتنياهو؟ العكس تماما. فهو يدع نفتالي بينيت، المستفز الهاوي، واوري ارئيل، المستفز القديم صاحب المؤكد، ان يحاولا صب دلو من الوقود على اللهيب. لقد وجد البيت اليهودي وقتا لان يطرح على نتنياهو انذارا للاستئناف الفوري للبناء في يهودا والسامرة. فهل هذا بالضبط هو ما نحتاجه الان كي نهدأ. يبدو أنهم في البيت اليهودي هناك لا يهتمون بما يحصل هنا. فهم يهتمون بموضوع الخلد والعالم القادم. اما بترهات هذا العالم فيهتم الباري عز وجل، او أننا سننتظر وصول المسيح.

لقد سبق لنتنياهو أن عاش هذه التجربة ذات مرة، على نحو مصغر. فقد تجاهل عدة تحذيرات وفتح، باعتداد وغرور نفق المبكى. واندلعت اضطرابات دموية جعلته يركض والذي بين الساقين حتى واشنطن، حيث "اكتشف صديقا جديدا" (ياسر عرفات). والان حتى واشنطن لم تعد تنتظره. لقد فقد واشنطن. والمنطقة بأسرها معلقة لنا على الرقبة. عبدالله ملك الاردن من هنا، الرئيس السيسي من هناك، كل العالم يؤشر لنا بأيديه لنرى التدهور في القدس. كل العالم، باستثناء اولئك الذين ينبغي لهم أن يفعلوا شيئا. نحن عالقون في قطار شياطين خفيف يندفع نحو الهاوية، بينما في حجرة السائق ينحشر نتنياهو، نفتالي بينيت واوري ارئيل وينثرون التهديدات. الى اللقاء في الجحيم.